سورية، تركيا وشرق المتوسط
يشكّل بلَدان من شرق المتوسط، هما سورية وتركيا، المشاكل الأكثر قلقًا للسياسة الخارجية الأميركية اليوم؛ حيث أصبحت الحرب الأهلية السورية مثل مغناطيس في جذب كل من الإرهابيين ومنافسي الولايات المتحدة إلى المنطقة. في وقت تواجه في تركيا، وهي عضو في (الناتو)، كلًا من الإرهاب وأزمة لاجئين. وعلى الصعيد المحلي، تبتعد على نحو متزايد عن المبادئ الديمقراطية، وتتخذ خيارات متعارضة مع الولايات المتحدة. تحتاج الولايات المتحدة إلى اتباع نهج استراتيجية جديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، سوف تورد في تقرير لـ (CSIS) أيار/ مايو 2018، وهنا سوف نعرض بشكل سريع جزءًا من هذه الاستراتيجية، وهو إعادة تقييم سياسية الولايات المتحدة تجاه سورية وتركيا.
طال انتظار مراجعة سياسة الولايات المتحدة حول منطقة شرق المتوسط. حيث يمر اليوم 70 عامًا على وضع الاستراتيجية المتبعة حاليًا، عندما كان يلوح في الأفق خطر الاتحاد السوفيتي، حيث لم يكن هناك أولوية لمحاربة الإرهاب، وكان النظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية أميركيًا. ولكن في عام 2018، بعد سبع سنوات من الحرب؛ صارت سورية جنة آمنة (للسلفية الجهادية)، وسببًا في أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، وتراجَع مفهوم الدولة والسيطرة عليها. في الوقت نفسه، تسعى تركيا، روسيا، الصين وإيران إلى تثبيت موطئ قدم لهم في هذه المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن يكون على حساب الترتيبات التي أمنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها. اهتمامات الولايات المتحدة في المنطقة تزداد بشكل كبير، ولكن المنطقة تتغير بأشكال تهدد هذه الاهتمامات، وتضعف تأثير الولايات المتحدة في المنطقة.
حان الوقت للولايات المتحدة لوضع استراتيجية جديدة لمنطقة الشرق المتوسط، تعتمد على المصالح المشتركة لضفتي الأطلسي، تؤكد على الوحدة الأمن الأوروبي، وتحمي قدرة الدولة ضد عدد لا يحصى من الأطراف القوية غير الحكومية. وتعتمد هذه الاستراتيجية على مقترحين:
الأول هو أن لدى الولايات المتحدة مصلحة في حل الصراع في سورية، بطرق تعزز المصالح الأساسية للولايات المتحدة. وهذا يستدعي اعترافًا واقعيًا بأنه على الرغم من الوحشية غير العادية لنظام بشار الأسد، فإن وحدة الدولة السورية أفضل من الفوضى. إن حربًا أهلية لا تنتهي ستؤدي إلى زعزعة أكبر في الاستقرار الإقليمي، وإلى إضعاف حلفاء أميركا، وترسخ الوجود الإيراني والروسي في المنطقة. إن العمليات العسكرية للولايات المتحدة ضد السلفيين الجهاديين مهمة، ولكنها يجب أن تكون في سياق استراتيجية سياسية أوسع، تسعى إلى تحقيق الاستقرار في سورية. لم نتوصل إلى هذه التوصية بسهولة، في ضوء السياسة الأميركية الواسعة والعواقب الأخلاقية لدعم الموقف القائل إن على النظام القاتل أن يعيد بسط سيطرته على كل سورية.
الثاني مع سعي الولايات المتحدة لمصالحها ومستقبل تماسك الناتو (NATO)، وكذلك العلاقات على ضفتي الأطلسي، على الولايات المتحدة إعادة تقييم علاقاتها مع تركيا، وتضييق العلاقة بين أهداف الولايات المتحدة وتركيا ومصالحهما في المنطقة، مع تطوير تكملتها أو، إذا كان من الضروري، البدائل لاستراتيجية الفوائد والمساعدات التي تقدمها إلى تركيا.
فقط من خلال اتخاذ موقف سياسي حاسم يواجه التحديات الاستراتيجية في المنطقة، يمكن للولايات المتحدة إعادة بناء نفوذها الإقليمي وتعزيز مصالحها. على الولايات المتحدة ألا ترتكز على ما كان موجودًا من قبل، ولكن بدلًا من ذلك عليها أن تحدد ما يجب أن يكون عليه مستقبل المنطقة. إن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع التحديات في سورية وتركيا ستشكل مستقبل المنطقة، فضلًا عن دور الولايات المتحدة فيها.
الهدف الاستراتيجي الأول: حل الصراع السوري وتقليص الدور الإيراني والروسي
إن إطالة أمد الصراع في سورية، وقد مضى عليه سبع سنوات، تقوض المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة؛ حيث أدت موجات من اللاجئين إلى زعزعة استقرار الدول الأوروبية وتركيا والأردن ولبنان؛ كما استخدم (الجهاديون السلفيون) سورية قاعدة لتنسيق الهجمات في أوروبا وغيرها من المناطق؛ وأيضًا، تستخدم روسيا الصراع في سورية لإظهار القوة والنفوذ في شرق المتوسط، وتستخدم إيران سورية كقاعدة تشغيل أمامية وجسر يصلها بالبحر المتوسط. على الولايات المتحدة أن تنخرط بشكل يهدف إلى إنهاء الصراع في سورية، بحيث لا تستمر المشاكل والانقسامات الداخلية في سورية، التي تهدد المصالح الأميركية أو تصدر عدم الاستقرار إلى دول الجوار السوري وكذلك إلى أوروبا.
جميع الخيارات التي تواجهها أميركا مُرَّة.
كانت الظروف مختلفة عندما بدأت الثورة في سورية عام 2011، ولكن مع كل سنة تالية، في ظلّ تقاعس السياسة الأميركية؛ كان النفوذ الأميركي ينخفض، مقابل ازدياد نفوذ كل من تركيا وروسيا وإيران. أعاد التدخل العسكري لهذه البلدان تشكيل المشهد السياسي في سورية، بطرق أدّت إلى تهميش الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ألزمَت ما يقارب 2000 من قواتها بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (ISG)، وما تزال واحدة من أكبر الجهات المانحة لجهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية -حيث قدمت مساعدات بقيمة 7.4 مليار دولار، منذ عام 2011- وأخذ تأثيرها السياسي والدبلوماسي يتقزم، مقابل الجهات الخارجية الأخرى. ولطالما كانت الولايات المتحدة مهمشة إلى حد بعيد، في اجتماعات عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة (على أي حال لم تسفر عن نتائج ملموسة)، حتى إنها كانت أقلّ انخراطًا من صفة مراقب في عملية أستانا الروسية- الإيرانية- التركية، ولم تلعب دورًا في محادثات سوتشي التي يقودها الروس. إن توسيع العلميات العسكرية في سورية في عام 2017 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وزيادة المناقشات السياسة مع روسيا (ركزت بشكل خاص على مناطق خفض التصعيد ووقف إطلاق النار)، لم يزد من نفوذ أميركا، ولا هي سعت إلى ذلك.
جزء من المشكلة، هو أن الولايات المتحدة لم تكن لديها استراتيجية سياسية واضحة لسورية، ولم تكن ملتزمة بما يكفي لتأمينها. لكي تلعب الولايات المتحدة دورًا في تشكيل المشهد لمرحلة ما بعد الصراع؛ سيكون عليها مضاعفة جهودها الدبلوماسية لتحقيق المصالحة في مناطق المعارضة سابقًا، وعليها أن تشجع الأكراد والنظام على اتفاق على إدارة ذاتية محدودة في المنطقة الكردية. وهذا يتطلب مشاركة الولايات المتحدة على أعلى المستويات مع العديد من الجهات الفاعلة، ومن ضمنها روسيا وتركيا، وأن تكون المقاييس التي حددها وزير الخارجية الأميركية السابق، ريكس تيلرسون في 17 كانون الثاني/ يناير 2018، كنقطة بداية عملية[1]. يجب على الولايات المتحدة ألا تقدم مساعدات إلى النظام السوري أو تقدم مساعدات لإعادة البناء في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، حتى يتم التفاوض على اتفاقية سياسية لما بعد الصراع ويتم تقديم ضمانات للامتثال للاتفاق. يمكن بناء القضية (كان قد عارضها تيلرسون) على نحو مساعدة الولايات المتحدة في إعادة الإعمار، في المناطقة التي تسيطر عليها قوات متحالفة مع الولايات المتحدة. يجب أن تؤدي احتمالية العودة النهائية لسيطرة الحكومة إلى تقليل الحاجة إلى نشر قوات خارجية داخل سورية، من ضمنها القوات الروسية، التركية، الإيرانية والأميركية.
لا يمكن للولايات المتحدة حل المشاكل الداخلية السورية العميقة، كما ليس بمقدورها تحديد من سيحكم سورية. يجب أن تعمل الإجراءات الأميركية في سورية على زيادة نفوذ الولايات المتحدة في المفاوضات حول مستقبل سورية. وينبغي أن تسعى إلى تشجيع أكبر قدر من الحكم الذاتي للمناطق التي تسعى إلى ذلك، وينبغي أن تعمل على تقليل الوجود المستمر للقوات الأجنبية في البلاد.
الهدف الاستراتيجي الثاني: خطاب تنامي سياسة الانضباط مع تركيا
أدت الخلافات السياسية بين الولايات المتحدة وتركيا، حول سورية، إلى ما يشبه الصراع بين أعضاء (الناتو). وهي تحدث في سياق اتساع الخلافات بين البلدين، وتعمقت على مدى العقد الماضي. وقد وصلت هذه الاختلافات إلى نقطة انعطاف محتملة. فبعد أن سهلت تركيا صعود الدولة الإسلامية في سورية لمحاربة نظام الأسد، الآن، تعطي تركيا الأولوية في عملياتها العسكرية ضد أكراد سورية، بدلًا من محاربتها لتنظيم الدولة الإسلامية (ISG)، كما تتعاون تركيا بشكل وثيق مع روسيا وإيران حول سورية أكثر من تعاونها مع نظرائها في حلف الناتو (NATO).
إضافة إلى ذلك، يؤثر توجه تركيا المعادي للديمقراطية، والعثمانية الجديدة على العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا. من خلال عمليات التطهير المستمرة والحجز لفترات طويلة والاعتقالات، بذلك تقوض تركيا مبادئ حقوق الإنسان والمؤسسات الديمقراطية، كما تهدد استقرارها السياسي والاقتصادي في المستقبل. من المرجح أن يؤمن الإعلان عن انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة المزمع إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو المقبل استمرار الرئيس رجب طيب أردوغان خمس سنوات مقبلة، ولكنه سوف يعمق من نزعات تركيا السلطوية والتوترات مع الغرب.
اتهمت تركيا الولايات المتحدة بشكل مباشر بدعمها للمحاولة الانقلابية العسكرية في تموز/ يوليو 2016، مشيرة إلى وجود زعيم الحركة الدينية المنفي: فتح الله غولن، في الولايات المتحدة كدليل. وفي تموز/ يوليو 2016، أغلقت الحكومة التركية مؤقتًا المجال الجوي فوق قاعدة (أنجرليك)، كما قطعت الكهرباء عن القاعدة الجوية في أعقاب الانقلاب الفاشل[2]، واتهمت علنًا كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين بتورطهم في الانقلاب. في غضون ذلك، فإن كبار المسؤولين في الحكومة التركية شجعوا المشاعر المعادية لأميركا في تركيا. سواء أكان الرئيس أردوغان يعتقد أن الولايات المتحدة دعمت المحاولة الانقلابية أو تستغلها كحلقة لأغراض سياسية وقومية، فإن تنامي عدم الثقة يعقد من العلاقات بين تركيا وأعضاء حلف (الناتو) الآخرين. أعلنت تركيا أنها تعتزم شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 الروسية، والذي يتعارض مع أنظمة حلف الشمال الأطلسي، ويعرض قدرات حلف الناتو الدفاعية إلى الخطر، حيث من المرجح أن تشكل عملية شرائها عقوبات أميركيا ضد روسيا[3]. قد يؤدي التعاون الوثيق مع روسيا إلى تعقيد كبير في مشاركة تركيا في برنامج F-35 Joint Strike Fighter، حيث إن هناك مخاوف من إمكانية نقل تقنية (F-35) المتطورة إلى روسيا.
أدت تدخلات تركيا العسكرية المتكررة في سورية إلى عرقلة الجهود الأميركية في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (ISG) في سورية، حيث غادرت القوات الكردية المتحالفة الخطوط الأمامية للمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (ISG) للدفاع عن مناطقها ضد تركيا والقوات المدعومة من تركيا. حيث عندما تقترب هذه القوات في عملها من القوات الأميركية، ينمو خطر حدوث اصطدام، وإن حدث ذلك، فستكون العواقب وخيمة.
إن تركيا والولايات المتحدة في حالة جفاء سياسي لبعض الوقت. فلم تكن تركيا خصمًا بالمعنى التقليدي ولا حليف تمامًا[4]. من غير المرجح أن تعود العلاقات كما مضى من الحميمية في فترة الحرب الباردة، كذلك، من غير المرجح أن يكون هناك انقطاع رسمي في العلاقة. ولكن من خلال التوصل إلى اتفاق مع وجود شريك أقل موثوقية للناتو، يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بأن العلاقات الثنائية لا يمكن ربطها بالافتراضات القديمة المشتركة. يجب على الولايات المتحدة أن تتابع استراتيجية متوازنة، ذات شقين، من جهة، تحاول فيها إعادة الاستثمار في العلاقة الأوروبية الأطلسية- التركية، بينما تعمل في الوقت نفسه على تطوير المكملات، أو، إذا كان ضروريًا، أصول وشراكات بديلة مع فاعلين إقليمين آخرين لتوفير منافع استراتيجية وأصول عسكرية مماثلة لتلك التي قدمتها تركيا. ينبغي على الولايات المتحدة أن تعزز شراكاتها الإقليمية مع القبرص واليونان، مع إعادة تنشيط روابطها مع المجتمع المدني التركي، في داخل تركيا وخارجها. القيام ذلك، يمكن للولايات المتحدة محاولة إيجاد توازن جديد أكثر قابلية للإدارة، بحيث لا يؤدي العداء التركي والإجراءات التركية إلى تقويض مصالح الولايات المتحدة وسياستها، وكل ذلك ضمن استراتيجية أميركية أوسع تجاه شرق البحر الأبيض المتوسط.
الخاتمة
إن شرق البحر المتوسط ليس المنطقة الوحيدة التي أضرّ فيها غياب استراتيجية إقليمية أميركية المصالح الأميركية، ولكنها من أهمها. تصل التحديات هناك إلى المصالح الأساسية الأميركية في أوروبا والشرق الأوسط. من الضروري للولايات المتحدة أن تقلل من الأنشطة الحالية والمحتملة للخصوم الأميركيين في المنطقة، روسيا وإيران على وجه الخصوص، لأن أفعالهم تعرض الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة مثل إسرائيل والأردن واليونان إلى الخطر.
لا تستطيع الولايات المتحدة إحياء البناء الذي أقامته إبان الحرب الباردة، ولا ينبغي لها أن تسعى إلى ذلك. بدلًا من ذلك، على الولايات المتحدة أن توضح ما هو على المحك في المنطقة حاليًا وفي المستقبل. يجب أن يكون واضحًا بشأن مصالحها الدائمة وأولوياتها الملحة -سورية وتركيا- ويجب استخدام الأدوات المتاحة لها في المشاركة بشكل كامل وشامل مع حلفائها في المنطقة. إن المواءمة الواضحة للأدوات والمصالح هي ما قامت به الولايات المتحدة بشكل واسع، في منتصف القرن الماضي. وهذا هو بالضبط ما يجب أن تفعله مرة أخرى على عجلة في بداية القرن الحالي.
العنوان الأصلي للمادة | Syria, Turkey, and the Eastern Mediterranea |
الكاتب | جون ألترمان: النائب الأول للرئيس، مركز بريجنسكي للآمن العالمي والجيوستراتيجي، ومدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في العصمة واشنطن؛ هيثر، أ، كونلي: نائبة أولى للرئيس لبرنامج أوروبا وأوراسيا والقطب الشمالي في مركز (CSIS) |
المصدر | مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) نيسان/ أبريل 2018 |
الرابط | https://www.csis.org/analysis/syria-turkey-and-eastern-mediterranean |
المترجم | محمد شمدين |
* “نشرة المركز” من إصدارات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي مؤسسة خاصة معفاة من الضرائب تركز على قضايا السياسة العامة والدولية، أبحاثها لا تتبع أي طرف أو حكومة. لا تأخذ (CSIS) مواقف محددة في السياسة، وبناء على ذلك؛ ينبغي أن تُفهم جميع وجهات النظر والمواقف والاستنتاجات الواردة في هذا المنشور على أنها آراء المؤلف (المؤلفين) فقط.
[1] See Rex W. Tillerson, “Remarks on the Way Forward for the United States Regarding Syria,” U.S. Department of State, January 17, 2018, https://www. state.gov/secretary/20172018tillerson/remarks/2018/01/277493.htm
[2] F. Brinley Bruton, Abigail Williams, and Courtney Kube, “Incirlik Air Base: Post-Coup Power Cut Remains at U.S. Site,” NBC News, July 21, 2016, https://www.nbcnews.com/storyline/turkey-military-coup/incirlik-airbase-post-coup-power-cut-remains-u-s-n613086
[3] “Turkey’s $2bn Arms Deal with Russia Faces Hurdles, and Possible Sanctions,” The Economist, November 30, 2017, https://www.economist. com/news/europe/21731832-vladimir-putin-wants-create-rift-within-natodoes-he-really-want-hand-russian.
[4] Turkey’s leadership seems to have a similar view. In discussing U.S. support for Syrian Kurds, President Erdoğan has asked, “How can a strategic partner do this to a partner?” See Ece Toksabay and Lisa Barrington, “Turkey’s Erdogan Says Military Operation to Make Big Sweep East across Syria,” Reuters, January 26, 2018, https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-turkey-syria/turkeys-erdogan-says-military-operation-to-make-bigsweep-east-across-syria-idUSKBN1FF1R0