أدب وفنون

“هدوء” دار جديدة للطباعة والنشر والتوزيع

افتُتحت في السويداء دار نشر جديدة باسم: دار هدوء. وقد كان لهذا الحدث صدًى في الوسطين: الثقافي والشعبي، ليس بسبب حاجة المحافظة إلى مثل هذا المنبر الثقافي فحسب، وإنما لما يتمتع به القائم على المشروع من سمعة طيبة، ثقافية واجتماعية، تؤهله لجعل هذه الدار متميزة في الشكل والمضمون، ورافدًا حقيقيًا وعميقًا للحركة الثقافية في سورية. فنحن اليوم -أكثر من أي وقت مضى- بأمس الحاجة إلى منبر منفتح حر، يحتضن ويكرس ثقافتنا الوطنية، مثل حاجتنا إلى الحد من جشع معظم دور النشر، ورفع الظلم والذل الذي تمارسه على الكتّاب وإنتاجهم الإبداعي.

صحيفة جيرون التقت المشرف على دار هدوء، الأديب والكاتب فواز عزام، فتحدث عن هموم وشجون النشر قائلًا:

“صفة الناشر كانت -وما تزال- تؤرقني، وبخاصة أن عملي المتواصل منذ ستة عشرة عامًا في مجال دور النشر، جعل لدي من المعرفة المتراكمة ما يؤلم أكثر مما يفيد. والألم لا يأتي من عشوائية وعدم مسؤولية بعض هذه الدور فحسب، بل من شكل ومضمون الإصدارات وهيكلة التنظيم. حتى دور النشر الكبيرة خارج سورية، سواء في لبنان ومصر -مثلًا- أو حتى في ألمانيا، تعاملت معها كاتبًا، وأملك من المراسلات ما يجعلني -يومًا ما- أكتب ملفًا كاملًا عن (نكتة النشر والناشرين)”.

وعن رؤيته وتطلعات الدار إلى الأفضل، يقول: “ما زلت أؤمن بالاختصاص وبالأكاديمية في العمل، وأطمح أن أصل بالناشر إلى دوره الحقيقي، وهو التأثير الممكن على أي عملٍ سيولد على الساحة الثقافية. نحن نعمل فريقًا مكونًا من لجنة قراءة متكاملة، نسعى فيها لتقديم عمل لائق بالكاتب، ليس من منظور شخصي، بل من منظورٍ تاريخي. وأنا هنا لا أقع في التنظير قط، بل مصرّ على أننا ما زلنا نملك ناصية الحلُم بأن نكون صناع تاريخ، أو جزءًا منه في الأقل”، ويضيف عزام بحزم: “علينا إسقاط الجملة المتداولة في دور النشر، بأن (الآراء الواردة في منشوراتها لا تعبر بالضرورة عن رأي الدار). هذه الجملة -بحد ذاتها- طعنة في وجه الثقافة. نحن في دار هدوء، وشرطنا الأول لأي كتاب صادر، وبعد موافقة الكاتب على الصيغة، نقدّم الكاتب بمسمى (عتبة)، يكتبها أصحاب الاختصاص بقلم الناشر، تبين بوضوح مسؤولية الدار عن هذا العمل.. نحن باختصار نحارب الهواة في هذا المجال ونحارب الجهل، بوصفه مفهومًا وليس موجودًا. من أهم طموحاتنا في المدى القريب: إطلاق سلسلة مسلمات في كل مجالات الفنون يكتبها مختصون، والباب مفتوح للجميع طبعًا؛ لأننا نرى أننا -المثقفين- بأمس الحاجة لمسلمات كهذه، ليس من باب التأطير، إنما من باب تعريف القارئ كيف يكون التلقي…، ما مسلمات الرواية/ المسرح/ الشعر/ القصة/ اللوحة/ وكيف نحاكم هذه الأعمال…، نحن نرى في دار هدوء أننا معنيون بمحاربة الذوق العام، الذي ينخفض في هذه المرحلة إلى أدنى المستويات.

وختم طموحاته بالقول: “يبقى الحديث الأكبر في هذه الأيام هو الجغرافيا، نحن دارٌ للنشر في سورية/ السويداء. نحن دارٌ للنشر في بلدٍ يعيش حربًا. نحن دارٌ للنشر في بلدٍ يعيش حربًا منذ عشرات السنوات. حربٌ على كل فكر حر. وحربٌ على كل فكرٍ يمكن أن يكون حرًا. وهنا نقول: نؤمن بالكلمة، ليس بوصفها سيفًا، البتة، إنما بوصفها ضوءًا يزيد من مساحات الرؤية، ويفتح مجالًا أكبر للمحاكمة العقلية، ولا أعرف قدرتنا على احتمال الوجع المنتشر على مساحة الوطن، وقدرتنا على الثقة بأننا نعمل في مجال يمكن أن ينقذ وإنْ طفلًا واحدًا. لا أقع في كلامي -الآن- في الرومانسية؛ فأنا على ثقة كبيرة بأن القاتل الأكبر في هذه البلاد هو الجهل المرعب”.

وعن آلية النشر في دار هدوء، قال: “ألية النشر وشروطها في الدار: بعد أن يقدم الكاتب/بة عملًا ورقيًا، أو إلكترونيًا للدار يحصل بعد 20- 40 يومًا، على تقرير من لجنة القراءة، مكتوبًا ومفصلًا عن قرار النشر، مهما كان. تقدم الدار ثلاثة عقود على الطاولة في حال ووفق على المخطوط:

  • عقد بيع حقوق للدار
  • عقد مناصفة بين الكاتب والدار
  • عقد على حساب الكاتب بالكامل.

يطبع الكتاب خلال 45 يومًا من توقيع العقد، ويُشهر في حفلٍ تعريفي عنه/ حفل توقيع للكتاب/ إن كان هذا ممكنًا. تتبنى الدار التوزيع، محليًا وعربيًا، بما هو متاح في هذه الأماكن والدول، في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة

إغلاق