المحتويات
أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات الشهر
ثانيًا: الضحايا
- بيانات عن ضحايا المدة
- بيانات مقارنة
- أخبار عن الضحايا
ثالثًا: التغييب القسري
رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات
- أخبار عن النزوح
- أخبار عن اللجوء والجاليات
خامسًا: المشهد الميداني
- تطورات المشهد الميداني في المناطق الساخنة
- خرائط السيطرة والنفوذ
سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته
- على المستوى السياسي
- على المستوى العسكري
- على المستويات الأخرى
سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها
- على المستوى السياسي
- على المستوى العسكري
- على المستويات الأخرى
ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها
- على المستوى السياسي
- على المستوى العسكري
- على المستويات الأخرى
تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية
- عام
- مسار جنيف
- مسار آستانة
- مؤتمر سوتشي
عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة
- الولايات المتحدة الأميركية
- روسيا الاتحادية
- فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي
- الدول العربية
- إيران
- تركيا
- إسرائيل
- الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات الصلة
- أخرى
حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية
ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية
أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات الشهر
1982 شخصًا قضوا هذا الشهر على الأراضي السورية، بحسب ما استطعنا رصده، 33 بالمئة منهم من المدنيين (652 قتيلًا)، منهم 166 طفلًا يشكلون حوالى 25 بالمئة من القتلى المدنيين، و123 امرأة يشكلون حوالى 19 بالمئة من القتلى المدنيين.
أسهمت المعارك والقصف الأرضي في قتل 59 بالمئة من الضحايا، أما الطيران فحصد 34 بالمئة والمفخخات والألغام 5 بالمئة (96 قتيلًا) معظمهم في إدلب ودير الزور.
بحسب المحافظات، نجد أن دير الزور ما زالت المحافظة الأولى في عدد الضحايا، إذ سقط على أرضها ثلث القتلى (648 قتيلًا)، لكن 90 بالمئة منهم من العسكريين، يتوزعون بين جنود النظام والميليشيا المحاربة معه، ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، ومقاتلي داعش. وسبب مقتلهم هو الحرب التي ما زالت مستمرة لتصفية تنظيم الدولة في الأرياف الشرقية لدير الزور. أما المحافظة التالية بعدد الضحايا فهي إدلب، حيث سقط على أرضها ربع الضحايا (481 قتيلًا) 60 بالمئة منهم من العسكريين و40 بالمئة من المدنيين. وسبب هذه الأرقام المرتفعة من القتلى هو الحرب التي يشنها النظام على الريف الجنوبي والشرقي للمحافظة. أما ريف دمشق فتأتي في الرتبة الثالثة، حيث سقط على أرضها، وفي الغوطة الشرقية تحديدًا، 18 بالمئة من القتلى (350 قتيلًا) نسبة المدنيين منهم 63 بالمئة، وهي نسبة مرعبة، وسببها القصف الجوي والبري المستمر على مدن الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام. أما في حلب فقتل 15 بالمئة من الضحايا (294 قتيلًا) 66 بالمئة منهم من العسكريين، والسبب هو الجبهتين المشتعلتين، في الريف الجنوبي الذي يتعرض لهجوم قوات النظام، وفي الشمال الغربي، منطقة عفرين، التي تتعرض لهجوم القوات التركية وفصائل الجيش الحر المحاربة معها بدءًا من 20/01.
ملف الضحايا يأخذنا إلى المشهد الميداني، ونبدأ بداعش، فنرصد استمرار الجمود النسبي في ميزان القوى في الريف الشرقي لدير الزور، حيث ما زالت الحرب قائمة ضد ما تبقى من مناطق تحت سيطرة داعش، لكن من دون تقدم يذكر، لكن ثمة تقدم في مناطق أخرى، وهذا التقدم لصالح داعش، حيث عاد مجددا إلى ريف حماة الشرقي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وريف حلب الجنوبي، وسيطر خلال ثلاثة أشهر تقريبًا على أكثر من ثمانين قرية هناك، بعد أن كان قد اختفى من المنطقة، كذلك رصدنا انتعاشًا ونشاطًا للتنظيم المتشدد في منطقة يلدا والحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق، ونذكر بتقاريرنا السابقة التي رصدت نقل المئات من عناصر التنظيم إلى ريف حماة وإلى جنوب دمشق عبر مناطق سيطرة النظام.
في ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحماة الشمالي الشرقي معركة مستعرة تخوضها قوات النظام بشراسة ضد الفصائل الإسلامية وفصائل الجيش الحر، وجيش النظام يتقدم بسرعة على حساب تلك الفصائل، وهيئة تحرير الشام تخلي المناطق والقرى أمامه دون قتال، والنتيجة سيطرة قوات النظام على أكثر من 400 قرية، وسقوط أكثر من 700 قتيل منهم 140 مدنيًا. وها هي مستشفيات شرقي إدلب جميعها تخرج عن الخدمة، والمجلس المحلي لسراقب يعلنها مدينة منكوبة بعد تعرضها لعشرات الغارات الجوية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا من مثل القنابل العنقودية والفراغية والفوسفورية والارتجاجية والحارقة بحسب المجلس المحلي. أما التطور العسكري الأبرز في هذه المدة فكان سيطرة قوات النظام على مطار أبو الضهور الذي كان محاصرا لسنوات.
في الغوطة الشرقية يتواصل هجوم النظام وحلفائه بشراسة ومن دون توقف، ويلخص بيان المجلس المحلي لمدينة دوما بعض نتائج هذا الهجوم بالقول إن النظام وحلفاءه شنوا خلال عشرين يومًا الأولى من بداية العام 869 غارة جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، سبع منها كانت بصواريخ عنقودية عددها 14، إضافة إلى 16 صاروخ محملة بغاز الكلور، ما أدى إلى تسجيل 21 حالة اختناق. أما الدفاع المدني فتحدث عن قصف حرستا بـ 18 صاروخ محمل بالنابالم الحارق. ويلخص الدفاع المدني في ريف دمشق مقتل 218 مدنيًا في أقل من شهر، بينهم 54 طفلًا و35 امرأة. وقد تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في أثناء مفاوضات فيينا (مسار جنيف) قبيل مؤتمر سوتشي، لكنه لم يصمد، أو بالأحرى لم يبدأ.
ننتقل إلى بؤرة الصراع العسكري الجديدة في منطقة عفرين السورية، حيث باشرت القوات التركية وفصائل الجيش الحر المتحالفة معها معركة هناك قبل عشرة أيام من نهاية هذا الشهر، هدفها المعلن هو طرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الأكراد من هناك. بعد ضوء أخضر غير معلن من قبل القوات الروسية والأميركية، حيث سحبت الأولى قواتها المرابضة هناك قبيل العملية العسكرية، وقالت الثانية إن نطاق عمل قواتها والقوات التي تدعمها يشمل المنطقة الشرقية فقط ولا يشمل عفرين. وقد تقدمت قوات الجيش الحر بإسناد من الطيران التركي في بعض المناطق وسط مقاومة عنيفة من وحدات حماية الشعب، وفي حصيلة أولية أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 42 مدنيًا نصفهم من الأطفال والنساء على مدى تسعة أيام من مباشرة المعارك.
كان السبب المباشر الذي جعل القيادة التركية تحسم أمرها تجاه هذه المعركة هو القرار الأميركي بتدريب 30000 جندي كردي لحماية الحدود الشمالية والشرقية لمنطقة الجزيرة حيث تسيطر القوات الأميركية.
قبل مغادرة المشهد الميداني نذكر تطورًا عسكريًّا خطرًا وذا دلالات كبيرة حدث مطلع هذا الشهر، وهو الهجومان اللذان طالا القوات الروسية في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية، حيث أدت قذائف أطلقها مسلحون على القاعدة الجوية إلى تدمير سبع طائرات حربية روسية، بحسب رويترز، بينما هاجمت 13 طائرة مسيرة القاعدتين بعد الهجوم الأول ببضعة أيام.
ننتقل إلى ملف العملية السياسية، حيث شهد هذا الشهر حدثين في هذا المجال، هما جولة جديدة من محادثات جنيف، وجرت في فيينا هذه المرة، و”مؤتمر الحوار الوطني” كما سماه الروس، وجرى في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود. أما فيينا فكانت كسابقاتها، بلا أي نتيجة، فلا محادثات ولا من يحزنون، والنظام متمترس وراء موقفه في حصر المحادثات بملف الإرهاب ويرفض التحدث إلى وفد المعارضة بحجة بيان الرياض 2 الذي يتحدث عن انتقال سياسي من دون الأسد. أما سوتشي فسجل فشلًا ذريعًا بدأت ملامحه بالظهور في وقت مبكر، حيث التقت أطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية وفعاليات مدنية وشخصيات معارضة ومن داخل سورية وخارجها، على رفض المؤتمر والتحذير من أبعاده وأغراضه، وبالفعل امتنعت هيئة المفاوضات عن الحضور، وكذلك الائتلاف الوطني، والشخصيات المعارضة الوازنة جميعها، ما أدى إلى إضعاف المؤتمر وفشله. أسهم في الفشل الموقف الأميركي الحريص على عدم تقديم أي فرصة للروس للاستفراد بالملف السوري واختطافه بعيدًا من مسار جنيف والشرعية الدولية، كذلك الأمر بالنسبة للموقف الأوروبي، وقد تم اختصار وقت المؤتمر إلى يوم واحد، وحضره مؤيدو النظام، وبعض من أنصاف وأرباع المعارضين السوريين، من مثل الجربا وهيثم مناع ورندة قسيس وقدري جميل.
أبرز ما تمخض عنه المؤتمر هو تشكيل لجنة دستورية من 150 شخصًا من النظام والمعارضة التي تم تمثيلها عبر الوفد التركي (أحمد طعمة ومجموعته الذين رفضوا مغادرة المطار احتجاجًا على عدم وفاء الروس بوعودهم) وتم تكليف الأمم المتحدة بإدارة اللجنة وأصبحت في عهدة ديمستورا الذي صرح أن هذه اللجنة الدستورية ستصبح واقعًا في محادثات جنيف.