تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

تقارير إعلامية: طهران تستخدم الطيران المدني لتهريب الأسلحة إلى بيروت وبغداد

أكثر من مئتي غارة إسرائيلية على سورية خلال عامين.. وتهديدات إسرائيلية بقصف العراق

كشفت تقارير إعلامية أميركية وبريطانية كيف يعمل نظام الملالي في طهران على تهريب الأسلحة إلى ميليشيا (حزب الله) الإرهابية في لبنان، وإلى جماعات شيعية متشددة في العراق، عن طريق رحلات جوية سرية بهدف عدم اكتشافها من قبل أجهزة الرصد الجوي العربية.

شبكة (فوكس نيوز) الأميركية أكدت، في تقرير لها، أن طهران تستخدم طائرات مدنية، لتهريب الأسلحة من العاصمة الإيرانية إلى مطار رفيق الحريري في بيروت.

ونقلت الشبكة الأميركية عن مصادر استخباراتية، الاثنين الفائت، قولها: “إن شركة طيران مدني معروفة باسم (فارس قشم) تقوم بتهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشيات حزب الله اللبنانية ومصانع الأسلحة الإيرانية في لبنان”.

وأوضحت المصادر، بحسب (فوكس نيوز)، أنه “تم اكتشاف ممرات جوية تستخدمها إيران، وذلك لتفادي استهدافها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية، مشيرةً إلى أن آخرها ممرين تم تحديدهما خلال الشهريين الماضيين”.

ونسبت الشبكة الأميركية إلى المصادر الاستخباراتية في المنطقة قولها: إن “الإيرانيين يحاولون التوصل إلى أساليب جديدة وطرق لتهريب الأسلحة من إيران إلى حلفائها في الشرق الأوسط، متحدين قدرات العرب على تعقبهم”.

ووفقًا للمصادر الاستخباراتية، فإن “شركة الطيران (فارس قشم) الإيرانية نفذت في التاسع من شهر حزيران/ يونيو الماضي رحلة جوية، بطائرة بوينغ 747 أقلعت من قاعدة جوية في طهران، وتوقفت لفترة وجيزة في مطار دمشق، قبل أن تواصل رحلتها بمسار غير معهود إلى مطار بيروت، حيث هبطت فيه عند الساعة الرابعة بعد الظهر”.

وقالت (فوكس نيوز): إن “الطائرة تحركت عبر أجواء شمال لبنان في خطوة لا تقوم بها شركات الطيران عادة، حيث أكدت الاستخبارات الغربية أن الرحلة نقلت مكونات وعناصر لإنتاج أسلحة عالية الدقة في مصانع إيرانية لداخل لبنان”.

وتابعت الشبكة الإخبارية: إن “رحلة ثانية لشركة الطيران الإيرانية ذاتها انطلقت في 2 آب/ أغسطس من مطار طهران، ووصلت إلى بيروت قبل ساعتين ونصف من الموعد المحدد، وفيما لم تتوقف الطائرة في دمشق، إلا أنها اتبعت مسارًا غير معتاد نوعًا ما شمال سورية”.

وبحسب مصادر إعلامية متقاطعة، فإن (فارس قشم) واحدة من شركات الطيران الإيرانية المدنية الزائفة، وتستخدم لتهريب أسلحة من قبل ميليشيات (الحرس الثوري الإيراني)، وقوات (فيلق القدس) التي يقودها قاسم سليماني، ومن بين أعضاء مجلس إدارتها أشخاص يمثلون ميليشيات (الحرس الثوري) وهم: حمید رضا بهلواني، وعلي نقي جل پرست، وغلام رضا قاسمي.

وبموجب الاتفاق النووي الإيراني، يُحظر على طهران نقل أي أسلحة إلى دول أخرى.

نتنياهو: لا لتمركز إيران عسكريًا في سورية..

التعليق الإسرائيلي على هذه الأنباء، التي توسع مجال القلق في تل أبيب من التهديدات الصاروخية من جنوب لبنان، ليصل إلى الأراضي العراقية، جاء باعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ضمنيًا، بالغارات الإسرائيلية في الأراضي السورية، وقوله إن “الهدف منها منع إيران من صنع أسلحة وصواريخ دقيقة في سورية”.

نتنياهو أكد في بداية اجتماع حكومته، الأربعاء، أن “إسرائيل مصرة على منع إيران من التمركز عسكريًا في سورية”. مضيفًا: “نحن نعمل ضد محاولات صنع أسلحة دقيقة في جميع الجبهات، القريبة والبعيدة، وسنواصل العمل من أجل أمن إسرائيل”.

تأتي أقوال نتنياهو غداة هجمات إسرائيلية ضد مواقع في ريفي حماة وطرطوس في سورية، الثلاثاء. وفي موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه شنّ أكثر من مئتي غارة في سورية، خلال السنتين الماضيتين.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قد ألمح الاثنين، إلى أن بلاده قد تهاجم قطعًا عسكرية يشتبه بأنها إيرانية في العراق، مثلما فعلت بشنّها عشرات الضربات الجوية في سورية. وأضاف خلال مشاركته في (مؤتمر المؤثرين) الذي تعقده (شركة الأخبار – القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي سابقًا): “إننا نراقب كل ما يحدث في سورية بالتأكيد. وبالنسبة إلى التهديدات الإيرانية، فإننا لا نقصر أنفسنا على الأراضي السورية فحسب”. وردًا على سؤال: أهذا الأمر يشمل العراق، قال ليبرمان: “أقول إننا سنتعامل مع أي تهديد إيراني، ولا يهم مصدره. حرية إسرائيل كاملة. ونحتفظ بحرية التصرف”.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، الأربعاء، أن سلاحه الجوي نفذ أكثر مئتي غارة خلال العامين الماضيين على أهداف في سورية، وذلك في إطار حربه على ما يسميه التمركز العسكري الإيراني هناك.

وأشار البيان، إلى أن الجيش استخدم في غاراته نحو 800 صاروخ وقنبلة، استهدفت مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني، ومستودعات أسلحة وشحنات صواريخ متطورة كانت في طريقها لـ (حزب الله) في لبنان، كما شنّ هجمات إلكترونية لم يفصح عن ماهيتها. وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن “إيران قررت التمركز عسكريًا في سورية، مثلما فعلت في لبنان واليمن”.

مصنع أسلحة إيراني في بانياس الساحلية!

صحيفة (التايمز) البريطانية قالت، أوائل الشهر الجاري، في تقرير لها: إن “إيران قامت ببناء مصنع للصواريخ في سورية”.

التقرير، الذي أعده ريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، جاء تحت عنوان (إيران تعمل على بناء مصنع صواريخ في سورية تحت الستار الروسي)، وقال سبنسر فيه: إن “إيران تقوم ببناء مصنع صواريخ تحت المظلة الدفاعية الروسية، وتقوم في الوقت نفسه بإرسال الصواريخ الباليستية إلى حلفائها في العراق”. وبنى الصحفي البريطاني معلوماته على تقرير قال إنه “أثار مخاوف بشأن توسع المواجهة مع إسرائيل”.

وكشفت صور فضائية ما يظهر أنه مصنع في شمال غرب سورية قرب بلدة بانياس، وهي منطقة تغطيها المنظومة الدفاعية الصاروخية الروسية (إس – 400)، التي نشرتها موسكو لحماية عملياتها العسكرية في سورية. وتزامن القصف الإسرائيلي مع إغلاق البحرية الروسية المتمركزة في البحر المتوسط قبالة اللاذقية أجواء الساحل السوري.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت ضواحي مدينة بانياس الساحلية في ريف طرطوس، وجبال مصياف في ريف حماة الغربي، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء النظام السوري (سانا)، مساء يوم الثلاثاء.

وقالت مصادر إعلامية معارضة: إن “الانفجارات التي هزت ضواحي مدينة بانياس الساحلية بريف طرطوس، وجبال مصياف في ريف حماة الغربي، ناجمة عن ضربات صاروخية إسرائيلية طالت مواقع تحوي منشآت عسكرية إيرانية، ما تسبب في دمار وأضرار مادية، ومعلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية”.

وقامت (إيميج سات إنترناشونال) في “إسرائيل” بالتقاط صورة للمصنع في وادي جهنم ببانياس. وتقول الشركة الإسرائيلية إن صورة الموقع الجديد تذكر بمجمع (بارشين) السري لتطوير الصواريخ في إيران. وأضافت أنه “.. بسبب الدعم الإيراني، فإن الصواريخ ستعزز قدرات طهران في سورية، وحزب الله، في مواجهة إسرائيل”.

طهران تنقل صواريخ من سوريا إلى العراق

تقرير ريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (التايمز) ذكر أن “إسرائيل تعهدت باستهداف كل ش حنات نقل السلاح التي ترسلها إيران، وبشكل مستمر، إلى سورية، ولكنها لم توجه ضربات ضد حلفاء إيران في العراق”.وأكد سبنسر أن “العراق الموزع بين ولائه للغرب ولإيران سيواجه وضعًا فوضويًا، إذا وجّهت إسرائيل ضربات جوية لحلفاء إيران هناك”.

ونقلت وكالة (رويترز)، قبل أيام، عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية، قولها: إن “طهران سلمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور قدرتها على بناء مزيد من الصواريخ هناك لردع الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط، ولضرب خصومها في المنطقة”.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، ومصدرين في الاستخبارات العراقية، واثنين آخرين في استخبارات غربية، القول إن “إيران نقلت هذه الصواريخ -وهي قصيرة المدى- خلال الأشهر القليلة الماضية”.

من جانب آخر، علّق وزير الخارجية مايك بومبيو على التقارير الإخبارية التي تحدثت عن نقل إيران صواريخ من سورية إلى العراق. قائلًا في تغريدة عبر حسابه على (تويتر)، السبت الفائت، إنه “في حال تم التثبت من الخبر، فإن ذلك يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة العراقية، وقرار مجلس الأمن 2231”. وتابع قائلًا: “بغداد من تقرر ما يجري على أراضيها، وليس طهران”.

وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية، الثلاثاء الفائت، أن “واشنطن طلبت من إسرائيل عدم شنّ أي غارات جوية في العراق، قبل أسابيع من ظهور تقارير تفيد بأن طهران نشرت صواريخ باليستية قادرة على ضرب السعودية وإسرائيل”. وأفادت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين قالوا لمسؤولي الدفاع الإسرائيليين حرفيًا: “رجاءً، اتركوا العراق لنا”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق