حصلت شبكة (جيرون) الإعلامية على بيان مُصوّر للعميد الركن طلال فرزات قائد الضباط السوريين الأحرار، أكبر تجمعات ضباط الجيش السوريين المنشقين عن جيش النظام السوري، والرافضين للمشاركة في المقتلة السورية، يؤكد فيه على أنّ الضباط الأحرار -ويُقدّر عددهم بأكثر من 800 ضابط منشق- التزموا بضمان حيادية المرحلة الانتقالية تجاه جميع السوريين، والحفاظ على وحدة سورية، ومحاربة التطرف والإرهاب، ونبذ الطائفية، والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة، وبالحفاظ على مؤسسات الدولة، وحماية فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية.
في البيان المصوّر، بمناسبة يوم الجيش السوري (الذي يُصادف اليوم الأول من آب/ أغسطس)، والذي حصلت عليه (جيرون) عليه حصريًا كشبكة إعلامية سورية، يُعلن فرزات مبادئ مختلفة ومهمّة تتعلق بمهام الضباط السوريين المنشقين الذين لم يُشاركوا حتى الآن في الحرب السورية، على الرغم من رفضهم لنظام الأسد، ومعارضتهم لسياساته العنفية والإجرامية بحق السوريين، ويطرح رؤية وخطة عمل للمرحلة الانتقالية، تقدّم ضمانات لكل السوريين، موالاة ومعارضة، بأن الجيش المرتقب سيكون حامي الجميع، وسيضمن مبدأ التداول السلمي التعددي للسلطة، ويحمي أي دستور جديد يتفق عليه السوريون، كما سيؤيد الشروع بعملية انتقال سياسي، تؤسس لحكم ذي صدقية، لا يقوم على الطائفية أو العرقية، وسيحمي هذا الخيار.
خاطب فرزات الجيشَ بلغة متوازنة مختلفة عن لغة غالبية فصائل المعارضة المسلحة، والنظام بطبيعة الحال؛ شدد فيها على أن الجيش المرتقب سيقف على مسافة واحدة من جميع السوريين، في المرحلة الانتقالية، وسيكون حياديًا تجاه القوى السياسية، وسيقضي على المتطرفين والإرهابيين من كل الأطراف، وهو ما يُعدّ طرحًا يطابق المبادئ العامة التي تتأسس وفقها الجيوش الوطنية.
وفي البيان الذي سجّله العميد الركن، بمناسبة يوم تأسيس الجيش السوري، وجّه كلامه إلى الجيش السوري، قائلًا:
“أيها الجيش السوري العظيم.. شعار الجيش السوري، منذ تأسيسه في الأول من آب عام 1945، هو (وطن شرف إخلاص)، نحن -ضباط وأبناء هذا الجيش- التزمنا بهذا الشعار، وبالقسم الذي أقسمناه، إن الوطن هو وطن لجميع أبنائه، ولا يمكن لأي سلطة سياسية أن تزج بالمؤسسة العسكرية في معركة ضد شعبها، وإن الشرف يقضي بألا نتبع أهواء أي قوة خارجية أو أي تحزّب داخلي لفئة من شعبنا ضد الفئة الأخرى، وإن الإخلاص يكمن في التضحية، والوقوف وفاء في وجه كل ما يأخذ بلدنا ومؤسساته إلى الدمار.
نحن -رجالات القوات المسلحة الذين اعتزلوا هذه الحرب منذ بدايتها- نرى اليوم ضرورة رص الصفوف، وبخاصة بعد أن اتّضح توافق السوريين والقوى الدولية للقضاء على التنظيمات المتطرفة الإرهابية.
وبهذه المناسبة العظيمة، الأول من آب، ذكرى تأسيس الجيش السوري، هدفنا هو شد الأزر من أجل العمل المشترك بغية:
– تحقيق السلام والحرية والكرامة والمنعة الوطنية حقًا، لجميع نساء ورجال الشعب السوري، بلا تمييز ولا استثناء.
– الحفاظ على وحدة التراب الوطني، وعلى كل شبر من الأراضي السورية.
– إيقاف مسار الحرب والدمار والشرذمة والتبعية الذي أُخذت إليه البلاد، ومكافحة التطرف والإرهاب.
– نبذ أي توجّه يقوم على الكراهية الطائفية أو العرقية أو التطرف، واعتباره جزءًا من الإرهاب.
– الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة في المواطنة، وصون الدولة السورية ومؤسساتها، وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية، وبمبدأ التداول السلمي التعددي للسلطة، وبضرورة وضع دستور جديد يضمن ذلك، ويتفق عليه السوريون.
– ضمان الشروع بعملية انتقال سياسي بقيادة سورية؛ لإنهاء النزاع الداخلي، تؤسس لحكم ذي صدقية، يهيئ بيئة حيادية ويشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية أو العرقية.
– دورنا هو الحرص على أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبله بحرية كما ضمان حيادية المرحلة الانتقالية تجاه الجميع”.
يضم تجمع الضباط الأحرار الذي يقوده العميد الركن طلال فرزات -وفق مصادر قيادية في الجيش السوري الحر- أكثر من 800 ضابط منشق عن النظام، الغالبية العظمى منهم موجودون في مخيمات في تركيا، ويُعتقد بأنه يشكلون نحو 20 في المئة من ضباط الجيش السوري المنشقين.