المحتويات
مقدمة
ثانيًا: الضحايا
- بيانات عن الضحايا
- أخبار عن الضحايا
ثالثًا: التغييب القسري
- أخبار عن التغييب القسري
رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات
- أخبار عن النزوح
- أخبار عن اللجوء والجاليات
خامسًا: المشهد الميداني
- تطورات المشهد الميداني في المناطق الساخنة
- تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق
- خرائط السيطرة والنفوذ
سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته
- على المستوى السياسي
- على المستوى العسكري
- على المستويات الأخرى
سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها
- على المستوى السياسي
- على المستوى العسكري
- على المستويات الأخرى
ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها
- على المستوى السياسي
- على المستوى العسكري
- على المستويات الأخرى
تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية
- عام
- مسار جنيف
- مسار آستانة
عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة
- الولايات المتحدة الأميركية
- روسيا الاتحادية
- دول الاتحاد الأوروبي
- الدول العربية
- إيران
- تركيا
- إسرائيل
- الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات الصلة
- أخرى
حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية
ثاني عشر: تقدير موقف
حصيلة ثقيلة من الضحايا هذه المدة (من 1 إلى 10 آذار/ مارس) حيث أحصينا سقوط 1353 قتيلًا على الأراضي السورية، إي بمعدل 135 قتيلًا يوميًا. 63 بالمئة من القتلى عسكريون (852 قتيلًا) و37 بالمئة مدنيون (501 قتيل). نسبة الأطفال من القتلى المدنيين 17 بالمئة، ونسبة السيدات 13 بالمئة تقريبًا.
97 بالمئة من الضحايا توزعوا على أربع محافظات فقط، هي على الترتيب: ريف دمشق وحلب ودير الزور وإدلب. وتحافظ ريف دمشق على صدارة هذا المشهد الدامي، فقد قُتل فيها، بل في جزء منها فقط، هو الغوطة الشرقية، 620 شخصًا، أي نصف القتلى تقريبًا (46 بالمئة من القتلى) بسبب الهجوم الوحشي المستمر عليها من قبل قوات النظام وحلفائه. وتأتي حلب في المرتبة الثانية بـ 440 قتيلًا نسبتهم 33 بالمئة، أغلبهم من العسكريين، وهذا يعود إلى الاقتتال الدائر في عفرين في إطار معركة غصن الزيتون، وإلى الاقتتال الجاري بين الفصائل الإسلامية المتحاربة، وهي هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي في ريف حلب الغربي. أما دير الزور فسقط على أرضها 134 قتيلًا أغلبهم من العسكريين بسبب المعارك الدائرة بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية ضد بقايا مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الشرقي للمحافظة. أما إدلب فضحاياها الـ 120 معظمهم من العسكريين الذين سقطوا بسبب اقتتال الفصائل مع بعضها من جانب، واقتتالها مع قوات النظام من جانب آخر.
القصف والمعارك الأرضية قتلت 738 شخصًا، نصفهم من حلب، أما سلاح الجو فحصد 596 قتيلًا، 68 بالمئة منهم من غوطة دمشق الشرقية فقط، ومن المدنيين تحديدًا.
قبل مغادرة ملف الضحايا نذكّر أن نسبة لا بأس بها من القتلى هم من غير السوريين، فهناك ما لا يقل عن 70 عسكريًا تركيًا قتلوا على جبهة عفرين منذ بدء عملية غضن الزيتون، ويُقتل يوميًّا عناصر من الميليشيا المحاربة مع النظام، ومعظمها ميليشيا مذهبية من العراق ولبنان وأفغانستان… يضاف إلى ذلك المجاهدون الأجنبيون المقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
في المشهد الميداني هناك منطقتان ملتهبتان استحوذتا على المشهد، هما الغوطة الشرقية وعفرين، ففي الغوطة الشرقية، وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي صدر في 24 شباط/ فبراير الماضي، والذي قرر، بالإجماع، هدنة إنسانية مدتها ثلاثون يومًا على الأراضي السورية، إلا أن النظام وحلفاءه لم يحترموا القرار ساعة واحدة بحجة أنه يستثني الإرهابيين، بينما قرر بوتين منفردًا هدنة يومية مدتها 5 ساعات، يتم فيها السماح بخروج من يرغب من السكان عبر معبر مخيم الوافدين، وقد خفّت حدة الهجمات في الساعات الخمس فقط، واستمرت بشدة خارج تلك الساعات، وكـأن مجلس الأمن لم يقرر شيئًا. واستخدم المهاجمون مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، ومنها المحرمة دوليًا بمثل النابالم الحارق وغاز الكلور، وقد وصل عدد القتلى المدنيين خلال الأسابيع الثلاثة من التصعيد إلى ألف قتيل، قُتل أكثر من نصفهم بعد قرار مجلس الأمن، ومن بينهم أكثر من 350 طفلًا وامرأة. وفي هذه الأثناء تمكنت قافلة المساعدات تفريغ حمولتها في دوما بعد اضطرت إلى المغادرة بعد محاولتها الأولى بسبب القصف، وبعد أن صادر النظام ما تحتويه من مواد طبية.
التطور العسكري المهم في الغوطة الشرقية هو الاختراق الخطر الذي حققته قوات النظام وأدى إلى توغلها البري في الغوطة الشرقية، وسيطرتها على أكثر من ثلث مساحتها تقريبًا، وعزل دوما وحرستا بعضهما عن بعض وعن بقية الغوطة. وبناء على اتفاق مع الأمم المتحدة أخرج جيش الإسلام عناصر هيئة تحرير الشام من مناطق سيطرته، وتأكد وصولهم إلى إدلب، ويقوم فيلق الرحمن بإجراء مماثل في المناطق التي يسيطر عليها.
أما في عفرين فتتواصل معركة “غصن الزيتون” التي تنفذها تركيا بالتحالف مع فصائل سورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المنطقة، وقد تمكن المهاجمون حتى تاريخه الاستيلاء على أكثر من 112 قرية وبلدة، منها خمس بلدات مهمة، وقد أصبحت الآن على مسافة 4 كيلومترات من مدينة عفرين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب الإدارة الذاتية الكردية، فإن أكثر من 227 مدنيًا قتلوا منذ بداية العملية العسكرية، وجرح أكثر من 651 آخرين.
على صعيد (المعارضة السياسية) نرصد استقالة رئيس الائتلاف الوطني رياض سيف من منصبه بسبب المرض، وتكليف نائبه عبد الرحمن مصطفى بتسيير أعمال الائتلاف. أما على صعيد (المعارضة العسكرية) فالبارز هو هذا الاقتتال الشرس الإلغائي في ريفي إدلب وحلب بين “هيئة تحرير الشام” من جانب، و”جبهة تحرير سورية” من جانب آخر، وهذه الأخيرة مشكلة من تحالف “حركة أحرار الشام” و”حركة نور الدين الزنكي”، ويصر الفريقان كلاهما على حسم المعركة عسكريًّا وإنهاء الفريق الآخر. وقد سقط حتى الآن ما يزيد عن 300 عنصر من الطرفين إضافة إلى نحو 14 شخصًا من المدنيين. وتتعرض هيئة تحرير الشام بصورة خاصة لضغوط كبيرة من السكان للخروج من المدن ووقت الاقتتال. وتدل المؤشرات على أنها فقدت جزءًا كبيرًا من حاضنتها الشعبية.
على صعيد الأمم المتحدة، فقد تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارًا بفتح تحقيق شامل ومستقل بشأن ما يجري في الغوطة الشرقية، وصرح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية التي تجري على الغوطة الشرقية المحاصرة تعد جرائم حرب، تجب إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أن وجود بضعة مقاتلين من المعارضة ليس مبررًا لهذا الهجوم العشوائي على مئات الآلاف من المدنيين.