أكد الرئيسان: التركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، ضرورةَ تطبيق قرار مجلس الأمن الخاص بالهدنة في سورية، في الوقت الذي ضرب فيه بشار الأسد بالقرار عرض الحائط، بقوله إن العملية العسكرية في الغوطة ستستمر، بالتزامن مع أنباء عن سعي روسيا والنظام لتقسيم غوطة دمشق.
قالت مصادر رئاسية تركية: إن “أردوغان أطلع نظيره الفرنسي حول جولته الأفريقية، الأسبوع الماضي، كما بحثا الأوضاع الإنسانية المتدهورة في الغوطة الشرقية بريف دمشق السورية”، وفق وكالة (الأناضول).
أضافت المصادر أن الرئيسين “اتفقا على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2401 في الغوطة الشرقية، وتكثيف الجهود الدبلوماسية على مستوى القادة؛ من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان الغوطة”.
جاء ذلك قبل ساعات من إعلان رأس النظام السوري بشار الأسد، في تصريحات نقلتها وكالة (سانا) التابعة للنظام، أنه “يجب أن نستمر في العملية (الهجوم على الغوطة) بالتوازي مع فتح المجال أمام المواطنين للخروج”.
وحول قرار مجلس الأمن، قال: “بغض النظر عن المصطلحات المستخدمة في القرارات الدولية، الجيش السوري لا يقوم بالاعتداء لكي يوقف العدوان، وإنما يقوم بإعادة الاستقرار والدفاع عن الشعب في مواجهة الإرهابيين… القرار المذكور بصيغته الأولى، وليس بصيغته الظاهرة، أتى من أجل حماية الإرهابيين في مواجهة الجيش السوري، عندما بدأت تظهر الحشود العسكرية للجيش السوري على أطراف الغوطة، فأتى القرار في صيغته الأولى، من أجل حماية هؤلاء الإرهابيين، عندما لم يظهر القرار بالصيغة نفسها التي كانت تتوقعها الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة”. ووصف صيغة القرار الحالية بأنها “جيدة نسبيًا، يمكن أن تحقق فوائد من خلال حماية المدنيين وفي الوقت نفسه الاستمرار في مكافحة الإرهاب، أعطيت الأوامر للإرهابيين باستمرار قصف مدينة دمشق، هذه هي حقيقة الأمر”.
كما زعم أن “عملية الغوطة هي استمرار لمكافحة الإرهاب في مختلف الأماكن، ولكن يبدو أن توقيت هذه القرارات يأتي غالبًا مع حالة الانهيار المعنوي لدى المسلحين، فيكون هدف القرار عادة الحماية من جانب، ورفع المعنويات من جانب آخر”، وعدّ أن “موضوع الكيمياوي أصبح من المصطلحات في قاموس الكذب الغربي نفسه.. معظم المسؤولين الغربيين تحدثوا عن استخدام السلاح الكيمياوي، وبعد عدة أيام، قالوا لا يوجد لدينا دليل. أي إنهم يضربون مصداقيتهم ويفندون هذه الاتهامات بلسانهم. فلذلك أكرر أن هذا الكلام هو مجرد ابتزاز… نأخذه بجدية، طبعًا، لأن هذا الكلام يستخدم عادة ذريعة لتوجيه ضربات إلى الجيش السوري، كما حصل العام الماضي عندما تم قصف مطار الشعيرات، نحن في قلب الحرب، ومن الطبيعي أن نأخذ أي شيء بجدية، وبكل تأكيد الغرب يسعى، منذ اليوم الأول للحرب في سورية، لأن يكون لديه مبرر لشن حرب شاملة على البلاد”، على حد وصفه.
في سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أن “روسيا والنظام السوري يسعيان إلى تقسيم الغوطة الشرقية إلى شطرين شمالي وجنوبي”، مضيفة في تصريحات لوكالة (الأناضول) أن “قوات النظام وروسيا أطلقتا، ليلة الأحد، عملية عسكرية للسيطرة على مدينة دوما والبلدات المحيطة بها”.
تابعت: “النظام بدأ التقدم، بعد السيطرة على بلدات أوتايا والنشابية وحزرما وحوش الضواهرة، في مسعى لتقسيم المنطقة إلى شطرين”، موضحة أن “مقاتلات روسية شنت عشرات الغارات الجوية على الغوطة الشرقية، في سبيل توفير الغطاء لقوات النظام على الأرض”.
في السياق، ذكر البيت الأبيض، في بيان له أمس الأحد: أن “طائرات الجيش الروسي نفذت ما لا يقل عن 20 مهمة قصف يومية في الغوطة الشرقية، في الفترة بين 24 و28 شباط/ فبراير”، مشيرًا إلى أن الطائرات الروسية “أقلعت من قاعدة حميميم”، وفق ما نقلت وكالة (رويترز). وأضاف: “واصلت روسيا تجاهل شروط وقفٍ لإطلاق النار ترعاه الأمم المتحدة، وقتل المدنيين الأبرياء، بذريعة عمليات مكافحة الإرهاب”.
في غضون ذلك، أعلن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن “قافلة تضم 46 شاحنة، تحمل لوازم صحية ولوازم تغذية إلى جانب الطعام، ستصل إلى 27500 شخص، في مدينة دوما اليوم الإثنين”، معبرًا عن أمله في أن “تتقدم القافلة كما هو مقرر، وستتبعها قوافل أخرى”.
أضاف المكتب، في بيانٍ أصدره أمس، أن “الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني مستعدون لمساعدة 13.1 مليون من المحتاجين داخل سورية، ولكنهم لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم. نحن بالتأكيد لا نستطيع أن نفعل ذلك، بينما يستمر القتال”، بحسب وكالة (الأناضول).