ارتفع عدد قتلى الغارات التي شنها طيران النظام على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، الليلة الماضية، إلى 10 مدنيين، بينهم طفلة وسيدتان، إضافة إلى عدد من الجرحى.
قال مدير الدفاع المدني في إدلب، مصطفى الشيخ يوسف، لـ (جيرون): “إن أكثر من 5 طائرات مروحية، وأخرى حربية من طراز (SU24)، تناوبت، منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة حتى المساء، على قصف مدن (خان شيخون، والسكيك، والخوين، وتل عاس، والتمانعة، والتح، وأم جلال، وتحتايا) في ريف إدلب الجنوبي، بأكثر من 40 لغمًا وبرميلًا متفجرًا، وما يزيد على 35 غارة جوية تحوي صواريخ فراغية شديدة الانفجار، ما أدى إلى مقتل 10 مدنيين، بينهم سيدتان وطفلة في خان شيخون، واثنان في بلدة (التح)، وإصابة أكثر من 30 مدنيًا جلّهم من الأطفال والنساء بجروح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى دمار كبير بالبنى التحتية”.
أشار الشيخ إلى أن “فرق الدفاع المدني سارعت إلى مكان حدوث القصف، وعملت على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ونقل المصابين إلى النقاط الطبية”، موضحًا أن “متطوعي الدفاع المدني تعرضوا للقصف بعدة غارات جوية، في أثناء أداء عملهم في نقل المصابين، ونتج عن ذلك القصف إصابة متطوع بجروح سطحية”.
قبل ساعات من هذا القصف، ألقى طيران النظام منشورات، الخميس، فوق بلدات ومدن في محافظة إدلب، تدعو الناس إلى الموافقة على عودة “حكم الدولة”، وتبلغهم بأن “الحرب شارفت على نهايتها”. وردّت فصائل المعارضة بشن حملة أمنية، ألقت خلالها القبض على 15 شخصًا في ريف معرة النعمان الشرقي متورطين في الدعوة إلى المصالحة مع النظام؛ ما دفع بعض الناشطين إلى ترجيح أن تكون هذه الاعتقالات سببًا في الغارات التي شنها النظام على المنطقة.
على الصعيد ذاته، أصدر (منسقو الاستجابة في الشمال السوري) بيانًا حول الوضع الإنساني، في بلدات ريف إدلب الجنوبي التي تعرضت للقصف، موضحين أن هناك حركة نزوح كامل لأهالي بلدة (التح)، والنازحين إليها، إلى الأماكن المجاورة الأكثر أمنًا، إضافة إلى نزوح جزئي شهدته مدينة خان شيخون والتمانعة في ريف إدلب الجنوبي. وأكد البيان أن الكثير من الأهالي الذين نزحوا من بلداتهم جرّاء الهجمة الشرسة يفترشون العراء تحت الأشجار، بانتظار عودة الهدوء النسبي إلى بلداتهم.
يشار إلى أن بشار الأسد صرّح، في 26 تموز/ يوليو الماضي، بأن إدلب ستكون هدفه المقبل، عادًا أن سكان إدلب الذي يصل عددهم إلى نحو 4 ملايين نسمة “إرهابيون”. وتخشى الأمم المتحدة من أن الضربات الجوية على المنطقة قد تؤدي إلى نزوح 2.5 مليون شخص نحو الحدود التركية.