سورية الآن

“المعدل المرتفع للقتلى” يوقف معركة الموصل

أوقفت قوات النظام العراقي هجومها لاستعادة السيطرة على غرب الموصل من يد تنظيم تنظيم الدولة الإسلامية؛ بسبب “المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين”. وذلك في أعقاب مجزرة ارتكبها طيران التحالف الدولي، أمس الأول (الخميس)، وراح ضحيتها -في الأقل- 250 مدنيًا في ضربة واحدة، وكذلك 500 مدني في حي” الموصل الجديدة” الواقع في الجهة الغربية من مدينة الموصل، في هجمات جوية وصاروخية ومدفعية نفذها التحالف وقوات النظام العراقي.

واعترف الجيش الأميركي، أمس السبت، بأن “طائرة أميركية قصفت بناء على طلب من قوات أمن عراقية موقعًا في غربي الموصل، يعتقد أن عشرات المدنيين سقطوا فيه بين قتيل وجريح”، بينما لم يعترف النظام العراقي بمسؤوليته عن مجازر “الموصل الجديدة” وغيره من الأحياء الغربية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان: إنها أخذت هذه المزاعم على محمل الجد، وفتحت تحقيقًا “للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة، وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين.”

وفي هذه الأثناء؛ أعلن متحدث باسم قوات أمن النظام العراقي “وقف المعارك”، في الوقت الذي عبّرت فيه الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، أمس السبت؛ “بسبب تقارير عن واقعة حدثت في 17 آذار/ مارس، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص في حي الجديدة، الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل. وتتعلق الواقعة على الأرجح بضربات جوية للقوات العراقية أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وفق “رويترز”.

لكن المرصد العراقي لحقوق الإنسان ذكر أن هناك تقارير غير مؤكدة عن مقتل قرابة 700 مدني في ضربات جوية للحكومة والتحالف أو أعمال عنف للدولة الإسلامية منذ بدء الهجوم على غربي الموصل في 19 شباط/ فبراير الماضي.
وقالت رئيسة مجلس قضاء الموصل، بسمة بسيم، في تصريح للإعلام، نقلته قناة الجزيرة: “إن أكثر من خمسمئة مدني أعزل قُتلوا في غارات للتحالف الدولي على حي الموصل الجديدة، في أثناء التمهيد لدخول القوات العراقية إليه قبل نحو أسبوع.

وأضافت أن “ما حصل يكاد يكون مقصودًا؛ لأنه لم يستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الذين لم يتجاوز عددهم ستة أشخاص قبل خروجهم من الحي”.

وأكد سكان محليون أن “عشرات الأشخاص دفنوا تحت أنقاض مبنى بعد أن تسببت غارة جوية على حي (الأغوات الجديدة) في انفجار ضخم الأسبوع الماضي”.

إلى جانب ذلك طالب أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي، بالتوقف الفوري عن قصف أحياء الجانب الغربي للموصل، داعيًا إلى “إعادة النظر في قواعد الاشتباك العسكري مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بعد سقوط مئات القتلى من المدنيين.

وأضاف النجيفي في بيان، أمس الأول (الجمعة): “سبق وأن أكدنا ضرورة تعزيز الثقة والعلاقة بين قواتنا المسلحة المشاركة بتحرير نينوى، وبين المواطن الموصلي، والحفاظ على هذه العلاقة واجب وطني وأخلاقي ينبغي ألا يُخرق من قبل بعض فصائل المقاتلين الذين يستخدمون أسلحة غير مناسبة في استهداف تنظيم داعش”.

يأتي البيان بعد تقارير إخبارية أكدت مقتل مئات المدنيين في قصف للتحالف الدولي على منازل للمدنيين في مدينة الموصل، فقد أكد المرصد العراقي انتشال جثث 500 مدني في القسم الغربي من المدينة، في حين أفاد مسؤولون محليون بوجود مئات الجثث لمدنيين تحت الأنقاض.

زعم التحالف الدولي بأن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمون المدنيين دروعًا بشرية، إضافة إلى استخدام الأماكن المحمية (بالقانون الدولي) مثل المدارس والمستشفيات والمواقع الدينية، في محاولة للتنصل من الجريمة التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين.

في السياق نفسه؛ أعلن ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، برونو جيدا، أن نحو أربعمئة ألف شخص لا يزالون عالقين في البلدة القديمة من مدينة الموصل، يعيشون في أوضاع تشبه الحصار، وأكد ممثل المفوضية للصحافيين أن “مجمل عدد المدنيين، الذين لا يزالون في المناطق التي لم تسيطر عليها القوات العراقية، في الجانب الغربي من الموصل، يصل إلى ستمئة ألف مدني”.
من جهة أخرى؛ أشار بيان لمنظمة أطباء بلا حدود إلى وجود “عشرات الألاف من الأشخاص المحاصرين في الجانب الغربي من مدينة الموصل، يعرضون حياتهم للخطر في أثناء محاولتهم الفرار من المدينة مع استمرار العمليات العسكرية والقصف”.

يذكر أن قوات النظام العراقي وميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران، تشن حملة عسكرية بإسناد من طيران التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي للموصل، بعد أن أكملت، في 24 كانون الثاني/ يناير السيطرة على الجانب الشرقي، ضمن عملية عسكرية بدأتها في 17 تشرين الأول/ أكتوبر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

إغلاق