أعلن (فيلق الرحمن) أن هدنة في الغوطة الشرقية -بالتنسيق مع الأمم المتحدة- دخلت حيز التنفيذ، اليوم الجمعة، في الوقت الذي قُتل فيه أكثر من ثلاثين مدنيًا حرقًا، من جراء استهداف روسيا ملجأ في المنطقة بالنابالم الحارق، وبالتزامن مع خروج دفعة من المعارضة السورية المسلحة من مدينة حرستا في الغوطة، وفق اتفاق أيضًا بين الروس و(حركة أحرار الشام) الإسلامية.
قال المتحدث باسم (فيلق الرحمن) وائل علوان: “جرى الاتفاق من حيث المبدأ على وقف لإطلاق النار، في جيبٍ خاضع للفيلق في منطقة الغوطة الشرقية، لوقف معاناة المدنيين”، وذلك في تصريحات لوكالة (رويترز). وأكّد علوان أن “لجنة من الجيب، تتألف من وفد من (فيلق الرحمن) ومؤسسات مدنية، ستشارك في جلسة المفاوضات”، وفق تعبيره.
أوضح علوان أن “(فيلق الرحمن) أعاد الاتصال عبر الأمم المتحدة، والأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، يبدأ في الساعة صفر بتوقيت دمشق من يوم الجمعة 23 من آذار/ مارس 2018، على أن تكون هناك جلسة مفاوضات نهائية… لمفاوضة الجانب الروسي على إيجاد حل ومخرج يضمن سلامة المدنيين، ويضمن عدم استمرار هذه المعاناة التي يعيشونها”.
ومع بدء سريان الهدنة التي أعلن عنها (فيلق الرحمن)، استهدفت الطائرات الروسية ملجأً للمدنيين في عربين، بصاروخ محمل بالنابالم الحارق، أدى إلى مقتل أكثر من ثلاثين مدنيًا، حرقًا، فضلًا عن وقوع عدد من الجرحى.
هذا، كما بدأ تنفيذ اتفاق -يوم أمس- تم إبرامه بين (حركة أحرار الشام) الإسلامية والجانب الروسي، يوم الأربعاء الفائت، حيث تم إجلاء معارضين ومدنيين، من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، إلى محافظة إدلب شمال البلاد.
خرج أمس، وفق الاتفاق، 1824 شخصًا، بينهم 319 مقاتلًا من حرستا، حيث تم تجميعهم في “منطقة تماس بين الطرفين، قبل أن تنطلق إلى مناطق سيطرة الجيش، ومنها إلى إدلب”، بحسب ما نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن مصادر عسكرية. وأضافت المصادر أن “من المتوقع أن يخرج نحو ألفي شخص، بينهم 700 مسلح، في دفعة أولى، على متن 40 حافلة، على أن تخرج آخر دفعة غدًا (اليوم)”.
من جانب آخر، قال رئيس المجلس المحلي في حرستا حسام البيروتي: إن “حرستا حوصرت من دون مقومات طبية وإغاثية، وقد تدمّرت بالكامل، وأحوال الناس باتت في الويل”، موضحًا أنه “خلال الأسبوع الأخير، لم يجد 50 في المئة من العائلات ما تأكله، وانتشر الجرب والمرض في الأقبية، وإضافة إلى ذلك، كانت الصواريخ تطال حتى الأقبية، حيث وقعت فيها نحو خمس مجازر”.
في السياق ذاته، قال يوري إيفتوشينكو، مدير مركز حميميم: إن “7128 شخصًا خرجوا خلال اليوم (أمس)، من الممر الإنساني قرب بلدة مخيم الوافدين”، وعدّ في بيان للمركز أمس أن “الوضع في الغوطة الشرقية يزداد استقرارًا، حيث تجري عملية عودة المدنيين إلى البلدات التي تم تحريرها من قبضة المسلحين، ومن بين هؤلاء الأشخاص من خرجوا عبر الممرات الإنسانية، منذ 3 أو 4 أيام”، وفق زعمه.
تابع أن “6500 شخص عادوا إلى منازلهم، في بلدتي كفر بطنا وسقبا، حيث تلقوا مساعدة لازمة، من قبل الضباط الروس من مركز حميميم”، وقال: “تم بشكل عام، منذ بدء عمل الهدنات الإنسانية في الغوطة الشرقية، بمساعدة المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة، إخراج 94831 شخصًا من المنطقة”، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.
بحسب المسؤول العسكري الروسي، فإن “العدد الإجمالي للسكان الذين تمكنوا من مغادرة المنطقة بلغ، منذ 28 شباط/ فبراير، نحو 15131 شخصًا”.
4 تعليقات