تحقيقات وتقارير سياسية

بنود “هيئة المفاوضات” الأربعة… منصة القاهرة توافق وموسكو ترفض

اعتبرت مصادر معارضة أن اجتماع الرياض الذي انتهت فعالياته، يوم الثلاثاء الفائت، لم يكن دون جدوى، بل كان نقطة تحول في ملف المعارضة السورية، خصوصًا أن اجتماع المنصات المعارضة خرج إلى الساحة العلنية، بدل كونه مقيمًا في الجانب التقني المهمش.

قالت مصادر لـ (جيرون) إن قدري جميل -رئيس منصة موسكو- ذهب ووفده إلى الرياض استجابة للضغوط التي مورست عليه من قبل الروس، وهو كان على علم أن الاجتماع لن يُفضي إلى توافق، لكنه اعتبر أن الذهاب من الممكن أن يلعب دورًا إيجابيًا، ويحرك المياه الراكدة في الملف السوري. ونقلت المصادر عن قدري جميل قوله إن “وفد الهيئة بإصراره على النقطة الخلافية وتجاهله النقاط التي تقاطعنا معها بها هو سعي ضمني لإفشال الاجتماع”.

إلا أن مصادر مواكبة للاجتماع، قالت لـ (جيرون) إن وفد موسكو ووجوده تحت مظلة المعارضة كان أكبر خرق للمعارضة السورية، ها هو ذا يُعدّ اليوم جزءًا من المعارضة، وباتت دول بحالها تضغط لإدخاله في صفوف الوفد المفاوض”.

حول خلاصة الاجتماع، علمت (جيرون) أن الهيئة العليا للمفاوضات وضعت بين يدي الحاضرين (الهيئة، منصة القاهرة، ومنصة موسكو) ورقةً مؤلفة من أربعة بنود، وعرضتها للمناقشة بين الوفود، ووفق الورقة التي اطلعت عليها (جيرون)؛ فإن البنود الأربعة هي “تشكيل وفد موحد، الالتزام بالقرارات الدولية (بيان جنيف 2254 وقرار 2118)، الإقرار بأن دستور 2012 غير صالح للمرحلة الانتقالية، وبشار الأسد لا دورَ له في السلطة”.

وفق مصادر (جيرون)، فإن رد منصة موسكو على الورقة كان أن المنصة ملتزمة بكافة القرارات الدولية ذات الشأن، لكنها ترى أن الإعلان الدستوري لا ينبغي أن يكون شرطًا أساسيًا لانعقاد المفاوضات، كما أنها شددت على أن الحديث عن رحيل بشار الأسد، قبل مرحلة المفاوضات، هو خطأ، ويعدّ إفشالًا للمفاوضات نفسها، حيث إن النظام طرف في المفاوضات، وليس مجرد ملتزم بما سيخرج منها. أما منصة القاهرة، فوافقت الهيئة على أن دستور 2012 هو غير صالح للمرحلة الانتقالية، وأنه لا مكان لمنظومة الحكم في المرحلة الانتقالية.

قال مهند دليقان رئيس وفد منصة موسكو، في تصريحات صحفية، يوم الإثنين الفائت: إن “المنصة ترفض أن يتم الحديث عن مسألة تنحي الأسد كشرط مسبق”، معتبرًا أن “طرح هذا الشرط -كبند مسبق- هو إفشال للمفاوضات”. واتهم دليقان الهيئةَ بأنها تتبع مع منصة موسكو سياسة دي ميستوار، المبعوث الأممي إلى سورية، وهي “إما أن توافقنا على كل شيء نريده وإلا فلا اتفاق”، وتابع: إن الاجتماع كان فيه توافقات بين الحضور، فقد كان هناك اتفاق على سلة الدستور، اتفاق على ما جاء في وثائق لوزان، ورقة المبادئ العامة لسورية المستقبل، كمبادئ عملية الانتقال السياسي، سلة الانتخابات شهدت توافقات كبيرة، حتى سلة الحوكمة فيها اتفاقات كثيرة، وأشار إلى أن “الخلاف الأساسي في الشروط المسبقة”.

من جهتها، كانت الهيئة العليا للمفاوضات قد ذكرت، في بيان لها مساء الثلاثاء، أن لجنتها “المكلفة بالحوار مع منصتي القاهرة وموسكو لم تتوصل إلى اتفاق، موضحة أن “الحوار يمكن أن يستمر في مرحلة قادمة، لم يتحدد موعدها”.

وجاء في بيان الهيئة أن المحادثات “اتسمت بالجدية والتعمق في بيان حدود التوافق والاختلافات”، وقالت: كان هناك “مشتركات في الرؤية مع منصتي القاهرة وموسكو، ولا سيما في الحفاظ على وحدة سورية أرضًا وشعبًا، وعلى مؤسسات الدولة، وعلى حماية سورية من حدوث أي فوضى في المرحلة الانتقالية، وعلى أن يكون القرار الدولي 2254 وبقية القرارات الأممية مرجعية للتفاوض”.

وأشار البيان إلى أن “خلاف منصة موسكو معها يكمن في إصرار الهيئة على ألا يكون للأسد أي دور، منذ بداية المرحلة الانتقالية وفي مستقبل سورية، وفي إصرارها على أن يكون للمرحلة الانتقالية إعلان دستوري بدلًا من دستور 2012”.

وأضافت أن وفد موسكو اعتبر أن “الحديث عن دور للأسد هو شرط مسبق، بينما رأت الهيئة العليا أنه صلب موضوع التفاوض، حيث لا يمكن تحقيق انتقال سياسي بوجوده…. “. الحوار بدا قابلًا للاستمرار للتقريب بين المواقف المختلفة، وبدا أن منصة القاهرة أقرب إلى رؤية الهيئة العليا للمفاوضات ومواقفها، على الرغم من وجود خصوصيات في رؤيتها.

بحسب المعلومات التي حصلت عليها (جيرون)، فإن الحضور في الاجتماع كانوا بحسب الوفود: “وفد الهيئة العليا للمفاوضات: جورج صبرا، نصر الحـريـري، محمد حجازي، عبد العزيز شلال، أحمد عسراوي، حسن إبراهيم، عبد القادر مصطفى، محمد صبرة. ووفد القاهرة: جمال سليمان، قاسم الخطيب، عمار نحاس، فراس الخالدي، علي العاصي الجربا، عبد السلام النجيب، محمد وفيق عرنوس، أحمد كبتول، عمار النحاس. أما منصة موسكو فضمّت: قدري جميل، رضوان الطحان، علاء عرفات، مهند دليقان، عباس الحبيب، فهد عز الدين، ويوسف سليمان”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق