ترجمات

صحيفة كومر سانت: بشار الأسد يستعيد النفط، القوات السورية تحقق نجاحًا حاسمًا على طريق تحرير دير الزور

بالتزامن مع هجوم القوات السورية، تقوم القوات الجوية والفضائية الروسية بالمساهمة في العمليات الحربية ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”. وبحسب ما أوردته وزارة الدفاع الروسية، يوم الاثنين، فقد قامت الطائرات الروسية بالقضاء على رتل ضخم تابع للإسلاميين يضم أكثر من 20 آلية، منها سيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات، ومعدات حربية، ومدرعات ودبابات، بالإضافة إلى أكثر من 200 مقاتل، كانوا يحاولون القيام بهجوم مضاد على القوات الحكومية، المتقدمة باتجاه مدينة دير الزور.

ساهم التكتيك الجديد، واستيعاب الجنود السوريين استخدام المعدات القتالية الحديثة بمساعدة الخبراء الروس، في تغيير الوضع الاستراتيجي لصالح القوات السورية التي تمكنت من تطويق مجموعات “تنظيم الدولة الإسلامية”، في مناطق صحراوية إلى الغرب من مدينة دير الزور، وحاصرت داخل مصيدة مغلقة من جميع الجهات، تلك المجموعات التي لم تتمكن من الانسحاب. وكما قال رئيس الإدارة الرئيسية العملياتية لهيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الجنرال سيرغي رودسكوي، إنه بنتيجةِ هذه العمليات ستتمكن قوات الجيش السوري -قريبًا- من تحرير مدينة عقيربات. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت القوات الحكومية، خلال الأيام الماضية، من إقامة طوق حول مقاتلي التنظيم، في منطقة شرق أثريا.

 

سيلعب تحطيم المجموعات المُحاصرة دورًا كبيرًا في تدهور وضع مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” على مشارف مدينة دير الزور. وبحسب ما يتوفر من معلومات ومعطيات، فإن رفع الحصار عن المدينة هو مسألة وقت لا أكثر، وسيكون رفع الحصار نصرًا نفسيًا مهمًا بالنسبة إلى دمشق.

معركة دير الزور واحدة من أكثر مشاهد الحرب السورية دراماتيكية. ونذكر أنه قبل فترة، في شهر كانون الثاني من العام الحالي، كان الوضع في دير الزور حرجًا للغاية، بالنسبة إلى القوات الحكومية السورية؛ حيث شن مقاتلو “تنظيم الدولة الإسلامية” هجومًا مكثفًا على المدينة، تمكنوا من خلاله من تقطيع دفاعات الجيش السوري المدافعة عن المدينة إلى نصفين، ملحقةً خسائر كبيرة بالمدافعين؛ ولكن بفضل ضربات القوات الجوية الروسية وتنفيذ عمليات إنزال مجوقلة أمكن تعزيز القوات الحكومية التي تمكنت من تحقيق التوازن في الوضع الميداني. بعد ذلك، وعلى الرغم من التعزيزات لم تتمكن مجموعات “تنظيم الدولة الإسلامية” من التقدم على هذا القطاع من الجبهة.

لدينا عاملٌ حاسمٌ آخر في معركة دير الزور، هو غنى المحافظة بالثروات الطبيعية، حيث توجد فيها أهم المواقع الهيدروكربونية في سورية، والتي كانت تشكل، قبل الحرب، المكون الرئيس في اقتصاد قطاع الغاز والنفط. استعادة دمشق السيطرة على هذا المواقع تؤمن لها مصدرًا مهمًا للخزينة.

يوضح بروفيسور كلية التاريخ، والعلوم السياسية والقانون في جامعة موسكو غريغوري كوساتش: “قيمة المسألة ليس فقط في توسيع دائرة سيطرة الحكومة السورية، بل في كون محافظة دير الزور، وكذلك عاصمة ما يسمى (الدولة الإسلامية) الرقة. هما مركزان استراتيجيان يقعان في المنطقة نفسها؛ فمن دير الزور لا تزال تأتي شحنات النفط الأجنبية، وكذلك شحنات النفط السوري الداخلية”.

بحسب رأي الخبير، وبأخذ أهمية دير الزور بالحسبان، فإنه من الأهمية بمكان أنْ يعزز الجيش السوري مواقعه الاستراتيجية في هذه المحافظة، ليسبق حلفاءه الاسميين: القوات الموالية لإيران التي تقاتل ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” أيضًا، والتي يهمها السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بمصادر الهيدروكربونات (النفط والغاز..).

على مدار الأشهر الأخيرة، يحاول الموالون لطهران، من التشكيلات الشيعية ووحدات “حزب الله” اللبنانية المتمركزة جنوب سورية، شن هجومهم الخاص على مواقع “تنظيم الدولة الإسلامية”، باتجاه دير الزور. فالسيطرة على هذه المناطق، يمكن إيران من مد “الكوريدور الشيعي”، الذي يمتد من إيران، مارًا عبر العراق وصولًا إلى سورية، وليحد في الوقت نفسه من نفوذ دمشق. غير أن هذا السيناريو لا يروق للرئيس الأسد الذي يسعى لتلقي أكاليل الغار كمنتصر رئيس في الحرب على “تنظيم الدولة الإسلامية”.

وصرح كوساتش لصحيفة (كومرسانت): “إذا اعتبرنا أن مصالح طهران، لا تتطابق مع مصالح دمشق؛ فإننا نلاحظ تنافسًا بين القوى التي تحارب (تنظيم الدولة الإسلامية)، يظهر في الهجوم المتوازي الذي يشن على الرقة. الجيش السوري الذي تسانده القوات الجوية والفضائية الروسية، ليس الوحيد الذي يتقدم باتجاه الرقة”.

على خلفية الهجوم على مدينة دير الزور، يبقى من غير الواضح: أيّ القوى التي تقاتل في سورية ستفرض في النهاية سيطرتها على محافظة الرقة وعلى المدينة التي تقع فيها، والتي أعلنها “تنظيم الدولة الإسلامية” عاصمةً لخلافته المزعومة، والتي تحاول الوحدات الكردية وقوات المعارضة السورية المعتدلة المتحالفة معها المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية طردها منها.

 

اسم المقالة الأصليةБашар Асад отвоевывает нефть
Сирийские войска достигли решающего успеха на пути к освобождению Дейр-эз-Зора
كاتب المقالةمكسيم يوسين- سيرغي ستروكان- غريغوري ستيبانوف
مكان وتاريخ النشرصحيفة كومر سانت. 22 آب 2017
رابط المقالةhttps://www.kommersant.ru/doc/3390272
ترجمةسمير رمان

 

مقالات ذات صلة

إغلاق