أحرزت فصائل المعارضة السورية، أمس (الأحد)، تقدمًا واسعًا في مناطق يسيطر عليها “تنظيم الدولة الإسلامية” في البادية السورية، وذلك بعد يوم واحد من إطلاق مجموعة فصائل عسكرية في القلمون الشرقي، معركة لـ “تطهير الحماد” السوري من التنظيم، واستحوذت قوات المعارضة على سيارتين محملتين بمضادات دروع، وأحرقت ثلاث سيارات أخرى، ودمرت لـ”داعش” مستودعًا “لوجستيًا في المنطقة.
وأكد عمر الدمشقي، عضو المكتب الإعلامي في (قوات أحمد العبدو) أن مقاتلي (جيش أسود الشرقية، جيش مغاوير الثوار) بالاشتراك مع كتائب (العبدو) سيطروا على حاجز ظاظا في البادية السورية، الخاضع لتنظيم (داعش)، وذلك عقب مرور يومٍ واحد من سيطرة غرفة العمليات المشتركة على سرية البحوث العلمية، ومنطقة التيس وجبل سيس وسد ريشة.
أوضح الدمشقي، في حديثه لـ (جيرون): أن “معركة (سرجنا الجياد تطهير الحماد)، التي أطلقتها الفصائل في الثامن عشر من اذار/ مارس الجاري، ستتم على عدة مراحل حتى تطهير كامل منطقة الحماد السوري، من تنظيم (داعش)، الذي يسيطر على مساحات واسعة منها، إذ ينتشر عناصره على حدود محافظات حمص، والسويداء، ودمشق، قرب الحدود السورية- الأردنية”، مشيرًا إلى أن وجود “تنظيم الدولة في هذه المنطقة “تسبب في قطع خطوط الإمداد الرئيسة للمعارضة عن منطقة القلمون الشرقي، التي يحاصرها التنظيم منذ نيسان/ أبريل عام 2015”.
تأتي هذه التطورات الميدانية، في إطار غرفة العمليات المشتركة التي أعلنت عنها قوات المعارضة السورية في بادية الشام والقلمون الشرقي، بمشاركة (قوات أحمد العبدو، جيش أسود الشرقية، جيش أحرار العشائر، لواء شهداء القريتين)، واأدت إلى إحكام سيطرة المعارضة من جديد على مناطق تيس وسيس ومكحول والسبع البيار وظاظا، إضافة إلى تل مكحول وسد ريشة وبعض النقاط الأخرى في محيطه، وهي مناطق تقع جميعها في منطقة الحماد السوري.
وكانت (قوات أحمد العبد) أبرز فصائل المعارضة العاملة في البادية والقلمون الشرقي، قد سيطرت على المناطق آنفة الذكر، أثناء معركة “رد الاعتبار” التي أطلقتها في 29 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، إلا أن “تنظيم الدولة” سرعان ما استعادها في وقتٍ لاحق. في حين تمكنت خلال اليومين الماضيين، من استعادة عدة نقاط استراتيجية في سلسلة جبل الأفاعي، في جبال القلمون الشرقي من ريف دمشق، إثر اشتباكاتٍ عنيفة استمرت لعدة ساعات مع تنظيم الدولة.
يغلب على معارك التنظيم والمعارضة السورية في البادية السورية، طابع الكر والفر، وتجد الأخيرة نفسها مضطرةً إلى الانسحاب من المواقع التي تنتزعها من التنظيم بعد فترةٍ قصيرة، لعدم قدرتها على حسم الموقف نهائيًا لصالحها، ولا سيما أن التنظيم الذي يتمركز في منطقة بئر القصب، يستقدم تعزيزاته العسكرية والتموينية باستمرارٍ من منطقة السخنة التي تصله بمدينة الرقة معلقه الرئيس في سورية.
تعليق واحد