استهدفت قوات النظام منطقة بيت جن ومزارعها، ومنطقة الضهر الأسود في غوطة دمشق الغربية، بنحو 120 برميلًا متفجرًا خلال الأيام الماضية، في تصعيد عدّه مراقبون ردًا على رفض قوات المعارضة الدخول في “تسوية”، يريد النظام فرضها على أهالي المنطقة.
وذكر الناشط الإعلامي، عبد الله مطر، أن قوات النظام السوري “عززت من وجودها أخيرًا، في المناطق الواقعة قرب جبل الشيخ، ولا سيما في اللواء 68 في كناكر، وفرع (الأمن العسكري) في سعسع، استعدادًا لشن حملة عسكرية على بلدتي بيت جن ومزارعها، وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحها النظام للمعارضة؛ من أجل التوصل إلى (مصالحة) تنهي الملف الأمني للبلدة”.
وقال مطر لـ(جيرون): إن النظام السوري “أرسل وفدًا ضمّ وجهاءَ من منطقة بيت جن، إلى الأهالي والمعارضة؛ من أجل توقيع (مصالحة) شاملة، ضمن مهلة خمسة أيام فحسب، ترافقت مع تهديدات بتدمير البلدة فوق رؤوس أهلها، في حال رفضوا ذلك”. مضيفًا أن الشروط التي وضعها النظام تقضي “بتسليم المعارضة البلدة على غرار ما حدث سابقًا في بلدتي زاكية وكناكر وقرى بيت سابر وبيت تيما، وتسوية أوضاع المطلوبين لأجهزة النظام الأمنية، خصوصًا المتخلفين عن أداء الخدمة الإلزامية، شريطة انضمامهم إلى (فوج الحرمون) الذي أنشأه النظام قبل أشهر في المنطقة”.
وأضاف: “لقد قصفت قوات النظام، بلدة بيت جن ومزارعها، ومغر المير ومنطقة الضهر الأسود، بعشرات البراميل المتفجرة، كما قامت عناصر من (فوج الحرمون) الموالي للنظام بتشديد الخناق على الأهالي، وعملت على إنشاء حواجز جديدة ورفع سواتر ترابية على الطرقات الواصلة بين بيت جن ومحيطها، على الرغم من أن المهلة التي منحها النظام للأهالي وقوات المعارضة لم تنته بعد”.
من جانبٍ آخر، عرض وفد النظام على الأهالي، فتح جميع الطرقات وإدخال المساعدات الإغاثية، وإطلاق سراح معتقلي بلدة بيت جن ومزارعها، أما من لا يرغب في (المصالحة)، فيمكن نقله مع ذويه إلى محافظة إدلب، مقابل استعادة قوات النظام النقاط العسكرية، بما فيها تلة الضهر الأسود التي سيطر عليها (فوج حرمون) المعارض، منتصف شباط/ فبراير الماضي.
في السياق ذاته، كشف مصدرٌ محلي، لـ(جيرون) أن النظام السوري، أنهى قبل يومين تدريب أولى الدفعات من المنشقين عنه الذين جرت تسوية أوضاعهم ضمن اتفاق بلدة كناكر في الغوطة الغربية، وأوضح أن النظام “أخضع ما يقارب 100 عنصر منهم، إلى دروةٍ تدريبية استمرت أسبوعين، تضمنت استخدام الأسلحة وطرق الرماية بالبنادق الآلية، إضافةً إلى (التوجيه المعنوي) الذي شدّد على ضرورة حب (الوطن والقائد)، والوقوف إلى جانب القيادة لمواجهة (الإرهابيين) على امتداد الأراضي السورية”.
وذكر المصدر، أن رئيس فرع الأمن العسكري في سعسع، وجّه رسالةً إلى العناصر التي جرى تخريجها، ذكر فيها أن المتخرجين من الدورة سيحصلون على “سللٍ غذائية، ومكافآت ٍمالية، فضلًا عن بطاقات أمنيةٍ تسمح لهم بحرية التنقل في المنطقة”.
وكان عدد من مقاتلي المعارضة في أنحاء متفرقة من الغوطة الغربية قد توجهوا إلى بلدة بيت جن ومزرعتها، وفضلوا الانضمام إلى مقاتليها، عوضًا عن الترحيل القسري الذي عرضه النظام عليهم باتجاه مدينة إدلب في الشمال السوري، وهم لا يزالون يرفضون عقد أي شكلٍ من أشكال (المصالحة) مع النظام.
نجح النظام السوري في استقطاب العشرات من أبناء المنطقة، عبر تسوية أوضاعهم الأمنية، بمن فيهم المطلوبون لأفرعه الأمنية والاستخباراتية، وسمح لهم بالخدمة في بلداتهم، إن عملوا وتطوعوا لصالحه في صفوف ميليشيا (فوج حرمون) التي أنشأها في كانون الثاني/ يناير 2017. في حين تعّد بيت جن ومزرعتها آخر تجمع للمعارضة السورية في الغوطة الغربية من ريف دمشق.
تعليق واحد