قضايا المجتمع

منظمات دولية: الوضع الصحي لنازحي الغوطة يمثل تحديًا كبيرًا

ذكرت منظمة (أطباء بلا حدود) أن “60 ألف نازح، من الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى شمال غرب سورية، يعانون أمراضًا مختلفة ويحتاجون إلى رعاية طبية”.

أوضحت المنظمة في تقريرها أمس الجمعة، أنها وفّرت الإمدادات الطبية ومجموعات الاستعداد للطوارئ والدعم اللوجستي، للنازحين الذين وصلوا إلى بلدة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، إضافة إلى تجهيز خيمة لاستقبال المرضى، وتقديم الخدمات الطبية العاجلة للأطفال والنساء وكبار السن.

نقلت (أطباء بلا حدود) عن رفعت العبيد، مدير مشفى قلعة المضيق، قوله: “قبل بضعة أسابيع، عندما علمنا أن النازحين قادمين من الغوطة الشرقية، بدأنا الاستعداد، وطلبنا من (أطباء بلا حدود) تزويدنا بالإمدادات الطبية، حتى نتمكن من التعامل مع المزيد من العمليات الجراحية وجلسات إعادة التأهيل، والقيام بإحالات المرضى إلى مستشفيات أخرى في المنطقة”.

تابع العبيد: “أرسلَت لنا المنظمة خيمةً لفرز المرضى القادمين، إضافة إلى الإمدادات الطبية ومستلزمات الاستعداد للطوارئ. وساعدونا أيضًا في تقديم الخدمات اللوجستية، وقدموا لنا المشورة الفنية”.

بالرغم من كل الاستعدادات، واجه مشفى قلعة المضيق الكثير من الضغط، مع وصول أعداد كبيرة من نازحي الغوطة الشرقية. يعلق مدير المشفى موضحًا: “في كل مرة يصل فيها النازحون داخليًا إلى منطقتنا، نواجه التحديات والصعوبات ذاتها. لكن هذه المرة، كان عدد الأشخاص القادمين أكبر بكثير مما توقعناه”.

بحسب العبيد، “وصل أكثر من 200 مريض يعانون إصابات بالصدمة، إلى المستشفى في الأيام الأولى، معظمهم أصيبوا بتفجيرات خلال الهجوم الأخير. إضافة إلى ذلك، كان علينا التعامل مع أكثر من 20 عملية ولادة طبيعية وقيصرية”.

أضاف: “تمّ تعبئة موظفينا الطبيين كل يوم للتعامل مع هذه الحالة الطارئة. إضافةً إلى إصابات الصدمة، كنا نشخص أيضًا الكثير من الاحتياجات الطبية التي ينبغي معالجتها عادة من قبل المتخصصين. كان علينا التعامل مع بعض الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، على سبيل المثال. لم يكن لدينا مهنيون متخصصون في مجال الصحة، للتعامل مع مثل هذه الاحتياجات، ولم يكن لدينا قسم مخصص في المستشفى لهذا النوع من الحالات”.

لفت الدكتور رفعت العبيد النظر إلى أن التعامل مع هذا التدفق من النازحين المرضى لم يكن سهلًا، بخاصة في الحالات الطارئة. وأضاف: “في إحدى المرات، تمّ إطلاق النار على إحدى القوافل في طريقها إلى بلدة قلعة المضيق، وكان لدينا ثمانية مرضى مصابين بجروح طلقة نارية في وقت واحد، كنا بحاجة إلى اثنين أو ثلاث غرف عمليات، لمعالجة هذا التدفق من المرضى”.

في السياق ذاته، ذكرت (اللجنة الدولية للصليب الأحمر)، اليوم السبت، على موقعها الرسمي، أن “أكثر من 70 في المئة، من أطفال العوائل النازحة من الغوطة الشرقية والموجودين في مراكز إيواء بريف دمشق، يعانون حالات إسهال شديد ونقص تغذية حاد”.

أضافت اللجنة أن الوضع الصحي للنازحين يُعدّ من أكبر التحديات التي تواجهها حاليًا. حيث يصطف كل يوم مئات النازحين للحصول على خدمات الرعاية الصحية، من العيادات المتنقلة، أو من النقاط الطبية التي ساعدت اللجنة الدولية في تأسيسها، في مركز (الدوير) في منطقة عدرا. مؤكدة أنها تعمل مع كل الأطراف المعنية على مكافحة انتشار الأمراض المعدية”.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق