أعلنت موسكو عقد لقاء رباعي، في العاصمة التركية أنقرة، “في المستقبل القريب”؛ لبحث الملف السوري، بالتزامن مع سعي المعارضة السورية المسلحة في إدلب لرصّ صفوفها، باستثناء (النصرة)، بدعم تركي، في الوقت الذي تغيب فيه المعارضة السياسية عن الساحة.
قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين: إن “من المقرر في المستقبل القريب عقد قمة رباعية بشأن سورية، بين زعماء روسيا وفرنسا وتركيا وألمانيا”، عقب ساعات من إعلان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أنقرة تبدأ اليوم وتنتهي غدًا الثلاثاء، يلتقي خلالها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
أضافت زاخاروفا، في تصريحات للصحافيين، أن الوزيرين سيوليان اهتمامًا خاصًا “للقضايا الموضوعة على الأجندة الدولية: الوضع في سورية، الشرق الأوسط، القوقاز، آسيا الوسطى، أوكرانيا، منطقة البحر الأسود”، بحسب قناة (روسيا اليوم).
مصدر معارض قال لـ (جيرون): إن “الاجتماع الرباعي يبدو أنه في سبيل تقريب وجهات النظر بين الدول، خصوصًا أن روسيا تدفع العجلة العسكرية في سورية، وتتحدث عن تطور المسار السياسي، في الوقت الذي تحاول فيه فرنسا عرقلة العجلة الروسية، من خلال تحركات دبلوماسية”.
أضاف المصدر أن “الأتراك يحاولون أن يحققوا تقدمًا في ملف إدلب، كي يتم تجنيب المنطقة محرقة تحضر لها روسيا والنظام وإيران، ولعل خطوة توحيد الصفوف المعارضة، المتوقعة، ستكون نقطة انطلاق في تخفيف حدة التحرك الروسي نحو الحل العسكري”.
وتابع: “المعارضة السياسية اليوم في حالة شلل كامل، هذا الشلل يمكن تفسيره بأنه نتيجة حتمية لانكفاء معظم الدول الداعمة لها عن تزويدها بالتطورات الداخلية للملف السوري. اليوم لا تصل إلى المعارضة معلومات أبدًا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، والسعودية غائبة عن الملف، في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لضمان مصالح تتعلق بأمنها القومي، من خلال تأمين الحدود السورية”.
في غضون ذلك، نقلت وكالة (رويترز) عن العقيد هيثم العفيسي، قائد (الجيش الوطني)، قوله: “نحن ننتقل في تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة، ولكننا نعمل على تجاوزها”.
أضاف العفيسي أن “كل ما تم تقديمه -حتى الآن- من دعم للجيش الوطني هو دعم تركي. ليس هناك أي دولة أخرى تشارك في هذا الأمر.. الدعم التركي يتمثل في تقديم رواتب للمقاتلين، وفي الوقت ذاته هنالك إصلاحات وتقديم مساعدة وخبرات في كافة المجالات: مادية، ولوجستية، وآليات، وسلاح، إذا استدعى الأمر”.
وتابع: “من الممكن دمج الجيش الوطني بسرعة مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب، إذا اقتضت الضرورة”، موضحًا أنه “يمكن أن يكون الدمج قريبًا في حال كانت الرؤية واحدة تمامًا، ونحن جاهزون ونمد يدنا إلى كل تشكيل يمثل أهداف الثورة”.
في السياق، قال مصدر عسكري في إدلب: إن “اندماج المجموعتين لم يعُد بعيدًا”، مشيرًا إلى أن “هذا الجيش لن يشمل (هيئة تحرير الشام)”، لكنه لم ينف أن يكون هناك تنسيق معها، في حال اندلعت المعركة، وقال: “بينها وبين النظام، لا شك أننا سنختارها هي، وسيتولى عناصرها القتال في جبهات معينة”.
في المقابل، نقلت صحيفة (الوطن)، التابعة للنظام، اليوم الاثنين، عمن سمتهم “مصادر معارضة مقربة من الجبهة الوطنية للتحرير”، قولها إن “مسلحي إدلب لا يثقون بـ (جبهة النصرة) التي يتوقعون أن تتخلى عنهم وتتركهم لمصيرهم، في المعركة المرتقبة في مواجهة الجيش العربي السوري العازم على تطهير المحافظة”.
أضافت الصحيفة أن “ميليشيات إدلب لا تثق ببعضها بعضًا، فالكل متهمون بميلهم لقبول (تسويات) والدخول في (مصالحات)، على غرار ما حدث في الغوطة الشرقية وفي الجنوب السوري”، وزعمت أن “مسلحي المصالحات الذين قدموا إلى إدلب من باقي المحافظات منبوذون من الجميع، ولا يُعتمد عليهم في خوض أي معركة، لأن من هزم في المعارك، أو انسحب من جبهات القتال، على استعداد للهزيمة والانسحاب من أي معركة أخرى”.