تحقيقات وتقارير سياسية

“قسد” تعبر الفرات وتسعى لإطباق الحصار على الطبقة

يشهد محيط قرية الصفصافة، في ريف الرقة، اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وميليشيا ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” في محاولة من الأخيرة للسيطرة على القرية الواقعة شرق مدينة الطبقة، على الضفة الشامية لنهر الفرات. وتستخدم “قسد” الأسلحة الثقيلة في هجومها، فيما يوفر لها طيران التحالف الدولي دعمًا جويًا يرجح كفتها عسكريًا، ويجعل من السيطرة على الصفصافة مسألة وقت.

يأتي التقدم بعدما عبرت الميليشيا الكردية فجر الجمعة إلى الضفة الثانية من نهر الفرات، للمرة الثانية خلال 10 أيام، إذ تمركزت بالقرب من قرية الصفصافة القريبة من مدينة الطبقة الاستراتيجية. وأفاد ناشطون بأن ميليشيا ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية” استخدمت الزوارق المطاطية لعبور النهر، مدعومة بتغطية نارية كثيفة جدًا من طائرات وحوامات التحالف الدولي، بهدف تأمين الضفة الأخرى من مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية.

وأكد محمد أمين، الصحافي السوري وابن قرية الصفصافة، سيطرة ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” على مزرعة الصفصافة الواقعة شرق مدينة الطبقة بـ 7 كم، و3 كم غرب قرية الصفصافة، إلا أنها “لم تسيطر بعد القرية، ووجودها ينحصر في المزرعة فحسب”.

وعن هدف الحملة العسكرية على قرية الصفصافة قال أمين: “إن سيطرة (قسد) على القرية يعني إطباق الحصار كاملًا على مدينة الطبقة المجاورة لسد الفرات، وفي هذه الحال لم يبق لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أي فرصة للانسحاب؛ مما سيدفعهم للقتال في استماتة في حال تقدمت “قسد” وحاولت اقتحام مدينة الطبقة”.

وأضاف أمين أن هناك أنباء غير مؤكدة تفيد بأن التنظيم أمر مقاتليه بالانسحاب من الطبقة لكنهم رفضوا هذه الأوامر، حيث تركت “قسد” طريق السويدية مفتوحًا أمام المدنيين والمقاتلين للخروج باتجاه بلدة المنصورة. ولفت إلى أن مدينة الطبقة خالية حاليًا من المدنيين، وقد نزح القسم الأكبر منهم إلى الضفة الثانية لنهر الفرات، واتجه القسم الأكبر منهم إلى الأرياف عبر طريق السويدية.

في السياق نفسه، زعمت ميليشيا “قسد” أنها “أمّنت نزوح نحو 4800 مدنيًا من مناطق الاشتباكات” باتجاه مناطق سيطرتها، وذكرت أن مئات العائلات من مدينة الطبقة وصلت إلى الطرف الأخر من السد.

تكتسي مدينة الطبقة أهمية استراتيجية كبيرة بسبب محاذاتها لسد الفرات الذي يعدّ أكبر سدود سورية على نهر الفرات، وتسعى ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” والتحالف الدولي السيطرة عليها، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن إمكانية انهيار السد من جرّاء الاشتباكات والقصف، ما يسبب كارثة تطال الملايين في سورية والعراق.

يُذكر أن الطبقة تنقسم إلى قسمين، القسم الأول هو القرية القديمة، والثاني، مدينة الثورة التي بنيت بمحاذاة البحيرة، وتنقسم بدورها إلى أربعة أحياء، ويقطن المدينة التي تقع في الضفة الشامية لنهر الفرات قبل الاشتباكات الأخيرة نحو 50 ألف نسمة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق