نظّم (منتدى العاصي للحوار)، يوم الثلاثاء الماضي، نشاطًا ثقافيًا، عرض خلاله فيلمًا وثائقيًا سوريًا بعنوان (وداعًا حلب)، بحضور العشرات من الفاعليات المدنية والأهلية، وذلك في مقر المنتدى في منطقة الغاب.
أكد فادي إبراهيم، المشرف الإعلامي للمنتدى، على أهمية تنظيم فاعليات كهذي، من حينٍ لآخر، وقال في هذا الصدد: “أخرجت فاعلية عرض فيلم (وداعًا حلب) الحضورَ والمشاركين من رتابة المحاضرات والندوات، واستطاعت إدخالهم في الجو العام للفيلم، فشعروا بالمعاناة التي عاشها الحلبيون، قبل خروجهم من مدينتهم، ولامسوا الألم الذي طالهم”.
أضاف: “أعادت أجواء الفيلم من (قصفٍ جنوني وحصارٍ ونزوح) الحضورَ من الأهالي والناشطين إلى الوراء؛ فتذكروا المعاناة التي خبِروها هم أيضًا، وهيمنت الذاكرة الجمعية ممزوجةً بالإحساس الثوري على الجميع”، لافتًا إلى أن “من بين الأفكار التي طرحها الفيلم الصعوبات التي واجهها الصحافيون والناشطون، في نقل الصورة الحقيقية عن كارثية الوضع في تلك الفترة”، مؤكدًا أن عرض الفيلم حقّق تفاعلًا كبيرًا من الحضور”.
سيطرت قوات النظام على مدينة حلب، نهاية عام 2016 بعد حصار دام عدة أشهر، وحملة عسكرية على أحيائها الشرقية، تسببّت بمقتل وجرح الآلاف من المدنيين، إضافة إلى دمار هائل في المباني السكنية.
(وداعًا حلب) هو فيلم وثائقي يرصد معاناة أهالي الأحياء الشرقية في حلب، في أثناء الحصار أواخر عام 2016، قبل تهجيرهم، وقد تم إنتاجه بالتعاون والشراكة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ومدته 55 دقيقة، وقام بتصويره 4 ناشطين صحافيين سوريين، عايشوا الأحداث الأخيرة في حلب، من حصارٍ وقصفٍ ودمار، وتمكّنوا بمعدات بسيطة جدًا وكاميرات متواضعة، من نقل معاناة الأهالي، وصوت مَنْ لا صوت لهم.
تدور قصة الفيلم حول تصوير أربعة أصدقاء لحياتهم اليومية (سيلفي) –يصورن أنفسهم وبعضهم بعضًا- منذ الاستيقاظ وحتى النوم، ويوثّقون مواجع الناس في ظل ظروف الحصار والقصف المأسوية، وهو من إخراج اللبنانية البريطانية (كريستينا كربديان).
حاز الفيلم على جائزتين مقدمتين من مهرجان (روري بيك) البريطاني السنوي، بينهم مصورون وناشطون شاركوا في إنتاجه، وهي جائزة تُمنح لتكريم أفضل الصحافيين المصورين المستقلين، تأسست عام 1995 وتحمل اسم المصور المستقل (روري بيك) من إيرلندا الشمالية، الذي قُتل في أثناء تغطيته المواجهات، خلال الأزمة الروسية، قبل عامين من تأسيس الجائزة.
شارك في تصوير فيلم (وداعًا حلب) أربعة ناشطين هم: باسم أيوبي، وسراج الدين العمر، وأحمد حشيشو من (مؤسسة البراق)، ومجاهد أبو الجود من (مركز حلب الإعلامي).
(منتدى العاصي للحوار) هو إحدى منصات (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) الحوارية، يُعنى بتفعيل الحوار المدني، السياسي والثقافي، بين جميع فئات المجتمع، ويهتم بقضايا السوريين ومشكلاتهم.