عبّر السوريون عن رفضهم التام قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل)، مؤكدين أن القضية الفلسطينية جزءٌ من وجدانهم، وأنها حاضرة في نفوس السوريين الذين يثورون ضد نظام الأسد وحكمه.
يقول محمد سليمان دحلا، رئيس الأمانة العامة في الغوطة الشرقية: إن “القدس وكل فلسطين لا يمكن أن تغادر وجداننا، لكنّ مدى الخذلان وحجم الخيبة اللذين نشعر بهما في سورية عمومًا، والغوطة بوجه خاص، يجعلني أخجل من إطلاق عبارات وجمل وألفاظ، لا تجدي نفعًا”، وعقّب خلال حديثه مع (جيرون) بالقول: “نحن والفلسطينيون أبناء تغريبة واحدة”.
قال الناشط سامر المسالمة، من درعا، لـ (جيرون): إن “القضية الفلسطينية جزء من تكويننا. كثير من الفلسطينيين قاتل معنا، جنبًا إلى جنب، خلال ثورة الحرية والكرامة في سورية، وكذلك الشعب السوري -على مدى سنوات الصراع مع العدو الإسرائيلي- شاركوا إخوتهم الفلسطينيين في سعيهم، من أجل استرداد أرضهم وحريتهم”. وأضاف أن “القدس قضية تتجاوز الجغرافيا الفلسطينية، فهي قضية حضارية عقائدية إنسانية، وموقفنا تجاهها ليس ثوريًا فقط، وإنما عقدي أيضًا، مسلمين ومسيحيين”.
من جهة ثانية، أكد الناشط فادي شباط، من جنوب العاصمة دمشق، أن “فلسطين حاضرة في قلب ووجدان كل أحرار العالم؛ لأنها قضية صراع بين الحق والباطل، بين صاحب أرض ومحتل”، وتابع في حديث لـ (جيرون): من “الطبيعي أن تقف الثورة السورية إلى جانب نضالات الفلسطينيين. قد نجد اختلافًا في وجهات النظر، بين الثوار السوريين على امتداد الجغرافيا السورية، لكننا في جنوب دمشق عشنا مع إخواننا الفلسطينيين، طوال عقود، وكانت همومنا وأحلامنا واحدة أو تكاد، منذ عام 2011”.
أضاف: “فلسطين حاضرة في الثورة السورية لا محالة، ومكانها القلب، وأعتقد أن التطورات الميدانية والسياسية في فلسطين مرتبطة -شئنا أم أبينا- بما ستؤول إليه الأمور في الثورة السورية”.
القضية الفلسطينية ومحنة القدس حضرتا بوضوح في مناطق الثورة السورية، من درعا جنوبًا إلى حلب شمالًا، حتى تلك المدن والبلدات الغارقة في أوجاع حصار مطبق على تخوم العاصمة الشرقية، حيث تظاهر أبناؤها، وهتفوا لحرية الفلسطينيين والأقصى.
في هذا السياق، قال المسالمة: “موقفنا من القضية الفلسطينية واضح، ولا يحتاج إلى شرح، وهناك في المناطق المحررة هامش كبير من الحرية للتحرك والتعبير، والجميع شاهد ما حصل في هذه المناطق، من مظاهرات مناهضة للقرار”.
وأضاف: “سياسيًا، أعتقد أن للثورة السورية علاقات ومعادلات مع الدول، قد تختلف في طبيعتها عن القضية الفلسطينية، ومن هنا؛ فنحن سنبحث عن مصالحنا في هذا السياق تمامًا، كما يبحث الفلسطينيون عن مصالحهم، وبالتالي للقيادة السياسية والعسكرية للثورة أن تتخذ ما تراه مناسبًا في هذا الشأن، من دون إلحاق ضرر بالثورة السورية”.
شدد شباط على أن “لا بد أن تكون الثورة السورية إلى جانب القضية الفلسطينية، فقضايا الحرية لا تتجزأ في النهاية، وينبغي أن تكون قادرة على حمل أعباء بعضها بعضًا”، وتساءل شباط: “ما الذي يمكن أن تخسره الثورة السورية أكثر، بعد أن قدمت نحو مليون شهيد ومئات آلاف المعتقلين، وبعد التهجير والدمار الذي لحق بالسوريين”، وتابع: “الأنشطة الشعبية وتحركات المجتمع المدني حاضرة، في كل مكان وزمان، لدعم الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم”. (م.ش).
تعليق واحد