أكد مصدر من “هيئة تحرير الشام” في مخيم اليرموك لـ(جيرون) أن سماح قوات النظام بإدخال قافلة مساعدات، الأحد الماضي، إلى مناطق سيطرة الهيئة في المخيم، جاء في إطار “المرحلة الثانية من اتفاق “المدن الأربع” وأن المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق، “لن تطول، وهي تقضي بخروج الهيئة ومن يرغب من المدنيين باتجاه محافظة إدلب”.
جاءت تصريحات المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ (جيرون) بعدَ أيام من دخول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم اليرموك المحاصر، وذلك ضمن إطار اتفاق المدن الأربع المبرم بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” والنظام السوري برعاية قطرية إيرانية.
تضمنت القافلة التي وزعت على مناطق سيطرة “تحرير الشام” في المخيم”600 طرد غذائي إضافةً إلى مواد طبية، وقد وُزّعت بإشراف الهيئة على المدنيين المتواجدين في مناطق سيطرتها، وكذلك على العسكريين”.
وأشار المصدر إلى أن دخول القافلة يأتي “في إطار المرحلة الثانية من اتفاق المدن الأربع، وأن ترتيبات المرحلة الثالثة من الاتفاق جارية؛ وتتضمن خروج الهيئة من المخيم باتجاه إدلب”، موضحًا أن الخروج لن يقتصر على المخيم “فهناك اتصالات جارية لترتيب خروج بعض الأطراف من البلدات الثلاث، وهي أطراف عسكرية ومدنية” من دون تفاصيل أكثر ومن دون تحديد فترة زمنية.
وأكد الناشط أبو حسام الدمشقي حديثَ المصدر، وقال لـ (جيرون) “نعم هناك اتصالات جارية بين عدة أطراف في البلدات الثلاثة (يلدا-ببيلا-بيت سحم) لترتيب خروج مجموعات عسكرية ومدنية، برفقة الهيئة التي بات خروجها قريبًا، وهذه الاتصالات لا تتعلق ببعض عناصر الهيئة الذين انسحبوا من نقطة المسبح إلى بلدة يلدا قبل نحو أكثر من شهر فحسب، بل تشمل أيضًا مجموعات عسكرية ترغب بالخروج من المنطقة، ووجدت في صفقة خروج الهيئة من مخيم اليرموك أقصرَ الطرق”.
وأوضح أن “رفض الفاعليات السياسية ومجمل الفصائل العسكرية داخل البلدات الثلاث لإقحام جنوب دمشق في اتفاق المدن الأربع، جاء أساسًا من التفصيل السابق، بمعنى أن الأطراف الفاعلة في البلدات، وعلى رأسها اللجنة السياسية، عدّت ترتيب خروج بعض الأطراف من المنطقة، ضمن مجريات اتفاق المدن الأربع، إنهاءً للمفاوضات التي تقودها اللجنة مع النظام لتحديد مصير المنطقة”.
وكشف المصدر في “هيئة تحرير الشام” عن الأطراف التي ستحل مكان الهيئة بعد انسحابها، وقال: “إن جميع المؤشرات تذهب باتجاه انتشار أطراف فلسطينية موالية للنظام، بالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية التي سيكون لها دور أكبر في المرحلة القادمة، ولا سيّما في موضوع ترتيب ملف تنظيم الدولة وخروجه من المنطقة، لأن الأخيرة لديها علاقات أمنية قوية في هذا المجال” على حد ذكر المصدر.
من جانبه قال الناشط باسل أبو عمر لـ (جيرون) “ملف انسحاب هيئة تحرير الشام من المخيم بات محسومًا، وسيحل مكانها مجموعات فلسطينية بإشراف منظمة التحرير، وهذا يعيد مرة أخرى إنتاجَ كل الأسئلة المتعلقة بدور المنظمة الأمني داخل سورية منذ بداية الثورة. كيف يمكن أن نفهم دعوة القيادة الفلسطينية إلى الحياد، على الرغم من كل ما حدث للمخيمات؟ ومن ثم تأتي تهنئة حركة فتح، في بيان رسمي، للنظام بمناسبة عيد الجلاء. لم يعد هناك مجال للمواربة فقد تحولت القيادة الفلسطينية إلى أداة وظيفية لقوى إقليمية دولية، ومن هذا المنطلق تصطف في جانب نظام فاشي في دمشق”.
هذه التطورات تأتي مع استمرار الاشتباكات بين “هيئة تحرير الشام”، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في أكثر من محور داخل مخيم اليرموك، خصوصًا في محاور شارع حيفا/ صفورية، ومؤخرًا في محاور الشهداء وثانوية اليرموك شمال المخيم.
في هذا السياق أوضح مصدر الهيئة “أن الاشتباكات متواصلة منذ الأسبوع الماضي، تمكن خلالها مقاتلو الهيئة من قتل خمسة عناصر للتنظيم على الأقل، إضافةً إلى تفجير نفقٍ للتنظيم في شارع صفورية، والسيطرة على أربعة أنفاق على محاور الشهداء تربط المنطقة بشارع اليرموك الرئيسي، وصولًا إلى مناطق سيطرة الهيئة في ساحة الريجة، وهو ما أدى إلى حالة من التخبط في صفوف التنظيم الذي يسعى منذ أشهر عبر الحصار المطبق على مناطقنا وحفر الأنفاق إلى اقتحام القطاعات التي نسيطر عليها إلا أن جميع محاولاته فشلت”.