يزور وزير الخارجية الأميركية، ريكس تيلرسون، تركيا التي وصل عاصمتها أمس (الخميس)، في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين الطرفين حول من يشارك في عمليات “تحرير” مدينة الرقة من “تنظيم الدولة الإسلامية”، وتنتقد أنقرة واشنطن؛ لأنها تتخذ من ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية رأس حربة في قتال التنظيم، على الرغم من وصف تركيا ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية و “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي بأنهما الفرع السوري لـ “حزب العمال الكردستاني” المصنف -أميركيًا- منظمة إرهابية.
وقال وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي: “إن الإدارة الأميركية ومؤسساتها العسكرية، تقر بعدم وجود فرق بين ‘حزب الاتحاد الديمقراطي’ و’حزب العمال الكردستاني'”، وانتقد جاويش أوغلو الإدارة الأميركية السابقة: “للأسف شاهدنا كيف قدمت الإدارة الأميركية السابقة الدعم لـ ‘وحدات حماية الشعب’ في سورية”.
من جهته قال تيلرسون: إن “واشنطن تواجه خيارات صعبة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية”، وأضاف أن محادثاته ركزت على إنشاء “مناطق آمنة” في سورية؛ ليتسنى للاجئين العودة إلى وطنهم، وإنه “يُجري بحث عدد من الخيارات بشأن توفير تلك المناطق”.
يزور تيلرسون تركيا، بعد يوم واحد من إعلان مجلس الأمن القومي التركي انتهاء عملية “درع الفرات” التي نفذتها القوات التركية، بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت لواء “الجيش السوري الحر” في شمالي سورية، انتهت بنجاح -على حد تعبير رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم- إذ “تمكنت عملية ‘درع الفرات’ من إعادة الأمن إلى مساحة تقدّر بنحو ألفي كيلو متر مربع”، وأشار يلدرم إلى “إمكانية القيام بعملية جديدة في المستقبل تحت اسم آخر، في حال ظهور تهديدات مستقبلية، من شأنها أن تشكل خطرًا على الأمن القومي التركي”.
وأطلقت تركيا في الشمال السوري عملية “درع الفرات” في آب/ أغسطس الماضي؛ لإبعاد تنظيم “الدولة” عن حدودها الجنوبية، ولإفشال مشروع الكيان الكردي على حدودها الجنوبية؛ إذ تمكنت قوات الدرع، المكونة أساسًا من فصائل الجيش الحر، من تحرير جرابلس والباب ودابق و228 تجمعًا سكنيًا بين اعزاز وجرابلس. وفق الأركان التركية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استقبل تيلرسون بعد ظهر أمس (الخميس) في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة لمدة ساعتين، بعيدًا عن عدسات الصحافيين.
وأوضح بيان للرئاسة التركية أنه “بُحثت خلال الاجتماع قضايا مكافحة المنظمات الإرهابية كتنظيم “الدولة الإسلامية”، في كل من سورية والعراق، والخطوات المشتركة للطرفين في هذا الخصوص”، وشدّد الرئيس التركي وضيفه الأميركي على “ضرورة مواصلة مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وباقي المنظمات الإرهابية الناشطة في المنطقة”.
وبحث أردوغان وضيفه قضية تسليم الداعية التركي فتح الله غولن، زعيم “حركة خدمة” الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وتتهمه أنقرة بأنه يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف 2016؛ وتشاورا حول كيفية الحد من نشاط “حركة خدمة” في الولايات المتحدة الأميركية التي تتهمها تركيا بأنها تحاول إنشاء كيان موازي للدولة في تركيا. وبحثا كذلك اللقاء المرتقب بين الرئيس التركي ونظيره الأميركي في أيار/ مايو المقبل.
وكان وزير الخارجية الأميركي التقى قبل ذلك برئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في مقر رئاسة الوزراء التركية؛ إذ بحثا الجهد الرامي إلى مكافحة “تنظيم الدولة الإسلامية”، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وملف تسليم واشنطن زعيم منظمة “حركة خدمة”، “فتح الله غولن” إلى أنقرة.
استبقت وزارة الخارجية الأميركية زيارة تيلرسون إلى أنقرة، بمؤتمر صحافي، الثلاثاء الماضية، تحدث خلاله مسؤولان في الخارجية الأميركية، بأن الوزير سيبحث -خلال الزيارة- الخطوات المرتقبة لدحر تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستقرار المناطق المحررة من قبضة التنظيم، وضمان أن تبقى مستقرة، وأن يستطيع الأهالي العودة إلى منازلهم.