“أفضل ما يمكن تقديمه لطفل سوري، أو لشاب يافع، أو لرياضي سابق -في هذه المرحلة- هو الرياضة، وقد لا تُؤمّن الرياضة لأهلها قوت يومهم إلا أنها تُخرجهم من أجواء القصف والموت”. بهذه الكلمات عبّر رئيس الهيئة السورية للرياضة والشباب عروة قنواتي، عن رأيه بالرياضة وأهميتها.
وفي حديثٍ لـ (جيرون) أوضح قنواتي: “يُعدّ النشاط الرياضي في المناطق المحررة جيدًا قياسًا مع الإمكانات المتواضعة، وقلة الملاعب والصالات المجهزة للتدريب، وتحاول الهيئة توقيع ما تيسر من عقود مع الجهات الداعمة، لتسهيل حركة الأندية والفرق التابعة لها ورفدهم بالحاجات الأولية، إلا أن طابع الاستقلالية هو المهيمن على معظم الأندية التي تحاول تأمين نفقاتها لتغطية أجور المدربين واللباس، وتؤدي الهيئة التي انضوت مجددًا تحت لواء الحكومة السورية المؤقتة دورَ المنسق لهذه الأندية”. وأكد أن “التراتبية التنظيمية للهياكل الرياضية لا تُراعى في هذا المناخ؛ وهو ما يؤثر سلبًا على النشاط الرياضي إلا أن ضرورة الحفاظ على استمرارية الفاعليات الرياضية تُجبر الهيئة على القبول بهذه الاستقلالية”.
مشيرًا إلى “ضرورة مأسسة القطاع الرياضي والانتقال به من كونه صورة الجانب المدني المشرق للثورة، إلى اعتباره وتقديمه على أنه قطاع مستقل مهمّ ورئيس، يحتاج إلى تضافر ودعم حقيقي، ولا سيّما أن الرياضة تخسر صالاتها وملاعبها في المناطق التي يحصل فيها عمليات تهجير قسري؛ وبالتالي يخسر الرياضيون السوريون أماكنهم ومساحاتهم”.
وتأسست الهيئة السورية للرياضة والشباب، مطلع 2013، تحت مسمى (الاتحاد الرياضي السوري الحر) الذي يُعنى بشؤون الرياضيين السوريين الأحرار، ويضم نحو 30 ألف عضوًا من مدربين وقيادات رياضية حرة.
نادي بنش الرياضي أنموذجًا
تأسس نادي بنّش الرياضي منذ نحو عام، ونشطت، في تلك الآونة، موجة دعم وإحداث فاعليات رياضية في المناطق المحررة، واستطاع النادي، في فترة وجيزة من تأسيسه، تحقيق نجاحات رياضية مُبهرة على الرغم من تواضع إمكاناته، وكان آخرها فوز فريق كرة السلة بدوري رياضي، أحدثه النادي بهدف تحفير بقية الأندية وبناء تفاعل معها.
حول النادي وأهدافه وإنجازاته، قال أحمد حسان، لاعب كرة السلة في النادي لـ (جيرون): “يُدرّب النادي الفئات العمرية الصغيرة والشابة، إضافةً إلى تدريب الشباب، واستطاع خلال سنة من تأسيسه تحقيق إنجازات كبيرة، كما حظي فريقا كرة القدم والطاولة فيه على الدرجة الأولى على مستوى المحافظة، في تصنيف الهيئة السورية للرياضة والشباب، إلا أن نقص الكوادر المُدرِّبة والمساحات المجهزة للتدريب يحول دون تحقيق نتائج أفضل وخاصةً على صعيد تدريب الأطفال”.
أضاف: “كان الإنجاز الأخير للنادي هو فوز فريق كرة السلة التابع له بدوري المحبة الرياضي الذي شارك فيه 6 فرق من مختلف الأندية الأخرى، واستمر مدة شهر، ويُعدّ الدوري الأول بكرة السلة في المناطق المحررة، وكان تشجيعًا لبقية الأندية؛ لإحداث فرق كرة سلة كون هذه الرياضة لا تحظى بالاهتمام اللازم”.
وينبثق عن نادي بنّش الرياضي فرق متعددة، في مقدمها فريق كرة القدم، كرة الطائرة، كرة الطاولة، إضافة إلى كرة السلة، ويهتم بالفئات العمرية الصغيرة (تدريب الأشبال) عبر تكثيف تدريبهم كونهم أساس المرحلة الرياضية المقبلة، وهنا قال حسان: “يواجه النادي صعوبات في تأمين المعدات للأطفال المتدربين من لباس وحقائب وكرات، فضلًا عن قلة عدد المدربين الذين يقبلون العمل بأجور رمزية وفقًا للدعم المتوفر”، لافتًا إلى أن “تأمين منشأة رياضية مُجهّزة تستطيع استيعاب تدريبات كل الفرق من شأنه أن يحسن الحال، ويدفع بالجهد الرياضي إلى الأمام”.
وتعاني مجمل الأندية الرياضية في المناطق المحررة من الصعوبات ذاتها، إلا أنها ما تزال ماضية في الفاعليات التدريبية والمباريات، وفي هذا المعنى قال لورنس الأسعد – ناشط مهتم بالرياضة، لـ (جيرون): “تعيد المباريات بهجة الحياة للاعبين والأهالي الحاضرين الذين أرهقهم القصف، وتوسع وتمتن القاعدة الاجتماعية، كما تقوي العلاقات وتزيل الخلافات بين اللاعبين أنفسهم الذين ينحدرون من خلفيات ومرجعيات متباينة”.