تحقيقات وتقارير سياسية

الجولات الحاسمة من جنيف لم تأت بعد

جاء جنيف 5 وكأنه تحصيل حاصل، ضمن جولات جنيف المتلاحقة التي لم يثمر أي منها عن شيء حتى الآن، ولا يمكن أن تُؤتي أُكلها ضمن وضع دولي يهتم بمحاربة الارهاب الداعشي أولًا.

تأتي جولة جنيف 5 ضمن تغييرات في الواقع الميداني لفصائل المعارضة، التي أطلقت معركة (يا عباد الله اثبتوا) في جوبر و(وقل اعملوا)، في حماة، إضافة إلى معركة “الموت ولا المذلة” التي أطلقتها في الجنوب غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في شباط/ فبراير الماضي، وهو ما خلق انطباعًا عند الناشطين والمتابعين بأن تترك هذه المعارك أثرها في طاولة المفاوضات بين المعارضة السورية، والنظام، في الجولة الحالية، وفي الجولات المقبلة.

وقال المحامي والناشط طارق حوكان: إن “جنيف 5 لن يحمل للسوريين أكثر مما حمله لهم سلفه. وذلك لعدم تغير المعطيات التي انتهى جنيف 4 عندها؛ فالأطراف الدولية والإقليمية مازالت مشغولة بتحسين مناطق نفوذها، والنظام مازال يرى فيها فرصة لكسب الوقت، من أجل الحسم العسكري، وأميركا ليست بصدد أي حل في اللحظة الراهنة. وليس لديها أي رؤية لذلك. حتى الانتهاء من الحرب ضد داعش”.

وأضاف في حديث لـ(جيرون) أن الموقف الأميركي البعيد عن الحسم “دفع دي مستورا إلى دخول المفاوضات دون توقعات؛ لذلك، لا يمكن توقع أن تأتي هذه الجولة بأي نتائج إيجابية، حتى تحت وقع المعارك في دمشق وحماة”. أكد حوكان أن “معارك قوات المعارضة على أكثر من جبهة أوضحت للنظام ومؤيديه أن ليس هناك حل عسكري، وأعادت بعض الروح والثقة إلى معسكر الثورة. لكن للأسف لم تستطع المعارضة السياسية توظيف هذه التغيرات العسكرية سياسيًا”. ويرى حوكان أن “الانتقال السياسي ممكن، ولكن أحواله وشروطه السياسية مازالت غير متحققة، والعامل الأساسي في ذلك، هو غياب الرؤية الأميركية للانتقال السياسي، وإلى أن يتحقق ذلك سيستمر نزيف الدم السوري، مع الأسف”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق