ترجمات

ذا ديلي بيست: هل موّلت إيران صفقة الأسلحة الكيماوية بين كيم جونغ أون وبشار الأسد؟

يثير تقرير جديد للأمم المتحدة، يتضمن تفاصيل شحنات متعلقة بالأسلحة الكيماوية المنقولة من كوريا الشمالية إلى سورية، سؤالًا لا جواب له: من يمول صفقات أسلحة غير شرعية كهذه؟

في نهاية المطاف، نجد الموارد المالية لحكومة بشار الأسد قليلة جدًا، ومن المعروف أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يقوم بمبيعات غير شرعية من الأسلحة العسكرية، لتساعده على تجاوز العقوبات الدولية المفروضة على صادرات بلاده الشرعية، ولتمويله في فرض قبضته على السلطة.

في الماضي، كانت إيران، إحدى أقوى دعامات الأسد، مشتبهة بتمويل صفقات الأسلحة بين كوريا الشمالية وسورية. وفي موضوع آخر، تفيد التقارير بأن “الجمهورية الإسلامية” تعاونت مع كوريا الشمالية في تطوير الأسلحة النووية والصاروخية.

أثار التدخل الإيراني الداعم لنظام الأسد في سورية -فضلًا عن الوجود العسكري المتنامي للحرس الثوري الإيراني والميليشيات الإيرانية في كل من لبنان والعراق واليمن وصولًا إلى أفغانستان- قلقَ الأنظمة السنية المتنافسة في المنطقة، وكذلك “إسرائيل”، وبشكل متزايد، الولايات المتحدة.

هل قام الإيرانيون إذًا بتمويل الشحنة الكيميائية الموصوفة في تقرير الأمم المتحدة؟ “من المعقول أن يكون الداعم المالي والعسكري الأكبر للأسد قد تكفل بقيمة الشحنة”، هذا ما قاله مارك دابوويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وأحد أبرز منتقدي النظام الإيراني في واشنطن.

ومع ذلك، وكما يشرح مراقب كوريا الشمالية من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أنتوني روجيرو، إن إثبات هذا الارتباط أمر معقد. في الواقع، يقول روجيرو، مع المشكلات المالية التي تواجه الأسد “ليس من الواضح: ماذا يمكن للسوريين عرضه كسلع للبيع”، لبيونغ يانغ. وقد يشير بمتابعته هذه إلى إيران، لكن الصفقات المالية لكوريا الشمالية “تتم من خلال شبكة من الشركات المقنّعة، لذلك ليس من السهل تتبعها”.

في هذه الصورة التي نشرت في 2 نيسان/ أبريل 2017، يعيّن كيم جونغ أون قادة وضباط “جيش الشعب الكوري”.

قد تقدّم الأفعال السابقة أدلة أكثر؛ ففي عام 2007 قامت “إسرائيل” بتدمير منشأة نووية في منطقة دير الزور السورية. وخلصت الاستخبارات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت لاحق، إلى أن كوريا الشمالية شاركت في بناء تلك المنشأة. ووفقًا لمصادر الاستخبارات الإسرائيلية والتي وردت في تقارير صحفية مختلفة، فإن إيران قد دفعت مبلغ مليار دولار لتمويل المشروع النووي.

في نيسان/ أبريل، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لموقع (والا)، وهو موقع إخباري إسرائيلي شعبي، بقوله: “كيم جونغ أون هو أقرب حليف للأسد، كما أنه حليف للإيرانيين”. ووصف كوريا الشمالية وإيران وسورية و(حزب الله) بأنها “محور الشر”.

أثار التقرير الجديد الشكوكَ حول الارتباط بين الأسد وأون، والذي أعد من قبل لجنة أسسها مجلس الأمن الدولي لمراقبة وتنفيذ عقوبات دولية عديدة مفروضة على كوريا الشمالية، لرفضها الالتزام بالقرارات التي تحظر التجارب النووية وإطلاق الصواريخ البالستية. ومن المتوقع أن تقدم لجنة الأمم المتحدة نتائجها إلى المجلس في جلسة مشاورات مغلقة يوم الجمعة. وحتى ذلك الوقت، يقول معظم المسؤولين إنهم لن يعلقوا على ذلك التقرير.

إلا أن مقطعًا واحدًا من تقرير اللجنة، المكون من 37 صفحة، قد أثار موجة تساؤلات كبيرة في الأوساط الديبلوماسية، حيث إنه يتناول موضوع الأسلحة الكيماوية في سورية، وهو موضوع كان قد عبّر عنه الرئيس باراك أوباما بأنه “خط أحمر”، وفي الآونة الأخيرة، كان هذا الموضوع فعلًا يحرّض الرئيس دونالد ترامب على إطلاق هجمة نادرة من صواريخ توماهوك، على الداخل السوري.

وأكدت لجنة العقوبات على كوريا الشمالية على أن “التحقيقات أفادت بالتعاون بالأسلحة الكيماوية المحرمة دوليًا والصواريخ البالستية والأسلحة الاعتيادية”، بين دمشق وبيونغ يانغ، وفقًا لتقرير من وكالة (رويترز). وتضمن تقرير الأمم المتحدة “دولتين من الدول الأعضاء اعترضتا على الشحنات المتجهة نحو سورية”، وأضاف: “عضو آخر كان قد أبلغ اللجنة أن لديه أسبابًا تدعوه إلى الاعتقاد بأن البضائع كانت جزءًا من عقد مبرم مع سورية”.

ولم تقدّم الأمم المتحدة تفاصيلَ عن مكان أو زمان اعتراض الشحنات، ولم تحدد بالضبط ماهية تلك الشحنات، سوى أنها أرسلت بواسطة شركة تطوير التعدين الكورية، الوكلاء المقبولين بصفقات بيونغ يانغ للأسلحة، وكانت في طريقها إلى شركات مقنّعة معروفة بتورطها في برنامج سورية للأسلحة الكيماوية.

وكانت لجنة الأمم المتحدة قد أفادت بأن مصر اعترضت في عام 2016 شحنة أسلحة محظورة من كوريا الشمالية، أثناء عبورها قناة السويس. أصبحت مصر الآن الرئيس الفرعي للجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، إلى جانب أوكرانيا، وتترأس إيطاليا هذه اللجنة، ويرفض سفراء هذه الدول التعليق على التقرير السري.

 

 

Did Iran Fund Kim Jong Un’s Secret Chemical Weapons Dealعنوان المادة الأصلي بالإنكليزية
 بيني آفني benny avnyاسم الكاتب بالعربية والإنكليزية
The daily beastمصدر المادة أو مكان نشرها الأصلي
 مكان النشر الثاني
 27 آب/ أغسطس 2017تاريخ النشر
http://www.msn.com/en-ae/money/topstories/did-iran-fund-kim-jong-un%E2%80%99s-secret-chemical-weapons-deal/ar-AAqOTb9?li=AAaWeYc&ocid=spartanntpرابط المادة
مروان زكريااسم المترجم

 

مقالات ذات صلة

إغلاق