أعلن وفد المعارضة المفاوض، مساء أمس السبت، فشل المفاوضات التي جرت مع الوفد الروسي، في مدينة بصرى الشام، وقال بشار الزعبي عضو الوفد، في مقطع فيديو حصلت (جيرون) على نسخة منه: “بعد كل المحاولات لحقن الدماء، وعدم فتح معارك جديدة؛ لم يجد مفاوضو المعارضة من الروس والنظام إلا الاستعلاء، وكان طلب الوفد الروسي الاستسلامَ الكامل من قبل فصائل الجيش الحر في محافظة درعا”.
دام الاجتماع الذي عُقد بين الوفدين، ظهر أمس في مدينة بصرى الشام، عدة ساعات، وقد تفاجأ وفد المعارضة بتغيّر كل البنود والمقترحات التي تمّ طرحها قبل عدة أيام، حيث رفض رئيس الوفد الروسي مناقشتها، واكتفى بالقول “إن الحل الوحيد لوقف إطلاق النار، هو الاستسلام دون أي شروط”.
وأكد مصدر مطلع على مجريات الاجتماع وقوعَ مشادة كلامية بين الطرفين، عندما قال رئيس الوفد الروسي: “إن درعا سوف تسقط”؛ فرد عليه قائد فوج المدفعية والصواريخ في الجبهة الجنوبية أدهم أكراد: “تسقط موسكو، ولن تسقط درعا”.
ونفى المصدر أن يكون الثوار في مدينة بصرى الشام قد قاموا باحتجاز الوفد الروسي، كما أشيع من قبل العديد من الجهات، مؤكدًا أن الوفد غادر المدينة دون أن يتعرض له أحد.
من جهة ثانية، أصدرت إدارة الأزمة في درعا، وهي التي تمثل الفعاليات المدنية في المحافظة، على لسان رئيسها المحامي عدنان المسالمة بيانًا، جاء فيه أن الطيران الروسي حاول استهداف وفد المعارضة المتوجه للقاء الوفد الروسي، وعندما عقد الاجتماع، كانت شروط الجانب الروسي مذلة بالمطلق للمعارضة، حيث طلب من القادة جداول بأسماء عناصر الجيش الحر بذريعة تسوية أوضاعهم، ودخول قوات النظام وأجهزته الأمنية إلى كل البلدات، ومدينة درعا، ومعبر نصيب الحدودي، ونتيجة لذلك انسحب ممثلو إدارة الأزمة، ودعا البيان إلى مقاومة الروس والنظام إلى النهاية.
ميدانيًا، تمكّن مقاتلو المعارضة، عقب فشل التفاوض، من استعادة السيطرة على عدة بلدات، كان النظام قد دخلها تحت اسم المصالحات، منها السهوة، والمتاعية، والجيزة، وكحيل، والكرك الشرقي، في ريف درعا الشرقي. وتعهد المقاتلون بمحاسبة كل أعوان النظام في هذه البلدات، الذين كان لهم دور كبير في دخول النظام لبلداتهم، في أثناء انشغال المقاتلين بالمعارك على جبهات مختلفة.
في مقابل ذلك، صعّد النظام هجماته الجوية، على تلك البلدات، مرتكبًا مجزرة في بلدة (السهوة)، راح ضحيتها ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصًا من المدنيين، إضافة إلى قصف بصرى الشام، والمدرج الروماني في قلعتها، والعديد من الأهداف المدنية.
يذكر أن المعارك التي تجري في محافظة درعا هي الأعنف على الإطلاق في المحافظة، حيث يسعى النظام لاستعادة السيطرة عليها، وتأمين فتح المعابر الحدودية، بينما تعتبرها فصائل المعارضة معركة مصيرية، ليس بالنسبة إلى درعا فقط، بل بالنسبة إلى كل سورية.