تداولت وسائل اعلامية عدة، خلال الأيام الأخيرة، أنباء عن خطة روسية لإعادة نحو 1.7 مليون لاجئ سوري إلى سورية، معظمهم من دول الجوار، في الوقت الذي يتم فيه تناقل أخبار تفيد بخطة لعودة إلزامية للاجئين، خاصة بعد سيطرة النظام على الجنوب السوري.
محمد الحواري، الناطق الإعلامي باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن، قال لـ (جيرون): إن “عودة اللاجئين ليست بالمسألة الجديدة، فخلال عامي 2016، و2017، عاد نحو 15 ألف لاجئ سوري إلى ديارهم، ولكن العدد في العام الحالي تراجع؛ بسبب الأوضاع الأمنية والنزاع جنوب غرب سورية، وهناك نحو 60 في المئة من اللاجئين في الأردن هم من درعا وجنوب غرب سورية، وهذه المناطق تم استعادة السيطرة عليها من قبل السلطات السورية، وبكل تأكيد فالناس يملكون خيارهم بالعودة من عدمها”.
أضاف الحواري أن مفوضية اللاجئين تجد أن “عودة اللاجئين إلى ديارهم هي الخيار الأنسب، ولكن يجب أن تتم هذه العودة، عندما تكون الظروف ملائمة، فالوضع الآن في جنوب غرب سورية ليس آمنًا للعودة بعد، وننتظر عودة الاستقرار لهذه المنطقة”.
وأكد أن مفوضية شؤون اللاجئين وضعت 21 شرطًا، حتى يمكن القول إن عودة اللاجئين ممكنة، أبرزها (ضمان الأمن والاستقرار، وصدور عفو، والتعامل مع مسألة الفارين من التجنيد، ومسألة الملكيات، والقانون رقم 10 الذي يطالب مالكي العقارات في المناطق التي شهدت مواجهات وتدميرًا بتقديم وثائق تثبت ملكيتهم، إن هم رغبوا في إعادة البناء، أو المطالبة بتعويضات، بالإضافة إلى وجوب حل إشكالية النازحين الذين نزحوا أكثر من مرة، إلى أكثر من منطقة، فضلًا عن مشكلة الدمار الذي حل بالمنازل والبنى التحتية والخدمات، وهي أمور ستؤثر حتمًا في مسألة العودة).
أشار الحواري إلى أنه “أثناء عودة السوريين إلى سورية، خلال العامين الماضيين، كانت هنالك دراسة لأسباب العودة، وكانت عودة نحو 80 في المئة منهم، لأسباب تتعلق بلم الشمل مع عائلاتهم، غير أن بعضهم، على الرغم من كرم الاستضافة الأردنية للاجئين وإتاحة فرص التعليم والعمل، لم يعودوا قادرين على التكيف مع الصعوبات الاقتصادية، وذلك ما دفعهم إلى العودة”. وأضاف: “حاليًا، من المبكر الحديث عن العودة، ولكن تجري تحضيرات لذلك، خاصة بعد التغير الكبير في الوضع في سورية، ويجب العمل على هذه التحضيرات”.
من جهة ثانية، قال مصدر خاص لـ (جيرون)، فضل عدم ذكر اسمه، أن مكتب العودة للسوريين في مخيم الزعتري، الذي كان يعود السوريون عن طريقه إلى سورية عادةً، لم يتلق أي طلب للعودة منذ بداية شهر تموز/ يوليو الحالي، مؤكدًا أن عودة السوريين توقفت، حتى يتم التنسيق مع الجانب الروسي، حول آليات العودة الجديدة.
أضاف المصدر ذاته أنه سيتم خلال الأسبوع الحالي افتتاح مركز روسي في المخيم، لإقناع اللاجئين السوريين بالعودة إلى سورية، مؤكدًا، في الوقت نفسه، أن السوريين داخل وخارج المخيمات، ما يزالون في انتظار نتائج المصالحات الأخيرة التي حصلت في درعا، وتوضيحات بشأن الضمانات الخاصة بالعودة.
يذكر أن الحكومة الأردنية، على لسان أكثر من مسؤول، أبرزهم وزير الخارجية والناطق الإعلامي باسم الحكومة، أكّدت في مناسبات عديدة، خلال الأيام الماضية، أن لن تكون هناك عودة إجبارية للسوريين اللاجئين في الأردن، الذين بلغ عدد المسجلين منهم لدى مفوضية شؤون اللاجئين، كطالبي لجوء، نحو 665 ألفًا، بينما يصل العدد الإجمالي إلى نحو 1.3 مليون سوري، حسب أرقام الحكومة الأردنية.