قضايا المجتمع

ديمقراطية الأسد… إدارة مدنية لمنبج بإشراف (قسد)

منذ أن احتلت ميليشيا ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” مدينة منبج مطلع آب/ أغسطس 2016، وهي تعمل على تجميل وجهها، عبر إشراك شخصيات من مكونات غير كردية في المجالس المحلية التي تقيمها في البلدات والمدن التي تحتلها، وكان آخرها، إقدامها، الأسبوع الماضي، على تشكيل مجلس محلي (إدارة مدنية) في منبج، “يتولى إدارة المدينة وتحسين أحوالها الخدمية”.

وحول المجلس الجديد وتشكيلاته وآليات عمله قال رئيس المكتب التنفيذي للهيئة السياسية في مدينة منبج، حسن النيفي: إن “ميليشيا (قوات سورية الديمقراطية) تحاول استقطاب شخصيات من مكوّنات أخرى غير كردية، بغية استثمارها في الإعلام والرأي العام العالمي، وتسعى الميليشيات الكردية من خلال هذا التشكيل الجديد، إلى استقطاب شخصيات عربية متعددة، لا تمثّل الطيف الواسع لأهالي منبج، وهي من الشخصيات المنبوذة والمنضوية تحت لواء النظام يأتي في مقدمتهم عضو البرلمان (محمد جمعة عرب) الذي جرت تسميته عضوًا في المجلس الجديد”.

وأضاف لـ(جيرون): “لن يُعطى هذا المجلس أي صلاحية، لأن مركز القرار لميليشيا حزب (الاتحاد الديمقراطي)، حتى الأعضاء الحزبيين ليس لهم دور حقيقي في اتخاذ القرارات”. منبهًا إلى أن “التنسيق العالي بين (قسد) والنظام عسكريًا وسياسيًا ترجمته أخيرًا، تسليم الأولى مطلع آذار/ مارس الجاري، الخط الفاصل بينها وبين قوات الجيش الحر، المدعومة تركيًا في ريف منبج الغربي للنظام، ويتبدّى حاليًا في الجانب المدني”.

من جهته؛ لفت عماد حنيظل، عضو في الهيئة السياسية لمدينة منبج، إلى تردي الأوضاع المعاشية والخدمية في المدينة منذ وقوعها تحت سيطرة (وحدات حماية الشعب)، وقال لـ (جيرون): “الطرقات لا تزال غير معبدة، والمستشفيات كلها خارج الخدمة، باستثناء عدد قليل من المستشفيات الخاصة، التي يتولى إدارتها الأكراد، ومع تزايد الكثافة السكانية بسبب النزوح الأخير من ريف منبج الجنوبي تندر فرص العمل، وهناك بعض العائلات النازحة لا تزال في العراء، تعيش فقرًا وعوزًا”.

في السياق ذاته أشار حنيضل إلى “أن الهيئة الجديدة ما هي إلا مسرحية من ميليشيا (قوات سورية الديمقراطية)، ولإدراج النظام بشكل علني في إدارة المدينة، وبتركيبتها المُنفرّة تعد نسخة عن حكومة النظام، ولتسويغ دخول قوات النظام إلى منبج وتدخّلهم فيها، إلا أنها في الحقيقة لن يكون لها أي تأثير حقيقي وفاعل على الأرض”.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت صورة تُظهر أعضاءً من (مجلس الشعب) يرفعون أعلام النظام في منطقة (دوار الكتاب) في مدينة منبج.

مدينة منبج هي أكبر مدن ريف حلب، وذات أغلبية عربية، وتخضع حاليًا لسيطرة ميليشيا (قسد) التي تشكل ميليشيا (وحدات حماية الشعب) الكردية عمودها الفقري، وعلى الرغم من أن (قسد) قد شكّلت مع احتلالها المدينة العام الماضي مجلسًا مدنيًا لإدارتها، إلا أنه فشل ولم ينجح في تأسيس إدارة حقيقية، وبحسب حنيظل، فإن “الهدف الرئيس من التشكيل الجديد، مراعاة الوضع العسكري الحالي للمدينة، ولا سيّما أن فصائل الجيش الحر المدعومة تركيًا، وضعت منبج وجهتها التالية بعد الباب”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق