تحقيقات وتقارير سياسية

محدودية الضربات الأميركية لا تنفي شدة تأثيرها

 

رأى النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن إدارة الحرب الكيمياوية، أنّ “تأثير الضربات الجوية الأميركية على عدد من مواقع نظام الأسد محدود؛ كونها جاءت بعد أيام من تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها؛ ما أتاح لنظام الأسد نقل معداته العسكرية إلى مناطق عسكرية خاضعة للسيطرة الروسية”.

وأشار إلى أنّ “التأثير البسيط لتلك الضربات ناجمٌ عن عدم استهدافها لـ (مستودعات السلاح الكيمياوي، والمخابر، ومشاريع تطوير الصواريخ وتحميلها بالسلاح الكيمياوي الأساسية)، وهي بعيدة كل البعد من المواقع التي استهدفتها الغارات الأميركية، ومنتشرة في أرياف حماة (مصياف) واللاذقية”.

لكن عبد الرزاق، لم يخفِ الأثر الكبير لتلك الضربات في “حركة طيران النظام؛ كونها استهدفت مطاري (الضمير والمزة)؛ وأخرجتهما عن الخدمة، إضافة إلى مركز تطوير الأسلحة الكيمياوية في (جمرايا)، وهو يُعدّ من المنشآت المهمة جدًا، في صناعة السلاح الكيمياوي السوري وتطويره، كونه يضم أهم المختبرات”.

أعلن الرئيس الأميركي دولاند ترامب، فجر اليوم السبت، بدء توجيه ضربات عسكرية إلى مواقع عسكرية لنظام الأسد في دمشق، بمشاركة بريطانيا وفرنسا، واستهدفت الغارات مواقع قوات الأسد في العاصمة دمشق، ومحيطها، وهي، بحسب وسائل إعلام: (الحرس الجمهوري لواء 105، قاعدة دفاع جوي في جبل قاسيون، مطار المزة العسكري، مطار الضمير العسكري، البحوث العلمية في برزة، مقر البحوث العلمية في جمرايا)”. كما شملت الغارات أيضًا: (اللواء 41 قوات خاصة، مواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي، مواقع عسكرية في منطقة الكسوة).

وعلى الرغم من محاولات الأذرع العسكرية والإعلامية لـنظام الأسد تقليل حجم الأضرار التي ألحقتها الضربة الأميركية على مواقعها العسكرية، فإنّ مهندسًا منشقًا عن نظام الأسد، وهو متخصص بتطوير الصواريخ الباليستية السورية، فضّل عدم نشر اسمه، أكدّ أنّ “الغارات الأميركية استهدفت مواقع مهمة وحساسة، لتطوير السلاح الكيمياوي والباليستي، في قلب العاصمة دمشق ومحيطها”.

وقال لـ (جيرون): إنّ “الغارات الأميركية من الممكن أن تكون رادعة للنظام، وأن تأثر في مخزونه، من الأسلحة الباليستية والكيمياوية، إذا أصابت الأهداف المرسومة لها بدقة في المواقع التي استهدفتها، كون تلك المواقع تعدّ ذات أهمية كبيرة في المخزون العسكري والاستراتيجي لنظام الأسد”.

وشارك في الضربات العسكرية سلاحُ الجو الفرنسي والبريطاني إلى جانب الأميركي، حيث قال وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون، لإذاعة (بي.بي.سي): إن “الضربات الصاروخية على نظام الأسد، كان لها تأثير كبير في ما يمكن أن تفعله حكومة الرئيس بشار الأسد في المستقبل”.

فيما ذكرت الرئاسة الفرنسية أنّ “مقاتلات فرنسية من طراز (ميراج) و(رافال) شاركت في الضربات الجوية على مواقع عسكرية لنظام الأسد، إلى جانب أربع فرقاطات”، وأشار إلى أن “المشاركة الفرنسية في الضربات شملت أيضًا فرقاطة للدفاع الجوي، وثلاث فرقاطات متعددة المهام، وطائرات (ميراج-2000) و(رافال)، ونظام الإنذار المبكر، والتحكم المحمول جوًّا (أواكس)، إلى جانب خدمات الدعم والإمداد”.

يحاول إعلام نظام الأسد، ومن خلفه روسيا، التقليل من أثر الضربات، وزعمت موسكو أنها أسقطت 73 صاروخًا، من أصل 103 صواريخ وُجهت إلى مواقع النظام. في حين يؤكد المسؤولون في دول الحلف الثلاثي أن الضربات “ستحد بشكل كبير قدرات النظام العسكرية”.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق