قدمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وثيقة سياسية، عرضها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، في العاصمة القطرية الدوحة، (الاثنين) أعلنت فيها انفكاكها عن حركة “الإخوان المسلمين”، ووافقت على إقامة دولة فلسطينية انتقالية على حدود عام 1967.
وجاء في وثيقة، عرضتها وكالة (الأناضول) أن الحركة تفهم الدين الإسلامي “بشموله جوانب الحياة كافة، وصلاحيته لكلّ زمان ومكان، وروحه الوسطية المعتدلة؛ وتؤمن أنه دين السلام والتسامح، في ظله يعيش أتباع الشرائع والأديان في أمن وأمان، وأضافت الوثيقة أن الحركة “تؤمن أنَّ فلسطين كانت وستبقى نموذجًا للتعايش والتسامح والإبداع الحضاري”.
وأضافت أن “رسالة الإسلام جاءت بقيم الحق والعدل والحرية والكرامة، وتحريم الظلم بأشكاله كافة، وتجريم الظالم مهما كان دينه أو عرقه أو جنسه أو جنسيته؛ وأنَّ الإسلام ضدّ جميع أشكال التطرّف والتعصب الديني والعرقي والطائفي”.
ولفتت إلى أن القدس هي عاصمة موحّدة لفلسطين، لما لها من مكانة مقدسة، وأن القضية الفلسطينية “هي في جوهرها قضية أرض محتلة وشعبٍ مُهجَّر؛ وأنَّ حقَّ العودة للاجئين والنازحين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرجوا منها، أو منعوا من العودة إليها، سواء في المناطق التي احتُلت عام 1948 أو عام 1967، هو حقٌّ طبيعي، فردي وجماعي.. وهو غير قابل للتصرّف من أيّ جهة كانت، فلسطينية أو عربية أو دولية”.
وبعد تأكيدها أن “الصراع في فلسطين ليس دينيًا”، ورفضها لما ورد في وعد (بلفور) وما لحقه بفلسطين، وعدم تنازلها عن فلسطين كاملة، قالت في وثيقتها إنه “ومع ذلك -وبما لا يعني إطلاقًا الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية- فإن حماس ترى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أُخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة”.
أشارت الوثيقة إلى أن (حماس) تتمسك بـ “الخيار الديمقراطي والشراكة الوطنية، وقبول الآخر”، ودعت إلى الحفاظ على “منظمة التحرير الفلسطينية” مع “ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية”.
رفضت الحركة في وثيقتها أيّ مساس بالمقاومة وسلاحها، وأكدت أن من حق الفلسطينيين تطوير وسائل المقاومة وآلياتها، وأن كافة مكوّنات المجتمع ومؤسساته المدنية، والتجمّعات الشبابية والطلابية والنقابية والنسائية، هي روافد لمشروع المقاومة والتحرير، مع لفتها إلى دور المرأة الفلسطينية في “صناعة التاريخ الفلسطيني”.
وقال مشعل: إن حماس “جزء من مدرسة الإخوان فكريًا؛ لكننا تنظيمٌ فلسطيني مستقل قائم بذاته”.
وقد رفضت “إسرائيل” ما جاء في وثيقة الحركة، وقال دافيد كيز المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن “حماس تحاول خداع العالم، لكنها لن تنجح”.
تُعرّف (حماس) نفسها بأنها “حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها”.
تأسست الحركة في 1987، على يد الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور محمود الزهار وآخرين يتبعون تنظيم الإخوان المسلمين، وتعد نفسها امتدادًا لجماعة الإخوان التي أُسست في مصر، عشرينيات القرن الماضي.
استضافت الدوحة في أيلول/ سبتمبر 2016، ندوة بعنوان “التحولات في الحركات الإسلامية”، قال فيها مشعل: “إن الحركة أخطأت عندما استسهلت حكم قطاع غزّة بمفردها، عقب الانقسام مع حركة (فتح)”.