بعد استعادة نظام الأسد مناطقَ كانت تسيطر عليها المعارضة في جنوب سورية؛ بدأت وسائل الإعلام الموالية للنظام تتباهى باستعادة العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، وسُمّيت الأردن والإمارات العربية المتحدة تحديدًا. دمشق حريصة على أن تُظهر أن نجاحها العسكري سوف يُقنع الحكومات الإقليمية -ومن ضمنها الصديقة للولايات المتحدة- بالتوقف عن التعامل معها كدولة منبوذة.
المحادثات بين دمشق وعمان حول استئناف العلاقات الاقتصادية بدأت منذ مدة غير قصيرة، حتى قبل بدء الحملة العسكرية للنظام في استعادة المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في الجنوب، على طول الحدود مع الأردن. كانت هناك زيارات استطلاعية قام بها رجال أعمال أردنيون في الأشهر الأخيرة، ومن ضمن ذلك زيارة وفدٍ، الأسبوع الماضي، برئاسة رئيس جمعية المصدرين والمنتجين الأردنيين للفاكهة والخضروات. كان تركيز الأردنيين منصبًّا على إعادة فتح معير نصيب الحدودي، لاستئناف التجارة البرية. في الأيام الأخيرة، أدلت كل من دمشق وعمان بتصريحات عن استعدادهما المبدئي لاستئناف التجارة عبر معبر نصيب.
بالتزامن مع هذا الخط، أعلنت شركة سورية للطيران التي تدار من طرف شركة (أجنحة الشام)، في أواخر شهر تموز/ يوليو الماضي، أنها سوف تبدأ تسيير رحلتين أسبوعيًا بين دمشق وعمان. ومن المعلوم أن مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية (…)، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، قام بإدراج شركة (أجنحة الشام) في كانون الأول/ ديسمبر 2016، ضمن شركات الطيران التي تنقل المقاتلين إلى سورية “للقتال نيابة عن النظام السوري، وساعدت المخابرات العسكرية السورية في نقل الأسلحة والجنود”. و(هناك تقارير تفيد أن ملكية شركة أجنحة الشام تعود إلى عصام شموط، وهو واجهة لابن خالة بشار الأسد، رامي مخلوف).
قبل أيام قليلة من هذا الإعلان، أعلنت (أجنحة الشام) خدمتها المباشرة الجديدة، من الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دمشق. تعمل شركات مرتبطة بنظام الأسد منذ مدة طويلة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت وزارة الخزانة قد صادقت على عدة عقوبات بحق عديد الكيانات التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها وتقدم مساعدات لنظام الأسد.
إضافة الى ذلك، أفادت تقارير من مؤسسات موالية للنظام أن مستثمرًا إماراتيًا، ونائب رئيس شركة آفاق للتمويل الإسلامي عبدالجليل البلوكي، قد زارا العاصمة السورية الأسبوع الماضي، والتقيا محافظ دمشق، الذي يشغل أيضا منصب مجلس إدارة (شركة شام القابضة) بشر الصبان. وبحسب صحيفة (الوطن)، التي تعود ملكيتها إلى رامي مخلوف، فإنهما قد أبديا اهتمامهما باستثمار مشروع لتطوير مدينة (ماروتا)، التي هي خطط لتطوير مناطق في دمشق، تم إخلاؤها بعد عملية تطهير عرقي ونزع الملكية، من خلال قوانين تجديد ملكية الأبنية التي تعود للنازحين.
في دمشق، أقامت شام القابضة مشاريع مشتركة مع مقربين من النظام وممولين بارزين أمثال: سامر فوز، ومازن ترزي. إضافة إلى ذلك، أنشأت شام القابضة شركة (روافد دمشق)، وهي مشروع مشترك بين أربع شركات للاستثمار في مشروع، من بينها شركة (راماك) للتنمية والمشاريع الإنسانية، التي يملكها مخلوف، والآن تحاول دمشق جذب مستثمرين عرب مثل البلوكي الذي كان قد أسس بالفعل شركة استثمار تنموية في سورية عام 2013.
يجب على الولايات المتحدة أن توضح لشركائها، مثل الأردن، والإمارات العربية المتحدة، أنها تعارض بشدة الجهود المبذولة لإحياء ثروات نظام الأسد. والأهم من كل ذلك، على الولايات المتحدة أن تؤكد بوضوح تام أنها ستفرض عقوبات ليس على كيانات مثل اجنحة الشام فحسب، بل على المستثمرين الأجانب الذين يتورطون مع النظام ومقربيه.
إضافة إلى كونه مسؤولًا عن القتل الجماعي، فإن نظام الأسد جزءٌ لا يتجزأ من السلسلة الإقليمية الإيرانية الممتدة من طهران إلى البحر المتوسط. والآن بعد أن أعلنت إدارة ترامب سياستها المتمثلة في تطبيق أقصى قدر من الضغط على إيران، ينبغي عليها أن توضح للأصدقاء والأعداء، على حد سواء، أنهم جزء من هذه السياسة، وسيواصلون معاملة سورية التي يديرها الأسد كدولة منبوذة.
العنوان الأصلي للمادة | Assad Regime Restoring Economic Ties with Jordan and UAE |
الكاتب | طوني بدران |
المصدر | مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية/ Foundation for Defense of Democracies |
الرابط | http://www.defenddemocracy.org/media-hit/badran-tony-assad-regime-restoring-economic-ties-with-jordan-and-uae/ |
المترجم | وحدة الترجمة والتعريب في مركز حرمون |