سورية الآن

هل يتحول إضراب الملح والماء الفلسطيني إلى انتفاضة

منذ 17 نيسان/ أبريل الفائت، بدأ الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم عن الطعام، وهو ما سمي بإضراب الماء والملح، حيث راحت أعداد الفلسطينيين الأسرى المضربين عن الطعام تزداد حتى وصلت 1500 أسير، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، احتجاجًا على الممارسات التعسفية الإسرائيلية في حقهم، وعلى إهمال المجتمع الدولي، وقبل ذلك الأنظمة العربية، وقبل كل شيء السلطة الفلسطينية التي أدارت الظهر عبر سنين طويلة خلت، لمشكلة الأسرى ومعاناتهم اليومية التي تزداد سوءًا يومًا إثر يوم.

تعدّ حالة الإضراب هذه التي يرى البعض فيها شرارة، قد تصل بالحال الفلسطيني (الراكد عمومًا) إلى انتفاضة جديدة، من الممكن أن تعيد تحريك الوضع الفلسطيني الذي يراوح بالمكان في جوٍّ من حراك إقليمي شعبي إبان الربيع العربي، طال المنطقة برمتها، ولا سيّما أنّ الشعب الفلسطيني عانى ما عاناه من جراء عسف بعض الأنظمة العربية، وأولها النظام السوري الذي زج بالآلاف من الفلسطينيين في المعتقلات، وقتل كثيرًا منهم سواء في المخيمات، اليرموك ودرعا وحلب، أو من أبناء فلسطين الذين يعيشون في سورية، ويعدّون أنفسهم سوريين أكثر من السوريين، ومن حقهم المشاركة بثورة الحرية والكرامة التي انطلقت في آذار 2011.

وقد بلغ عدد الضحايا من الفلسطينيين السوريين، منذ اندلاع الثورة حتى الآن 3443 بينهم 455 امرأة، وعدد الذين سقطوا منذ بداية 2017 بلغ 30 شخصًا. وعدد المعتقلين الفلسطينيين في أفرع الأمن والمخابرات التابعة للنظام السوري بلغ 1164 شخصًا بينهم 83 امرأة، إلى جانب 301 لاجئًا فلسطينيًا مفقودًا منذ بدء الثورة السورية، منهم 38 لاجئة.

وقال الكاتب الفلسطيني يوسف أبو بكر لـ (جيرون): “على الرغم من اختلاف الظرف الدولي والداخلي، فإنني أرى أن شعبنا الفلسطيني بات مهيّأً لانتفاضة فلسطينية جديدة، قد تكون الأمعاء الخاوية شرارتها التي ستشعلها من داخل سجون الاحتلال وسجون السلطة على حد سواء. والكيان الصهيوني كيان مارق وخارج منظومة القوانين والأعراف والأخلاق الدولية، لذلك لا أعتقد بأنه سيرضخ بسهولة للمطالب المحقة التي يرفع هؤلاء الأبطال راياتها. ولكن بالتأكيد بعد ضغوط دولية سيضطر للتعامل مع هذه المطالب محاولًا أن يلبس قناعه الإنساني المزيف الذي يحاول من خلاله، دائمًا، إيهام المجتمع الدولي بإنسانية وديمقراطية كيانه”، وعبّر أبو بكر عن امتعاضه من الموقف العربي، وعن شعوره بالخيبة في قوله: “العروبة تغط في سبات، لا أحد يعرف متى ينتهي، ولكن الثابت أن الشعب الفلسطيني لم يعد يعوّل على العرب في نضاله ومسيرته، ولا مندوحة من القول إن العروبة خذلت هذا الشعب مرارًا وتكرارًا. العرب اليوم لا يملكون قرارهم، وتحولوا إلى دمى هزيلة في الساحة العالمية، ومن غير المنتظر نهضتهم على المدى المنظور”.

الناشطة الفلسطينية مريوم العمور ترى غير ذلك، وقالت لـ (جيرون): ” سيكون هناك دعم عربي من طرف العرب، ولكنه على مستوى شخصيات وأفراد ليس إلا”، ولا ترى العمور أي ارتباط بين ما يجري في فلسطين من إضراب وبين وضع الفلسطينيين في سورية، إذ قالت: “حول ما يقال عن الارتباط بين ما يجري في فلسطين من اعتصام وإضراب وما يجري للمعتقلين في سجون الأسد، أعتقد أنه لا ارتباط بينهما؛ لأن الإضراب في فلسطين والاعتصامات جاء عفويًا من الناس، وليس من السلطة المرتهنة للأجندات الخارجية، ولم يكن بإمكان السلطة منع هذا، فبادرت للانضمام إلى الاعتصامات بشخصيات من السلطة، لتقول نحن نقف جنبًا إلى جنب معكم، ولو كانت السلطة مهتمة بقضايا الشعب لما تغاضت عن جرائم بشار الأسد بحق الشعب الفلسطيني الذي وقع عليه الظلم المضاعف، وليس هذا للإقلال من الفظائع التي لحقت بالشعب السوري، لكن للحقيقة، فإذا نظرنا إلى عملية حسابية بسيطة وجدنا أن النسبة المئوية للأعداد الكبيرة من الشهداء الفلسطينيين على يد المجرم، تساوي ضعف النسبة المئوية للأعداد من الشهداء السوريين، وقد قالها (بشارون) منذ بداية الثورة السورية (إن الفلسطينيين ضيوف، وعليهم التزام الأدب.. واحترام الاستضافة) وهو يتعامل معنا على هذا الأساس”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق