ترجمات

سبع سنوات من الحرب الأهلية في سورية، من خلال عيون الأطفال اللاجئين

قابَل المصور كريس دي بود لاجئين بعمر 7 سنوات، في ذكرى السنة السابعة من الحرب الأهلية في سورية.

هذا الشهر (آذار) هو الذكرى السابعة لانطلاق شرارة الحرب الأهلية في سورية، ومنذ ذلك الوقت، قتل نحو 400 ألف شخص، وأكثر من 5.5 مليون أصبحوا لاجئين خارج سورية، والملايين فقدوا منازلهم. يعيش أكثر من مليون لاجئ سوري في الأردن، الآلاف منهم في مخيمات اللجوء المترامية الأطراف والتي تحوّلت إلى مدن مؤقتة. نحو ثلث عدد اللاجئين هم أطفال ما دون 12 سنة، العديد منهم عاشوا لاجئين أكثر من مدة بقائهم في سورية.

قام المصور الصحفي الهولندي كريس دي بود، بزيارة مخيم الزعتري، أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن، عدة مرات منذ عام 2013، وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، طلبت منه منظمة (أنقذوا الأطفال) المساعدة في طرح فكرة، ابتغاء فَهم أوضح للعالم عن كيفية مرور الوقت على هؤلاء اللاجئين.

من أمستردام، عبر الهاتف، قال دي بود: “فكرت في أن نفعل شيئًا يمكن الوصول إليه، وهو الشكل الذي نعرفه جميعًا ببساطة”، أضاف: “وكانت الفكرة هي لماذا لا نلتقط صور المدرسة؟”.

التقط دي بود خلفيات صغيرة وصورًا شخصية عن قرب لـ 48 طفلًا، في مخيمي الزعتري والأزرق. يقول: “لم أكن أرغب في تصويرهم كلاجئين، وإنما كأطفال”. القاسم المشترك بينهم هو أن عمرهم 7 سنوات: عمر الحرب نفسه.

سأل دي بود كلّ طفل أو طفلة: أين ولدوا، وهل لهم ذكريات عن سورية. يتذكر قائلًا: “على العموم، لم يكن لدى معظم الأطفال أي ذاكرة على الإطلاق”. لقد وجدت أن ذلك مؤثر للغاية؛ لأن هذا الجيل ببطء يفقد كل ذاكرة المكان الذي أتوا منه، بالفعل”.

رؤية اللاجئين في صور مدرسية ستغيّر من نظرة المشاهد. يقول دي بود: “لقد كنت أقوم بهذا العمل، منذ زمن بعيد”. أضاف: “إذا التقطت صورة لأحدهم في سياق كونه لاجئًا، مع جميع الرموز التي ترافق ذلك: الغبار، البيت المؤقت، الملابس؛ فستكون الصورة “غير محببة كثيرًا”. عوضًا عن ذلك، ورقة بيضاء بسيطة وأسئلة عن المدرسة والألعاب والإخوة والأخوات، ستغيّر النظرة. وأضاف: “فجأة، في كونك لاجئًا ليس أمرًا مهمًا، عندما تنظر إلى الصورة”.

قد تكون الصور بسيطة، ولكنها مأخوذة بواسطة كاميرا (هازلبلاد) السويدية اليدوية الصنع، وهي من أفضل الكاميرات في هذا المجال، جودة كل صورة نضرة للغاية. وقد كان قرارًا واعيًا: هو تصوير الأطفال بواحدة من أفضل كاميرات العالم، يقول دي بود، كانت طريقة مناسبة لتكريمهم.

تم تصوير جميع الطلاب، في مركز التعليم المبكر الذي ترعاه منظمة (إنقاذ الطفولة)، وأجريت المقابلات عن طريق كريس دي بود، وتم تعديلها لتوافق المساحة.

 

رضوان (7 سنوات): “كنت في الرابعة من عمري، عندما جئت إلى هنا، لا نتحدث عن سورية في البيت، أعيش بالقرب من المدرسة، ألعب كرة القدم، وأحيانًا نسافر إلى عمان بالسيارة، أحب السيارات”.
رلى (7 سنوات): “ليس لدي أي ذكريات عن سورية، أود أن أصبح مدرّسة لغة إنكليزية”.
رنا (7 سنوات): “كنا نختبئ تحت شيء ما، ونسمع صوت الطائرات. كنا خائفين، أتيت إلى هنا مع والدتي ووالدي وعمتي. عندما وصلنا إلى هنا، شعرت بتحسن أفضل، أحب منزلي، لدينا غرفتان ومطبخ، المعلمون في المدرسة يشعرونني بالأمان”.
سارة (7 سنوات): “لي أخوان أصغر مني، ولدا هنا في المخيم، الشيء الوحيد الذي أتذكره من سورية هو المدرسة، حقيقة لا أحب هذا المكان، المدرسة جميلة، ولكن التي في سورية أجمل”.
طارق (7 سنوات): “لقد ولدت هنا، لا أعرف أي شيء عن سورية، أحلم بأن أصبح طبيب أسنان، أود ملء كل نخر في أسنان عائلتي، لم أخرج قط من المخيم”.
عمر (7 سنوات): “اعتاد جدي أن يلعب معي حيث أكون. ذكرياتي عن سورية: كنت أتنزه ليلًا مع والدي وأمي، نشتري الحلوى، كنت صغيرًا. أسقط أخي المكواة على قدمي عندما كنت صغيرًا، أشعر بالأمان. لي أخ وأخت، أحب أولاد عمي، يعيشون هنا”.
كمال (7 سنوات): “أعيش مع جدتي، وهي لا تقول لي قصصًا عن سورية أبدًا”.
لبنى (7 سنوات): “ولدت في سورية، كان لدينا منزل كبير جدًا، جدتي أعطتني لعبة.. أتذكر ذلك. كانت لدي غرفة بيضاء فيها خزانة. كان في الخزانة ثياب كثيرة. كان لدي الكثير من الألعاب في سورية. لا أتذكر مجيئي إلى هنا. والدتي ترسم لوحات. عندما بدأت المدرسة هنا، أعطوني ألعابًا والكثير من الدفاتر. غالبًا ما أملأ الدفتر. بيتنا (كرفانة) هنا بيضاء.. أشعر بالأمان. لا أدري لماذا”.
محسن (7 سنوات): “كنا نربي الدجاج والأغنام في سورية. كان أبي يملك متجرًا صغيرًا، كانت لدينا سيارتان صغيرتان، كنا دائمًا ندفع السيارة البيضاء”.
مريم (7 سنوات): “أخبرني والداي أن سورية جميلة، منزلنا كبير وجميل. الشيء الذي أحبه هو منزل والدي. أريد أن أصبح مدرّسة، أحب المدرسة”.
مي (7 سنوات): “ليس لدي أي ذكريات عن سورية، أحب الذهاب إلى الحديقة في الزرقاء”.
نور (7 سنوات): “لي إخوة في سورية، لا أعلم أي شيء عنهم، لي أخت في الخامسة من العمر. أعيش مع جدتي، عمي، وعمتي وأختي هنا. ولدت في سورية، لا أتذكر أي شيء عن سورية. فقط أتذكر أن والدتي أخذتني إلى دمشق. توفي والدي. أتذكره. أتذكر أنه أعطاني بلوزة بنفسجية عليها قلوب بنفسجية. ما زلت أرتديها.
يزن (7 سنوات): “لا أتذكر سورية، كنت أعيش مع جدي ووالدي في جنوب سورية. يعمل جدي هنا، ولكن والدي توفي. لا أتذكر مجيئي هنا إلى الزعتري. أحب أن ألعب ألعاب الفيديو. أعيش مع والدتي، عمتي، وأختي. أشعر بالأمان… ولكن أخاف أن يقوم أحدهم بقتلي”.

العنوان الأصليSeven Years of Syrian Civil War, Through the Eyes of Refugee Children
الكاتبSarah Wildman
الصورPhotographs by Chris de Bode/Panos
المصدر: فورين بوليسيhttps://foreignpolicy.com/2018/03/29/seven-years-of-syrian-civil-war-through-the-eyes-of-refugee-children/
المترجممحمد شمدين

مقالات ذات صلة

إغلاق