تتزايد مخاوف موسكو من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وقوات النظام السوري في حادث ثان يقتل مقاتلًا مواليًا للأسد
طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز اف –16I. ضربت الغارة الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي بالقرب من القوات الروسية. صورة: أوليفر ويكين / وكالة حماية البيئة
استدعت روسيا السفير الإسرائيلي، مطالبةً بتفسيرٍ للغارات الجوية الإسرائيلية في سورية الأسبوع الماضي، كما أكدّت موسكو، حيث اُتهمت طائرة إسرائيلية من دون طيار بقتل أحد كبار مقاتلي الأسد في غارةٍ ثانية.
وأكدّت وزارة الخارجية الروسية إنَّ الاستدعاء تمَّ الجمعة 17 آذار/ مارس، إذ طلبت من السفير الإسرائيلي في موسكو غاري كورين، تفسيرًا لتبادل إطلاق النار مع القوات الحكومية السورية، التي أطلقت صواريخ مضادة للطائرات على طائرات إسرائيلية.
ووفقًا للقناة الثانية الإسرائيلية، فقد ضربت الغارة مواقع قريبةً من القوات الروسية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إنَّ روسيا “أعربت عن قلقها”، حيث يُشكّل التدخل الدبلوماسي أول كسرٍ واضح في ترتيبات عدم الاشتباك السرية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حول المكان والزمان الذين يمكن فيهما أن تضرب الطائرات الإسرائيلية في سورية.
لقد فسرّت إسرائيل هذا الاتفاق على أنّه يُعطيها حريةً نسبية لمهاجمة المخازن، وشحنات الأسلحة المتطورة المتوجهة الى حزب الله -المجموعة المسلحة اللبنانية المدعومة من قبل إيران والموالية للرئيس بشار الأسد- إلا أنَّ غارة يوم الجمعة في 17 آذار/مارس، كما أفادت الأنباء، حيث توغلت أربع طائراتٍ إسرائيلية في الأجواء السورية، غيّرت هذه الدينامية بعد اعتراض صاروخ، SA-5 الذي دخل أجواء إسرائيل، وأجبرها للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات على أن تعترف بالهجوم.
وأكدَّ سفير سورية لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، يوم الأحد 19 آذار/ مارس، أنَّ الرد السوري “يتماشى مع العملية الارهابية الإسرائيلية” وأنَّه قد “غيَّر قواعد اللعبة.”
سفير إسرائيل لدى موسكو غاري كورين. تصوير: ميخائيل بوشويف /تاس
لكن وزير الدفاع المتشدد أفيغدور ليبرمان، حذر من أنَّ إسرائيل لن تتردد في “تدمير” نظام الدفاع الجوي السوري إذا أطلق النار على الطائرات الإسرائيلية مرةً أخرى.
واُتهمت إسرائيل في يوم الأحد 19 آذار/مارس بقيام طائرةٍ من دون طيار بتنفيذ ضربة بالقرب من مدينة القنيطرة (جنوب غرب سورية) أدت إلى مقتل رجل يُدعى ياسر السيد، وُصف بأنَّه قائدٌ لميليشيا جيش الدفاع الوطني الموالي للأسد.
وتعليقًا على أحداث الأسبوع الماضي، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيسنكوت، إلى الغارة الجوية يوم الأحد، “إننا نتخذ الإجراءات لمنع نقل أسلحةٍ متقدمة إلى حزب الله، ولن ندخر جهدًا لمنع ذلك في المستقبل، لأنَّ حزب الله ما يزال ينتهك قرارات الأمم المتحدة، ويستعد للحرب”.
بمعزل عن الخطاب الأخير، ما شهدناه يبرز بسرعةٍ أنّ إسرائيل ربما تكون قد أساءت تقدير النتائج المحتملة للحرب السورية.
فقد توقعت نزاعًا من شأنه أن يقوّض نظام الأسد، ويصيب حزب الله بضررٍ خطير، ويحدّ من محاولات إيران لتوسيع نفوذها، لكن منذ تدخل موسكو، استردت قوات الأسد وحزب الله، الأراضي التي كانت قد خسرتها، من الجماعات المتمردة ومن الدولة الإسلامية، مما خلق ظروفًا أكثر ملاءمة لإيران لتزويد المسلحين اللبنانيين بالأسلحة.
وقال العميد نيتسان نوريل، وهو مديرٌ سابق لجهاز مكافحة الإرهاب في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنَّ “الصراع مع حزب الله كان حتميًا، بسبب سعي الجماعة للحصول على صواريخ مضادة للطائرات أكثر تقدمًا، وصواريخ ثقيلة، وأسلحة تكتيكية”، وأضاف أنّ الأسد “أخطأ بشدةٍ بقراءة الوضع.”
فقد كان يعتقد (الأسد) أنَّ الأمر “ليس سوى مسألة أسابيعٍ أو أشهر، قبل أن يُعلن انتصارًا كاملًا، ويتطلع الى المرحلة التالية، وأعتقد أنّه مخطئ، وأنَّ المواجهات في سورية ستتواصل معنا خلال السنوات الثلاث أو الست المقبلة.”
وفي معرض حديثه عن دور روسيا في سورية، أضاف في نحوٍ أكثر إثارةً للجدل، قائلًا: “حصلت روسيا على الرسائل التي تحتاج أنْ تتلقاها من إسرائيل، ولن تسمح إسرائيل لأيّ جهةٍ، بما في ذلك روسيا، بالوقوف في طريق تنفيذ مهمتنا العسكرية.”
اسم المقالة الأصلي | Russia summons Israeli ambassador to explain air raids in Syria |
الكاتب | بيتر بومونت، Peter Beaumont |
مكان النشر وتاريخه | الغارديان، The guardian، 20/3 |
رابط المقالة | https://www.theguardian.com/world/2017/mar/20/russia-summons-israeli-ambassador-explain-air-raids-syria |
ترجمة | أحمد عيشة |