انطلقت في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، الدورة الثالثة من برنامج (تحضير – مسار)؛ من أجل الإعداد للمرحلة الانتقالية في سورية، بعد انتهاء الصراع، شارك فيها 22 من الشباب السوري.
افتُتحت الدورة (الأحد) بكلمة موسى شتيوي، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، تحدث فيها عن أهمية التحضير للعمل؛ من أجل المرحلة الإنتقالية بعد توقف الحرب، وفي مراحل مختلفة منها، مثل صوغ الدستور، ودعم الديمقراطية، والعدالة الانتقالية”.
وقال أحمد، أحد السوريين المشاركين في الدورة، لـ(جيرون): “آمل أن تكون مثل هذه الدورات ببرامجها المهمة مفيدة، من الناحية العملية، وأن تطبق على أرض الواقع، وتساعد في إصلاح الأوضاع في سورية بعد إنتهاء الحرب، وتؤدي إلى إيجاد أرضية للتعاون المشترك بين جميع السوريين، من خلال الأفكار التي تطرحها؛ لتسوية الأمور السياسية تسوية صحيحة”.
وأطلقت وكالة التعاون الإسباني، بالشراكة مع الإتحاد الأوروبي والحكومة الأردنية برنامج (تحضير – مسار) في آذار/ مارس العام الماضي، وهو أحد البرامج التي تُعنى بتدريب نحو 1200 سوري “لمواجهة عملية الانتقال إلى ما بعد النزاع في البلاد” ليعدوا، بعد تدريبهم، سوريين آخرين، يؤدون المهمة نفسها. وفق السفارة الاسبانية في عمّان.
من جهته قال فؤاد، المشارك في الدورة، لـ (جيرون): “إن المواد التي تدرّس في الدورة، توضح -إلى حد كبير- الخيارات التي يمكن من خلالها التعامل مع المرحلة المقبلة في سورية من الناحية السياسية، ودور المجتمع المدني ومؤسساته في متابعة هذه المرحلة وآليات عملها، وتساعد في معرفة أشكال الحكم، إن كان رئاسيًا أم برلمانيًا أو مختلطًا، من خلال دراسة مزايا كل منها، ومحاولة إسقاط الأنسب بينها على الحالة السورية”.
وتعطي مجموعة من الخبراء المختصين في القوانين الدستورية، وخبراء في حقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني، من لبنان والأردن وإسبانيا، المحاضرات والمواد المقررة في الدورة للمشاركين.
ويهدف برنامج (تحضير – مسار) إلى:
أولًا- تمكين المواطنين السوريين المهتمين والمؤهلين، ذوي القدرة، على أن يصبحوا عناصر فاعلة ورئيسة في المرحلة الانتقالية، من خلال اكتسابهم المعرفة وتطوير المهارات في مجال إختصاصهم.
ثانيًا- إتاحة الخبرات المتنوعة في المراحل الانتقالية الموجودة في الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، من أجل إعداد عمليات الإنعاش والإصلاح التي ستكون ضرورية للحفاظ على سلام مقبل ودائم في سورية.
ثالثًا- دعم العملية الانتقالية، من خلال موضوعات مثل العدالة الإنتقالية، وإعادة تأهيل ودمج المقاتلين السابقين، وإصلاح قطاع الأمن، والإصلاح الدستوري، والمصالحة الوطنية وبناء السلام.
رابعًا- تعزيز العمليات الديمقراطية وسيادة القانون، ومشاركة المواطنين، والتطوير المؤسسي، واستراتيجية بناء السلام.
خامسًا- تعزيز المجتمع المدني، من خلال تأكيد أن دور المجتمع المدني في الصراع في سورية أمر جوهري، والعمل في دعم وتدريب وتعزيز منظمات المجتمع المدني، وعمليات المشاركة والتفاوض، إضافة إلى دعم تطوير السياسات الاجتماعية الشاملة من خلال:
– تعزيز القيادة البناءة في قطاعات رئيسة، من أجل إعداد المجتمع المدني في إطار العملية الانتقالية، وتشمل المواطنين السوريين ذوي القدرة على لعب دور فاعل وملتزم في الانتقال إلى الديمقراطية.
– تمكين المرأة في المجتمع السوري، من خلال معرفة مهاراتها وقدراتها، ممثلة رئيسة للمجتمع المدني السوري في عملية توطيد السلام.
– التشجيع على تطوير وسائل الإعلام المختلفة، المستقلة والمهنية التي من شأنها أن تُسهم في تعزيز الحكم الديمقراطي، وتهدف هذه النقطة إلى ضمان أن يتعمق المشاركون في دور وسائل الإعلام، بوصفها إدارة للتغيير الاجتماعي، ومرجعية أخلاقية، والتعرف إلى المعايير المهنية المتعلقة بمجال الإعلام في حالات الصراع، ومابعد الصراع، في ما يخص الإعداد للمرحلة الانتقالية والسلام.
وقُسمت الدورة إلى أربعة أسابيع متتالية، يعطى برنامج أسبوعي مكثف، حول موضوعات مختلفة، تتلخص بعنوانين رئيسين، هما:
تتناول الدورة الحالية التي تستمر شهرًا، عنواني الإصلاح المؤسسي لإنشاء الدولة الديمقراطية، وتوطيد السلام والديمقراطية، ويجري تدريب المشاركين وتأهيلهم؛ ليكونوا مدرِبين لمدربين آخرين.
يأمل المشاركون في الدورة أن يتمكنوا من تحقيق الأهداف المعلنة فيها، بعد توقف الحرب المستعرة، والبدء بمرحلة انتقالية شاملة، يتمكنون فيها بخبراتهم من النهوض بالدولة السورية، ووضعها على الطريق الصحيح؛ لتكون دولة ديمقراطية يسود فيها القانون وحقوق الإنسان.
يأتي هذا البرنامج بالتعاون بين مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية (آيسد)، وهو برنامج مدعوم من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.