استغلالًا لما يحصل في الوطن من واقع مريع، وانعكاساته على واقعنا الجولاني؛ يحاول البعض -منهم الجاهل ومنهم المشبوه المقاصد- تسويق فكرة تشريع فكرة خوض “انتخابات المجالس المحلية” المفروضة من الاحتلال، بادعاء أن فيها فرصة لتطوير مناحي حياتنا، وإخراج التحكم بالأموال، من أيادي الفاسدين ومن يعتمدون المحسوبيات، إلى أيادي الحريصين على تقديم الخدمات.
لهؤلاء نقول: إن سورية السبعة آلاف عام لن تزول من الوجود، وستنهض أكثر عافية من قبل، ونذكرهم بحالة اليأس التي طالت البعض، على إثر هزيمة حزيران عام 1967، وما أصاب الذين تورطوا في مشاريع الاحتلال، إن بقصد وإن بجهل، الأمر الذي ما زالوا هم وأسرهم وأطفالهم يعانون منه أشد المعاناة، ويخلق حالة من النقاش في مجتمعنا تبلغ حد التناقض؛ ما يجعل الأمر جرحًا نازفًا في جسمنا الجولاني، يأبى الاحتلال، بكل ما يملك من خبث، إزالته بإسقاط الجنسية عنهم، على الرغم من معاناتهم وطلباتهم المتكررة، ويسعى عتاة اليمين في سلطة الاحتلال الحالية لإمرار قانون يسقط الهوية والجنسية عن كل عربي، لا يقدّم الولاء لسلطة الاحتلال.
الأمر الآخر: وحده الجاهل والمشبوه لا يدرك أن سياسة إدارة المجالس المحلية التابعة للاحتلال، تخضع لإرادة الاحتلال وليس للأشخاص الموجودين فيها، ما عدا واقعنا القروي المتخلف القابل لجعل العداوة العشائرية القروية قابلة للتفوق على العداوة للاحتلال، وبالأخص في مواسم الانتخابات التي يحسن الاحتلال استخدامها جيدًا، لتفتيت المجتمع، الأمر الذي تواجهه قرانا ومدننا العربية والدرزية في الداخل، وهي التي تفوقنا وعيًا وتطورًا، بحيث تصل الأمور فيها إلى مرحلة ارتكاب الجريمة على أرضية خلافات الانتخابات، كي يصل منتفعٌ إلى سدة الرئاسة، في كل موسم!
الأمر الخطير المضاف، والذي يتم تجاهله للأسف من قبل فعالياتنا، هو تقصد توزيع السلاح على البعض، بذريعة حماية أنفسهم وأراضيهم الواقعة قرب خط إطلاق النار! وإن نظرة بسيطة إلى ما فعلته ظاهرة انتشار السلاح، في القرى والتجمعات الدرزية والعربية، تكفي أي عاقل ومخلص لإدراك المهالك التي بتنا نسير بأرجلنا في دربها تحت ذرائع واهية مشبوهة…. كم من جرائم القتل يتم ارتكابها، ولا يتم الكشف عنها، في الوقت الذي يتم الكشف عن أبسط العمليات التي تطال أمن الاحتلال!
للتذكير: إن ما حصل من تطور في قرانا الجولانية كان بجهودنا نحن الواقعين تحت الاحتلال وبمواجهة معه؛ لمن نسي أو يتناسى أن كوادر الخريجين من دمشق ومن روسيا أتت فقط بجهود الوطنيين الذين يمارس المشبوهون التطاول عليهم، والتي سعى الاحتلال وأدواته المحلية لوقفها بالترهيب والترغيب في بداياتها، ليركب موجتها على إثر ذلك، وهي التي ساهمت في الارتقاء بواقعنا، إضافة إلى نتاج أراضينا الزراعية التي سعى الاحتلال بكل جهد لإيقاف تطويرها، من خلال منع استصلاح الأراضي والغرس، بل اللجوء إلى اقتلاع الغراس، وإقامة المحاكم بشأن برك المياه التي تم حفرها وتكلفة المخالفات والإلزام بطمرها الذي كلّف ملايين الدولارات، والتي لجأ مزارعونا إليها، للتغلب على سياسة التقتير بمياه الري وغلاء ثمنها، بالمقارنة مع المستوطنات المجاورة.
نداء أخير ومهم برسم البعض: إذا كنّا ما زلنا نبذل جميعًا كل جهد مخلص، للتخفيف عمن تورطوا في قضية استلام الجنسية الإسرائيلية في السابق، أو من ورثوها عن أهلهم دون إرادة منهم؛ فماذا يمكن أن نقول عمن يسعى لاستلامها اليوم!