أكد بشار الزعبي، عضو هيئة التفاوض، لـ (جيرون)، تشكيلَ “خلية أزمة” للتفاوض مع الروس، بشأن محافظة درعا، وأضاف: “تم تشكيل الخلية بناء على إجماع أغلب الفعاليات العسكرية والمدنية في حوران، وبدأنا لقاءً شبه رسمي مع الجانب الروسي، يوم أمس الجمعة، وهناك اجتماع معهم اليوم، وسيتم فتح باب التفاوض، والطلبات غير محددة بالنسبة إلينا، ولهم أن يطلبوا ما يريدون، فهو بالنتيجة تفاوض”.
وأضاف: “سنتفاوض معهم، على أساس الشرف والكرامة، أو ستكون المعركة هي خيارنا الآخر. إما أن نموت بشرف أو ننتصر بشرف، لن نقبل بسلام قائم على الإذلال، وأهل درعا لا يقبلون بذلك”.
تطرق الزعبي إلى المصالحات التي قامت بها بعض القرى والبلدات بشكل منفرد، وقال: “القصف والمجازر يشكلان ضغطًا على المدنيين، ونحن نعذرهم لتوجههم إلى النظام لإبرام المصالحات، حيث يتم تهديدهم بأن عدم المصالحة سيؤدي إلى قصف قراهم وإبادتها”.
تشكلت الخلية، حسب مصدر خاص لـ (جيرون)، من ستة أشخاص: ثلاثة عسكريين، وثلاثة مدنيين، إضافة إلى ثمانية استشاريين، على أن تبدأ مفاوضات، من الممكن أن تكون نهائية، اليوم السبت.
وكانت عدة بلدات وقرى قد أبرمت مصالحات مع النظام، في اليومين الماضيين، منها (إبطع، والغارية الشرقية)، ومدينة (داعل) صباح اليوم، ويبرر أهالي هذه البلدات قيامهم بالمصالحات بأن “القصف الهمجي الذي ينفذه الروس” هو الذي دفعهم إلى ذلك.
ميدانيًا، شهد اليوم السبت تصعيدًا كبيرًا في قصف الطائرات الروسية على مناطق مختلفة من محافظة درعا، حيث شنت الطائرات الروسية غارات جوية على مدينة (نوى) في الريف الشمالي الغربي، وعلى بلدة (اليادودة) القريبة من مدينة درعا؛ ما أدى إلى سقوط جرحى من المدنيين، كما أدت غارة بالبراميل المتفجرة، على بلدة (غصم) في ريف درعا الشرقي، إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص من المدنيين، مع العلم أن البلدة باتت ملاذًا لآلاف النازحين من مناطق أخرى.
من جهة ثانية، أحبط فصيل (قوات شباب السنة)، يوم أمس، هجومًا لقوات النظام وعناصر من ميليشيات عراقية، على بلدة (جبيب) الواقعة بين درعا والسويداء، تكبدت فيها القوات المهاجمة خسائر فاقت 60 عنصرًا، كما استسلم آخرون. وتشهد جبهة المنشية في درعا البلد، وقاعدة الدفاع الجوي القريبة منها، اشتباكات عنيفة منذ عدة أيام، لم يتمكن النظام وعناصر (حزب الله) اللبناني من التقدم فيها البتة، مع تكبدهم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.
أفاد الناشط أحمد يمان، لـ (جيرون)، أن فصائل المعارضة في مدينة (نوى) تمكنت من تدمير رتل للنظام مكون من أربع دبابات وعربة شيلكا، وسقط العديد من القتلى في صفوف قوات النظام.
على الصعيد الإنساني، تستمر عمليات النزوح من مختلف مناطق المحافظة، حيث نزح من مدينة (نوى) ما لا يقل عن 60 ألف مدني، باتجاه الحدود مع الجولان السوري المحتل، بينما زادت أعداد النازحين قرب الحدود الأردنية عن 100 ألف، حسب العديد من الناشطين، يعيشون ظروفًا إنسانية سيئة، ويعانون نقصًا شديدًا جدًا في الغذاء والدواء ومياه الشرب.