تحقيقات وتقارير سياسية

موسكو: اكتملت عملية إنقاذ سورية

 

أعلنت روسيا أنها ستُبقي قاعدتين لها (برية وجوية) في سورية، وسط مخاوف روسية من عودة “الجهاديين” إلى أراضيها. وفي وقتٍ شككت فيه كل من أنقرة وواشنطن، بجدية موسكو في الانسحاب من الأراضي السورية، وصلت الدفعة الأولى من الجنود الروس إلى بلادهم قادمين من سورية.

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس الثلاثاء: إن بلاده “ستبقي على قاعدة (حميميم) في محافظة اللاذقية، والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس”، مضيفًا: “بفضل اكتمال عملية إنقاذ سورية وتحرير الأراضي السورية من الإرهابيين؛ لم تعد هناك حاجة إلى وجود قوة قتالية على نطاق واسع”، بحسب وكالة (رويترز).

تابع المسؤول الروسي: “شدد الرئيس فلاديمير بوتين على أن الإرهابيين قد يحاولون استعراض القوة مرة أخرى في سورية، وإذا حدث ذلك؛ فسيتم توجيه ضربات ساحقة”.

التلفزيون الروسي نقل، أمس الثلاثاء، مشاهد لوصول جنود روس إلى أراضي بلادهم من سورية، وذكر بيان صادر عن الجيش الروسي أنه “تمت إعادة كتيبة الشرطة العسكرية التي كانت منتشرة في سورية إلى الإقليم العسكري الجنوبي، بطائرتي نقل عسكري إلى مطار (محج قلعة)”، وفق وكالة (فرانس برس).

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس في تصريحٍ لقناة (إن تي في) التركية: “لدى روسيا قاعدتان في سورية، وعسكريون موجودون في مختلف مناطق البلاد، وفي المنطقة أيضًا قواعد للولايات المتحدة”، معقّبًا: “بالتالي؛ فإن التصريحات عن سحب القوات الروسية من سورية لا تبدو واقعية”. وأضاف أنه “تم تحقيق تقدم ملموس في محاربة إرهابيي (داعش) في سورية، وركز نظام بشار الأسد وإيران وروسيا الاهتمام على مسائل أخرى”.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد ذكرت، أول أمس الإثنين، أن “تصريحات روسيا حول سحب قواتها لا تتطابق في الغالب مع تقليص حقيقي للقوات العسكرية”، في حين نقلت وكالة (فرانس برس) عن الخبير العسكري ألكسندر غولتس قوله: إن “من المهم لبوتين أن يظهر كمنتصر عسكري وقائد لقوة عالمية، أمام المواطنين الروس الذين سيصوّتون، له خلال أشهر قليلة”.

على صعيد آخر، حذرت أجهزة الاستخبارات الروسية “من عودة جهاديين من سورية، قبل مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، والانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2018″، وقال مدير الاستخبارات الروسية ألكسندر بورتنيكوف، خلال اجتماع للجنة مكافحة الإرهاب في روسيا: إن “عودة مقاتلين سابقين، ضمن جماعات مسلحة مخالفة للقانون في الشرق الأوسط، تشكل خطرًا حقيقيًا؛ إذ يمكن أن يلتحقوا بعصابات إجرامية وخلايا أو حتى المشاركة في تجنيد مقاتلين آخرين”، وفق وكالة (إنترفاكس) الروسية.

تابع بورتنيكوف: بعد هزيمة تنظيم (داعش) في سورية؛ “فإن قياديي التنظيم ومقاتليه سيسعون للبحث عن سبل لمواصلة نشاطاتهم الإرهابية على أراضي دول أخرى، بما فيها روسيا”. (ص.ف)

مقالات ذات صلة

إغلاق