ترجمات

الغارديان: أكراد سوريا يتقدمون باتجاه الرقة والبحر

خطط التوسع الكردية تضع الجماعة على مسار تصادمي مع تركيا المجاورة

مقاتلون أكراد في شمال سورية يرفعون العلم. تصوير رويترز.

 

كشف أكراد سورية، في خطوةٍ من شأنها أن تُغضب تركيا المجاورة، عن خططٍ لإعادة رسم الجزء الشمالي من البلاد، وذلك عن طريق ربط منطقة روجافا الكردية، مع البحر الأبيض المتوسط.

في علامةٍ إضافية على تزايد الثقة الكردية في شمال سورية، يقول مسؤولون إنّهم يخططون لأن يطلبوا من الولايات المتحدة الحصولَ على دعمٍ سياسي، في إنشاء ممرٍ تجاري باتجاه البحر الأبيض المتوسط، ​​كجزءٍ من صفقةٍ نتيجةً لدورهم في تحرير الرقة، ومدن أخرى، من الدولة الإسلامية (داعش).

وقد أشار كبار المسؤولين إلى أنَّ قوات سورية الديمقراطية (قسد) -وهي مجموعة قوامها 50،000 مقاتل، تهيمن عليها ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، وهي شريكٌ أساس للولايات المتحدة في هجومها ضد (داعش)- تحضر لاحتلال الرقة، بعد القضاء على (داعش)، قبل أن تندفع عميقًا في الأراضي العربية الممتدة على طول وادي الفرات، والاستيلاء على مدينة دير الزور من الجماعة المتطرفة.

وفي تطورٍ مذهلٍ آخر، كشف مسؤولٌ أنّ من الممكن أنْ تتقدم قوات سورية الديمقراطية (قسد) نحو الغرب في نهاية المطاف لتحرير مدينة إدلب التي تبعد 170 كم غربي الرقة، ويسيطر عليها حاليًا ائتلافٌ من الإسلاميين والجهاديين، بما في ذلك جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

هدية يوسف -المسؤولة عن مشروع فدرالية الحكم الذاتي المعلنة” الفدرالية الديمقراطية لشمال سورية” التي وسعت من منطقة روجافا الكردية السورية لتشمل أراضٍ عربية مهمة- قالت لجريدة (الأوبزيرفر): “الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط حقٌ قانوني لنا​​”.

وعندما سُئلت إن كانت تعني -بذلك- الطلبَ من الولايات المتحدة للحصول على دعمٍ سياسي للحصول على طريقٍ تجاري إلى البحر، لأنهم ساعدوا في القضاء على (داعش) من شمال سورية، قالت يوسف: “بالطبع”.

تتحدث يوسف، من مدينة المالكية السورية قرب المكان الذي قصفت الغارات الجوية التركية الأخيرة أهدافًا كردية؛ وأسفر عن مقتل 20 مقاتلًا من وحدات حماية الشعب، وأضافت: “إذا وصلنا إلى البحر الأبيض المتوسط، ​​فسيُحلُّ عددٌ من المشاكل للسكان في شمال سورية، والأمر سيعود بالفائدة على الجميع”. إنَّ فتح المنطقة على طرق التجارة الدولية سيمكّن بشكل ملحوظ شمال سورية، من الالتفاف على الحصار القائم على روجافا، والناجم عن إغلاق الحدود مع تركيا، والتوتر مع العراق.

ولكنَّ الخطة ستغضبُ تركيا التي غزت بالفعل سورية لمنع الأكراد من توسيع مناطقهم على طول الحدود التركية.

 

من يسيطر على شمال سورية

المصدر: معد دراسات الحرب (ISW)

 

في أعقاب الغارات الجوية التركية الأخيرة، تحرك المئاتُ من مقاتلي الولايات المتحدة عبر روجافا إلى الحدود التركية، بعرضٍ دراماتيكي يظهر التضامن مع الأكراد. أشار أحد كبار مساعدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنه يمكن أن تُستهدَف القوات الأميركية جنبًا إلى جنب، مع حلفائهم الأكراد، وهو إنذارٌ لم يفعل شيئًا في إضعاف وجهة نظر واشنطن التي تقول: إن الأكراد حليفٌ لا غنى عنه في المعركة الوشيكة لتحرير الرقة معقل (داعش).

تبعد منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​نحو 100 كم عن الحافة الغربية للأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، وتتطلب الخطة اتفاقًا مع النظام السوري، على الرغم من أنّ وحدات حماية الشعب، والرئيس السوري بشار الأسد، عقدا صفقاتٍ حول قضايا مثل المطار في القامشلي، وهو ما يزال تحت سيطرة الجيش السوري، على الرغم من كونه في عمق أراضٍ كردية. ومن شأن أيّ صفقةٍ أو اتفاقٍ الحصول على موافقة روسيا -حليف الأسد القوي- التي نشرت مؤخرًا قواتٍ برية في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد للعمل مع وحدات حماية الشعب الكردية. سُلِطَ الضوء ثانية على النفوذ الروسي في سورية يوم الجمعة 5 أيار/ مايو، عندما كشف الرئيس فلاديمير بوتين عن مناطق حظر الطيران للجيوش الروسية، والتركية، والإيرانية، والأميركية من أجل حماية مناطق آمنة للمدنيين على الأرض.

إنَّ تحرير قوات سورية الديمقراطية (قسد) للرقة، ودير الزور، على طول الفرات سيوسع الأراضي التي تسيطر عليها فدرالية الحكم الذاتي لشمال سورية إلى ما يقرب من ثلث مساحة البلاد، بالمقارنة مع 16 في المئة من الأراضي التي تسيطر عليها فدرالية روجافا.

وقالت هدية يوسف: سيُمنح سكان الرقة استفتاءً يقررون فيه إن كانوا يريدون أنْ تُشكل قوات سورية الديمقراطية “قسد” (التي تضم مقاتلين عرب وأثوريين مسيحيين) حكومةً بعد هزيمة (داعش).

“يرغب الناس في الرقة، ودير الزور أن تأتي قوات سورية الديمقراطية (قسد)؛ وفي الحقيقة تتألف قوات سورية الديمقراطية من سكان تلك المناطق”، وقالت: “بالفعل يبدو أنَّ تلك القوات تستعد للبقاء في الرقة. شاهدت (الأوبزرفر) ضباط شرطة عربًا وأكرادًا يقومون بتدريباتٍ في بلدة مبروكة، في سورية، وتحديدًا لدوريات الرقة بعد تحريرها. وقالت المصادر إنَّ مقاتلي قوات سورية الديمقراطية اقتربوا مسافة 10 كم من دير الزور، وهي أكبر معقلٍ لداعش في سورية بمجرد تحرير الرقة. وفيما يتعلق بإدلب التي تبعد 55 كم عن البحر الأبيض المتوسط، قالت يوسف: إنَّ أيّ هجومٍ “يعتمد على الأحداث، إذا نظفنا كلّ هذه المنطقة [شمال شرق سورية] من الإرهابيين، ربما بعد ذلك سنذهب إلى الجانب الآخر، حتى ننظف تلك المنطقة. إدلب محتلةٌ من قبل جبهة النصرة التي هي على قائمة الإرهابيين”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: إنَّ مستقبل سورية يجب أنْ يصنعه السوريون أنفسهم، مؤكدًا موقف واشنطن بعدم الاعتراف بـ “أي منطقة شبه حكم ذاتي أُعلنت من جانب واحد”.

 

اسم المقال الأصليSyria’s Kurds march on to Raqqa and the sea
الكاتبمارك تاونسند، Mark Townsend
مكان النشر وتاريخهالغارديان، The guardian، 06/05/2017
رابط المقالhttps://www.theguardian.com/world/2017/may/06/syria-kurds-raqqa-mediterranen
ترجمةأحمد عيشة

مقالات ذات صلة

إغلاق