قضايا المجتمع

الرقة تناشد العالم: حماية المدنيين أولوية

ستبقى مدينة الرقة الواقعة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، تتصدر المشهد السوري، وذلك في سياق الأحداث الراهنة، سواء بإعلان عدة قوى حربها على تنظيم الدولة الإسلامية، أم عبر بتواتر الأنباء عن احتمال انهيار سد الفرات، وتداعيات هذه الأخبار وانعكاسها السلبي على سكان المدينة.

ابتدأ طيران التحالف الأميركي بقصف المحافظة في 20 آذار/ مارس الحالي، وبحسب تأكيدات ناشطين من أبناء المدينة، فإن القصف كان عشوائيًا، وأودى بحياة المئات من الضحايا، وخاصة القصف الذي استهدف مدرسة يقطنها نازحون من مناطق ومدن سورية مختلفة.

وفي هذا السياق؛ أصدر “تجمع أبناء الرقة” مع “اتحاد ثوار حلب” بيانًا مشتركًا، أمس الثلاثاء، مطالبًا فيه دول التحالف الدولي بـ “الامتناع عن القصف العشوائي” وعدّا أن المدنيين في المحافظة باتوا “يواجهون الموت على يد الإرهاب على الأرض، وعلى يد قوات التحالف من السماء”.

وناشد البيان الذي تلقت (جيرون) نسخة منه، “المجتمع الدولي والأمم المتحدة” بتحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين، “والدفاع عن حقوق الإنسان المنتهكة بشكل مطلق في الرقة”.

وعدّ البيان أن التجربة السيئة للسوريين مع ميليشيا ما يسمى “قوات سورية الديموقراطية” في محافظة حلب وغيرها، أثبتت أنها ميليشيات تريد الهيمنة على المدينة، ولذلك؛ طالبوا الدول المعنية بأن “تكون القوى البرية المشاركة في تحرير الرقة، من فصائل الجيش السوري الحر، لتجنب عمليات الاعتقال والتهجير والتصفية التي تقوم بها وحدات الحماية ضد السوريين، من الكرد والعرب وبقية المكونات”.

ورفض الموقعون على البيان أن “يتم تسليم المدينة لقوات النظام الأسدي”، وطالبوا جميع القوى الثورية السورية “إظهار موقفها من القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين”.

وقال أكرم الخطيب من “تجمع أبناء الرقة” في حديث لـ(جيرون): “يتطلع أبناء المدينة إلى اللحظة التي يستعيدون فيها مدينتهم، لتتعافى مما أصابها خلال عقود، كان آخرها ممارسات هذا التنظيم، والآن هذا الهلع الذي أصاب الناس نتيجة إشاعات عن قرب انهيار سد الفرات”. بسبب هذه الاخبار “هامت الناس على وجوهها على الرغم من أنها محاصرة، فإن اتجهت إلى الشمال، ستجد (وحدات حماية الشعب)، وفي الجنوب النهر وصعوبة تجاوزه بعد تدمير الجسور، وإن بقوا داخل المدينة؛ فإنهم يتعرضون لغارات من قوات التحالف، ويقول شهود عيان إن القيامة قائمة في الرقة”.

وأضاف الخطيب: “إن التنظيم أخذ المدينة رهينة بيده، لما لها من أهمية جغرافية، كونها تملك حدودًا إدارية مع عدة محافظات سورية رئيسة، وكذلك لها حدود مع تركيا” ولفت إلى أن المحافظة تعدّ “خزانًا غذائيًا لسورية”، وذلك لأهمية ونوعية المحاصيل التي تُنتجها، كونها “محاصيل استراتيجية كالقمح والذرة الصفراء والشوندر السكري والقطن”.

انخفضت الغلاّت الزراعية في محافظة الرقة بحسب الخطيب، بسبب “خروج معظم مشروعات المياه عن الخدمة، لعدم توفر مستلزمات الري من ديزل ومعدات، وكذلك لعدم وجود مستلزمات الإنتاج من البذور وغيرها، ولصعوبة العمل بالأرض نتيجة المخاطر العسكرية؛ ومع ذلك، ما زالت تشكل ثقلًا اقتصاديًا بشكل أو بآخر”.

وأشار إلى أن أهمية الرقة بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية تنبع من عدة عوامل، فهي “على خط محافظة دير الزور نحو العراق من جهة، ونحو العمق السوري من جهة أخرى، وكذلك وجودها على نهر الفرات يمنحها أهمية إضافية، فضلًا عن وجود آبار النفط والغاز فيها، هي إذن عاصمة اقتصادية للتنظيم”.

وأضاف الخطيب إن “الرقة الآن محاصرة من 3 جهات، والجهة الرابعة هي النهر، وقد دمّر طيران قوات التحالف الجسور الواقعة عليه”،

لفت إلى معلومات تفيد بـ “أن المظاهر التي فرضها تنظيم الدولة على الناس، بدأت تختفي بسبب حالة الفوضى الكبيرة حاليًا”، وأوضح أن المدينة الآن “قد هجرها أكثر من 80 بالمئة من سكانها”.

لن يعترف أهالي الرقة، بحسب الخطيب، بأي محاولة لفرض مجلس محلي للرقة، وقال: “إن أهالي الرقة الذين ضحوا واستشهد أبناؤهم وصمدوا هم المعنيون بمدينتهم وبتشكيل مجلسها”.

يُشار إلى أن مدينة الرقة كانت قد تحررت من يد النظام السوري في آذار/ مارس 2013، وعُدت أول مدينة كبيرة تخرج عن سلطة النظام، لكن في مطلع عام 2014 سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية سيطرة تامة، وفي آب/ أغسطس 2014 سيطر التنظيم على مطار الطبقة وحقول النفط.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق