بدأت أمس الخميس، فاعليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافي السوري، في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتنظمه الجالية السورية في المدينة، بالتعاون مع مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة. تضّمن اليوم الأول معرض صور “قيصر” شاهد فيه الحضور 27 صورة لشهداء، قضوا تحت التعذيب في أقبية الاستخبارات السورية، واختارت الأمم المتحدة عرضَ مجموعة الصور هذه على الجمهور، دون غيرها، كونها الأقل وحشيَّة، وحظرت عرض الصور الباقية؛ لأنها أقسى من أن يشاهدها إنسان.
وأكّد الحكم أفندي -رئيس الجالية العربية السورية في إقليم توسكانا- “أهميَّة تنظيم مثل هذه النشاطات؛ لإيصال معاناة الشعب السّوري للمواطن الأوربي مباشرة، بعيداً عن الأجندات الإعلامية”. وقالت السيدة سيرينا، ممثلة بلدية فلورنسا: إنَّ “المدينة ترحب بمثل هذا النشاط على الدوام، ولديها تاريخ حافل في هذا المضمار”، وعبّرت عن سعادتها لـ “دعم البلدية هذا النشاط الذي يسعى لرفع الظلم عن الشعب السوري”.
تضمنت فاعليات اليوم الأول نقاشًا مفتوحًا بين الصحفيَّتين النَّاشطتين في الثورة السورية لينا محمد ورويدة كنعان، والحضور، حول “النساء والثورة السورية”.
روَت رويدة قصة اعتقالها مع خالد، عند محاولتهما إدخال الدواء لأحد المرضَى في غوطة دمشق، وتحدثت عن آليَّات التَّعذيب المُستخدمة في سجون الأسد، وركزت على أنه عندما كانت تُنقل من السجن الانفرادي إلى غرفة التحقيق، كانت تمشي على “جُثث مساجين آخرين ماتوا تحت التعذيب”. وقالت: إن “خبر مَقتل خالد تحت التعذيب” وصل إليها بعد خروجها، ولكنَّها ما تزال ترفض تصديق الخبر لأنَّ “أهله لم يستلموا جثته حتى اليوم” وإنها واثقة من تحقق الوعد الذي قطعه خالد في غرفة التَّحقيق، عندما قال: “سنخرج من السجن ونفرح بتحرير سورية من طغيان الأسد”. وتطرقت كنعان إلى قصص معتقلات أخريات، ممَّن تعَّرضن للاغتصاب داخل المعتقل، وكيف أنهنَّ بعد خروجهنَّ استطعنَ الاندماج بالمجتمع، وتابَعْنَ تعليمهنَّ، خارج سورية في بلدان اللجوء، وتعرَّفْنَ على شبان، وعشْنَ معهم قصص حب، وتزوجوا بهم بعد ذلك”.
أمَّا لينا محمد -عضو سابق وعاملة في صحيفة أحد الأحزاب الشيوعية في سورية- فروت للحضور كيف انسحبت من صفوف الحزب “بسبب وقوفه مع نظام الأسد الدكتاتوري” وكيف توجَّهت بعدئذٍ للعمل في المشافي الميدانية. وتحدثت عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأسد، وعن هول العذاب الذي يُمارس ضدهم، في حين يسعى هذا النظام لتسويق نفسه على أنه المدافع الأول عن القضية الفلسطينية. وأشارت إلى ضعف التفاعل الإعلامي مع صور “قيصر” على الرغم من أهمِّيتها الكبيرة.
وطرح بعض الحضور أسئلة على السيدتين، ودعا بعضهم إلى إيجاد منظَّمات ترعى الفتيات اللواتي خرجنَ من المعتقلات، داخل سورية وفي بلاد الجوار، في حين أكد آخرون “وجود منظَّمات حقوقيَّة تُتابع أمور المعتقلين وتسعى لاستعادة حقوقهم”.
[av_gallery ids=’81953,81954,81955,81956,81957′ style=’thumbnails’ preview_size=’portfolio’ crop_big_preview_thumbnail=’avia-gallery-big-crop-thumb’ thumb_size=’portfolio’ columns=’5′ imagelink=’lightbox’ lazyload=’avia_lazyload’ custom_class=”]
</textarea></div>