أعربت واشنطن عن قلقها من العلاقة “التي لا يمكن نكرانها” بين موسكو والضابط الليبي خليفة حفتر، في الوقت الذي قالت فيه منظمة حقوقية ليبية إن حفتر ارتكب جرائم بحق المدنيين في ليبيا ترقى إلى جرائم حرب.
وقال قائد القوات الأميركية في أفريقيا، توماس وولدهاوزر: ثمة “صلة لا يمكن إنكارها بين روسيا وخليفة حفتر”، مؤكدًا أنه “يوجد روس على الأرض في المنطقة”.
وأضاف وولدهاوزر، في تصريحات صحافية، الجمعة المنصرمة، أن “الروس على الأرض يحاولون التأثير في العمل ونحن نراقب ما يفعلونه بقلق بالغ، وتعرفون أنه فضلًا عن الجانب العسكري في هذا شاهدنا بعض النشاط في الآونة الأخيرة في مشروعات تجارية”، ووصف المحاولات الروسية للتأثير في المسار الليبي بأنها “مثيرة للقلق”.
وتابع “حسنًا أعتقد أنه أمر معروف للجميع، الروس ورغبتهم في التأثير على الوضع داخل ليبيا، أعتقد أن الصلة بين الروس وحفتر لا يمكن إنكارها في هذه المرحلة”، مشددًا -في الوقت عينه- على أن واشنطن “ستبقي على قوة في ليبيا؛ من أجل جمع المعلومات، والعمل مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، إذا اقتضت الحاجة مزيدًا من التحرك؛ لاستهداف الدولة الإسلامية”.
وذكرت وكالة “رويترز” أن واشنطن “لاحظت وجود قوات خاصة روسية، فيما يبدو، وطائرات بدون طيار في سيدي براني بمصر على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود مع ليبيا”.
وعدّ رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجنرال بيتر بافيل، في وقت سابق، أن “التواصل بين روسيا وخليفة حفتر لا يساعد في حل الأزمة الليبية”.
وكانت بعض الدول الغربية قد أرسلت خلال العامين الماضيين قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا، ونفذ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ضربات جوية؛ دعمًا لحملة ليبية تهدف إلى هزيمة التنظيم في مدينة سرت.
في السياق نفسه، قالت منظمة “التضامن لحقوق الإنسان” الليبية إن “الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها المليشيات التابعة لعملية الكرامة (قوات حفتر) تتواصل في بنغازي منذ 2014 وحتى اليوم، فقد نبشت في 18 آذار/ مارس 2017، القبور وأخرجت عددًا من الجثامين من مقبرة في منطقة قنفودة، في بنغازي، وحملتها على ظهر سيارات، وتجولت بها في شوارع وطرقات بنغازي”.
وأشارت المنظمة، في بيان إلى أن “التسجيلات أظهرت وجود قادة ميدانيين من القوات الخاصة التابعة لعملية الكرامة في المنطقة، ومنهم العميد ونيس بوخمادة، والنقيب محمود الورفلي مع إحدى الجثث في أثناء سحبها من القبر، وفي أثناء الاستعراض بها على سيارة دفع رباعي”، وفق وكالة “الأناضول”.
وأكدت المنظمة في بيانها أن “مزيدًا من الجرائم والانتهاكات الجسيمة كُشفت لاحقًا، عندما انتشرت صور وتسجيلات يوم الإثنين الماضي في شبكات التواصل الاجتماعي، منها جرائم قتل خارج نطاق القضاء، وتعذيب وإهانة أسرى”.
ودعت المنظمة مكتب النائب العام في ليبيا، البدء بإجراء تحقيقات بخصوص “الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيات الكرامة”، وطالبت -أيضًا- مجلس حقوق الإنسان “بتكليف هيئة تقصي حقائق دولية للتحقيق في هذه الجرائم، ودعت مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في مسؤولية قيادات ما يسمى بعملية الكرامة في جرائم الحرب”.