بعنوان “العمل المناخي من أجل كوكب تعمّه السعادة” أحيا العالم، أمس الإثنين، 20 آذار/ مارس، اليوم العالمي للسعادة، ووضعت الأمم المتحدة عدة أهداف من أجل العمل عليها، والنهوض بتنمية المجتمعات بما يُمكن عده “التنمية المستدامة”.
يُقصد بالتنمية، القضاء على الفقر والتباين أو الفروقات في مستوى المعيشة، وعدم المساواة، ومواجهة التهديدات البيئية، وحماية الكوكب، والعديد من المسائل التي يجب أن تؤدي إلى “أن يكون الرجال والنساء والأطفال محور الاهتمام، فتُنسج التنمية حول الناس، وليس الناس حول التنمية، وذلك للأجيال الحاضرة والقادمة”.
يقبع السوريون في قمة التعاسة العالمية، وذلك بحسب تقرير “مؤشر السعادة” للعام 2016 الصادر عن “شبكة حلول التنمية المستدامة”، التابعة للأمم المتحدة. الدنمارك هي أكثر البلدان سعادة تليها سويسرا فأيسلندا فالنروج. أما سورية فجاءت في المرتبة 166 من أصل 167 دولة شملتها الدراسة، تلتها دولة بوروندي.
وكانت الدول العشر الأكثر تعاسة عالميًا هي “مدغشقر، تنزانيا، ليبيريا، غينيا، رواندا، بينين، أفغانستان، توجو، سورية، بوروندي”.
وبحسب مركز أنباء الأمم المتحدة، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 آذار/ مارس من كل عام، اليوم العالمي للسعادة، وذلك بقرار صدر عنها عام 2012، “اعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة، وضرورة اتباع نهج أكثر شمولًا وإنصافًا وتوازنًا تجاه النمو الاقتصادي، في سبيل تحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاه لجميع الشعوب”.
عُقد اجتماع الأمم المتحدة لتبني اليوم العالمي للسعادة عام 2012، بمبادرة من دولة بوتان، وهي مملكة تقع في جبال هيمالايا، تطور مفهوم السعادة فيها، حيث يتضمن دستور البلاد منذ عام 2008 عبارة “الناتج القومي من السعادة”.
تأسست “شبكة حلول التنمية المستدامة” عام 2012، “وهي شبكة عالمية جديدة، مستقلة عن مراكز البحوث والجامعات والمؤسسات التقنية، للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة كجزء من ولاية الأمم المتحدة”.
تحاول الشبكة الوصول إلى حلول لعدد من المشكلات الملحّة في العالم، إن كانت اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية، وعملت على تحليل بياناتها التي جمعتها من 157 دولة، وذكرت المعلومات أن ترتيب الدول استند إلى “38 مؤشرًا”، منها “نظام الحكم السياسي، ومستوى الفساد في المجتمع”، وأيضًا “مستوى التعليم والصحة والأجور”، إضافة إلى “قدرة الأفراد على تقرير مستقبلهم”.
إذ دعت الأمم المتحدة الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني، للاحتفاء باليوم الدولي للسعادة، وإقامة فاعليات مختلفة لتوعية الرأي العام، بعدّ أن السعادة والرفاه “قيمتين عالميتين”، فالسعادة تُلهم البشر، ويجب الاعتراف بها في السياسات العامة للدول.
غطّت الدراسة الفترة الممتدة من 2013 إلى 2015، وهي بالنسبة للسوريين فترة مقتطعة من السنوات الست التي قامت بها ثورتهم، فقابلهم النظام بالنار والبارود، واستقدم مرتزقة من جنسيات مختلفة، ليحتلوا المدن والقرى ويمارسوا الحصار والقتل والتهجير بحق السوريين، ومن هنا جاء الترتيب بثاني أكثر الدول تعاسة لمواطنيها.
بالتأكيد لم تكن حياة السوريين أكثر سعادة قبل انطلاق الثورة عام 2011، فالبؤس الذي عاشوه، حيث سياسات النظام القمعية، وانعدام العدالة في توزيع الدخل، والفساد المستشري، وعدم تكافؤ الفرص في العمل والتعليم والاستثمار والصحة، وتحكم الأمن والعسكر بحياة الناس اليومية، والعيش بقلق دائم خوفًا من الأمن وغيرها المئات من مفردات القهر دفعت السوريين للثورة،
بحسب النتائج حازت كندا المركز 7، وجاءت أستراليا في المركز 10، والولايات المتحدة كانت في الموقع 13، وجاءت ألمانيا في المرتبة 16، وفرنسا 32، واليابان 53، وروسيا 56، وإيران 105.
جاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عربيًا، وبترتيب 28 عالميًا، تلتها المملكة العربية السعودية الثانية عربيًا و32 عالميًا، ثم قطر الثالثة عربيًا و36 عالميًا، وجاءت سورية بالمرتبة الأخيرة عربيًا وقبل الأخيرة عالميًا.
الملاحظ أن “إسرائيل” جاءت بالمركز 11 عالميًا، وهي متقدمة على جميع الدول العربية بأشواط، بينما أخذت فلسطين 108 عالميًا و13 عربيًا، أما بقية دول جوار “إسرائيل” فأتت الأردن في المركز 9 عربيًا و80 عالميًا ولبنان بالمركز 11 عربيًا و93 عالميًا، ومصر بالمركز 15 عربيًا و120 عالميًا.