شهدت مدن وبلدات ريفي إدلب الشرقي وحماة الشمالي، الواقعة ضمن اتفاق “خفض التصعيد”، عصر أمس الثلاثاء، نزوحَ عدد كبير من الأهالي، إلى المناطق الحدودية وأماكن انتشار النقاط التركية؛ من جرّاء تزايد قصف طيران النظام، وتسببه في إصابة العشرات منهم ودمار منازلهم بشكل كامل.
قال (منسقو الاستجابة شمال سورية)، عبر بيان رسمي نشروه، أمس الثلاثاء، على صفحتهم الرسمية على (فيسبوك): “يستمر النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، بدعمٍ من الجانب الروسي، في انتهاك اتفاقية خفض التصعيد منذ أربعة أيام في الشمال السوري، حيث يستهدف القصف عدة بلدات في ريف حماه الشمالي، وريف إدلب الجنوبي، متسببًا في مقتل عشرات المدنيين”.
أضاف البيان أن “80 في المئة من أهالي بلدات (سحال، أم الخلاخيل، الجدوع، سكيات، الفريجة الجنوبية، الخوين، البريصة، تل الشيح، أم جلال، الرفة) في ريف إدلب الشرقي، وبعض بلدات ريف حماة الشمالي، نزحوا من بلداتهم، هربًا من قصف النظام”.
تتعرض مدن وبلدات ريفي إدلب الشرقي وحماة الشمالي، منذ أربعة أيام، لقصف مكثف من طائرات النظام الأسدي، أدى إلى مقتل نحو 15 مدنيًا، بينهم سيدات وأطفال، وإصابة العشرات من المدنيين، إضافة إلى تسبب القصف في موجة نزوح للمدنيين إلى أماكن أخرى بعيدًا عن القصف.
أشار الناشط مناحي الأحمد، من ريف حماة الشمالي، في حديث إلى (جيرون)، إلى أن “معظم الأهالي خرجوا، من دون أن يحملوا معهم أي شيء من مقتنياتهم، إلى المدن الأكثر أمنًا في ريف إدلب الشمالي المحاذية للحدود التركية، والبعض منهم نزح إلى مكان انتشار القوات التركية، في بلدة (الصرمان) في ريف معرة النعمان الشرقي”. وأوضح أن “معظم النازحين يعانون أوضاعًا إنسانية صعبة، ويبيتون في العراء من دون وجود خيام تؤويهم، وهم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية والصحية، لا سيما للأطفال منهم”.
إلى ذلك، دعا بيان (منسقو الاستجابة) “المجتمعَ الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التواصل مع الأطراف الفاعلة من أجل إيقاف التصعيد العسكري؛ لكون المنطقة ذات كثافة سكانية عالية، ولا تتحمل أي موجة نزوح جديدة”.
في السياق ذاته، قال المهندس محمد الشامي، مدير (منسقو الاستجابة شمال سورية)، لـ (جيرون): “رصدنا احتياجات النازحين من المدن الشرقية لمحافظة إدلب وريف حماة الشمالي الذي يتعرض للقصف، من حيث أعدادهم وأماكن تمركزهم، ونسعى لتأمين مساكن لهم، وتقديم مساعدات فورية، كونهم خرجوا من بلداتهم من دون أن يجلبوا معهم أيًا من أمتعتهم”.
وطالب الشامي “الهيئات الإنسانية والمجتمع الدولي بضرورة التواصل الفعّال مع مختلف الأطراف الفاعلة، والعمل على إيقاف الأعمال العسكرية الاخيرة في (منطقة خفض التصعيد)؛ لكون المنطقة ذات كثافة سكانية مرتفعة، ولا تحتمل أي موجة نزوح على الإطلاق”.
يذكر أن مكتب التنسيق والدعم التابع لـ (منسقو الاستجابة شمال سورية) أعلن، في أيار/ مايو الماضي، أن عدد سكان مناطق إدلب وريف حماه الشمالي بلغ ثلاثة ملايين و695 ألف نسمة، بينهم نحو مليون نازح من حلب وحماه ودمشق وريفها ودرعا والقنيطرة وحمص والمحافظات الشرقية.
تعليق واحد