تحقيقات وتقارير سياسية

أهالي دوما يوضحون موقفهم من “اقتتال الإخوة” في بيان

أصدر مجموعة من مثقفي وأكاديميي مدينة دوما في الداخل والخارج، بيانًا أمس الخميس، أوضحوا فيه موقفهم من الاقتتال الحاصل داخل الغوطة الشرقية، محملين “جيش الإسلام” المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الاقتتال، ومتبرئين من أفعاله وممارساته بحق أبناء الغوطة المحاصرة.

وجاء في نصّ البيان “نحن الموقعون أدناه من أهالي دوما، نؤكد تنديدنا بإجراء جيش الإسلام، ونعلن تبرّؤنا منه ومن أفعاله السابقة والحالية، ونعبّر عن رفضنا القاطع للسياسات الجائرة وغير المسؤولة التي ينتهجها، ولا نستثني من ذلك ردات الأفعال غير المبررة التي اعتمدها الفصيلان الآخران، ونحملهم جميعًا المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عمّا يحصل”.

وبحسب البيان “فإن مدينة دوما التي كانت منذ بداية الثورة ملجأً لأحرار سورية، تحولت اليوم إلى مدينة يستعيذ أهلها من الموت والدمار والترويع، بسبب أفعال زمرة، ممن حملوا السلاح واستقووا به لفرض مشروعهم قهرًا على المدنيين المحاصرين”.

وشدد البيان على أنه “لم يعد هناك متسع للصمت، أمام مشاهد استباحة الدماء والترويع والخذلان والأعمال الإجرامية المتكررة، وآخرها اجتياح جيش الإسلام لمدن وبلدات الغوطة، بقرار ذاتي وأعذار ذات خلفية مصلحية سياسية، ترتبط بالمفاوضات الجارية واقتسام الكعكة السورية المخضبة بالدماء، من دون أي اعتبار لحياة المدنيين وأمنهم”.

وطالب البيان بـ “وقف الاقتتال الداخلي، وسحب المظاهر العسكرية من كافة المناطق، ووضع قيادات الفصائل المسؤولة عن هذا الاقتتال تحت تصرف لجنة قانونية مدنية مستقلة عن أي ارتباطات عسكرية سياسية، إضافة إلى مطالبة منتسبي جيش الإسلام وبقية الفصائل بالعصيان والامتناع عن المشاركة في الاقتتال، والتمرد على قيادتهم؛ لأن ما يقومون به هو جرائم غير مبررة بحق أهلهم، إلى جانب إطلاق سراح المعتقلين وسحب أي ذريعة لاستهداف الغوطة من أي جهة دولية”.

وانتهى البيان برسالة إلى أهالي مدينة دوما، شددت على ضرورة رفع الغطاء عن جميع الأطراف التي تسعى إلى بناء مجدها الشخصي على جثث أبناء المدينة، وطالبت الجميع بـ “ممارسة أشد درجات الضغط على الفصائل العسكرية لحل نفسها، طالما أنه لا يوجد ما تقدمه، إلى جانب العمل الجاد لإعادة إنتاج ممثل حقيقي للمدينة، بعد أن ثبت عدم فاعلية البنادق المسيرة من الخارج”.

ودعا البيان، عبر رسالته الموجهة إلى أهالي مدينة دوما، مَن وصفهم “أصحاب الحكمة والضمير الحي والعلم والاختصاص إلى العمل على إيجاد صيغة حقيقية لحماية المدنيين وحفظ أرواحهم”.

وتجدر الإشارة إلى أنّ العشرات، من أبناء مدينة دوما الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام، وقّعوا على البيان، ولم تُنشر أسماؤهم خوفًا من انتقام سلطات الأمر الواقع.

ويأتي البيان بعد أسبوع على الهجوم الذي شنه “جيش الإسلام” على القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، بذريعة استئصال (هيئة تحرير الشام)؛ ما أثار موجة غضب، داخل مدن وبلدات الغوطة، لعودة الاقتتال الداخلي من جديد.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق