تعرضت عدة مواقع عسكرية قرب مدينة اللاذقية لهجوم صاروخي، مساء أمس الاثنين، قامت به طائرات إسرائيلية؛ ما تسبب في انفجارات ضخمة. وأعلن نظام الأسد أنه تصدى لبعض الصواريخ، فيما أسقطت دفاعاته الجوية طائرة روسية، عن طريق الخطأ.
وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا) نقلت عن مصدر عسكري قوله: “وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ معادية قادمة من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية، واعترضت عددًا منها قبل الوصول إلى أهدافها”، أضافت الوكالة: “استهدفت بعض الصواريخ مستودعات مؤسسة الصناعات التقنية، قرب مدينة اللاذقية”.
أثناء الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له مواقع النظام، بثت صفحات موالية عدة صور، قالت إنها لتصدي الدفاعات الجوية لعدة صواريخ فوق مدينة اللاذقية وضواحيها، كما بثت صور انفجارات شديدة قرب مدينة اللاذقية.
في السياق ذاته، قالت قناة (الإخبارية السورية): إن “10 أشخاص أصيبوا في الهجوم، كما سقط أحد الصواريخ في منطقة مفتوحة غرب حمص، مما أدى إلى اندلاع حرائق”، مضيفة: “تسببت الصواريخ في انقطاع الكهرباء عن بعض مناطق محافظة اللاذقية، لكن ورشات الصيانة أعادتها إلى العمل بعد عدة ساعات”، بينما رفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على الهجوم.
من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عن مصادر عسكرية، أن “ثلاثة مواقع تعرضت لقصف جوي، وهي محطة الغاز على مدخل مدينة اللاذقية الشرقي، ومؤسسة تقنية قرب منطقة (سامية) شرقي مدينة اللاذقية، إضافة إلى مركز البحوث العلمية، قرب جامعة تشرين على أطراف مدينة اللاذقية”.

وقالت وسائل إعلام روسية: إن “قاعدة (حميميم) رصدت إطلاق صواريخ من الفرقاطة الفرنسية (أوفيرن) التي كانت تبحر في البحر المتوسط”، لكن وكالة (فرانس برس) نقلت عن متحدث باسم الجيش الفرنسي نفيه إطلاق إي صاروخ، أو المشاركة في عملية عسكرية على السواحل السورية، أمس الاثنين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها فقدت الاتصال مع طائرة نقل عسكرية، من نوع (أيل 20)، تقلّ 14 عسكريًا روسيًا، كانت تحلّق لحظة الهجوم الإسرائيلي قبالة شواطئ اللاذقية على عمق 35 كم. بينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن صواريخ دفاع جوي سورية هي من أصابت الطائرة الروسية وأسقطتها.
بعد مضي عدة ساعات على إعلان فقدان الطائرة الروسية، أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانًا قالت فيه: “تم إسقاط الطائرة الروسية بصاروخ من نوع (س 200) تابع للدفاعات الجوية السورية، خلال التصدي لهجوم جوي إسرائيلي”، مضيفة: “إن الطيارين الإسرائيليين تستروا بالطائرة الروسية، لتصبح عرضة للنيران السورية، معلنة احتفاظها لنفسها بحق الرد المناسب، على تصرفات إسرائيل الاستفزازية”.
يأتي هجوم أمس الإسرائيلي على اللاذقية، بعد يومين فقط على هجوم مماثل شنته “إسرائيل” على مطار دمشق الدولي، وقد أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها “دمرت مساء السبت الماضي طائرة شحن إيرانية محملة بالأسلحة، بعد هبوطها بعدة ساعات في أرض المطار، كما تم تدمير مستودعات تستخدمها الميليشيات الإيرانية قرب المطار”.

كما تعرّضت مناطق عسكرية في كل من حماة وبانياس لهجمات مماثلة قبل أسبوع، فيما دمرت طائرات إسرائيلية مستودعات ذخيرة في مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق، بداية الشهر الحالي، قال (المرصد السوري لحقوق الإنسان) إنها “مواقع عسكرية إيرانية”، وكان النظام قد أسقط طائرة عسكرية إسرائيلية قرب الجولان المحتل، قبل عدة أشهر، وقد ردت (إسرائيل) بتدمير عدة منصات للدفاع الجوي، جنوب العاصمة دمشق.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح، خلال اجتماع حكومته الأسبوعي، أن “إسرائيل ستتحرك دائمًا لمنع الأعداء من التزود بأسلحة متطورة”. وأكدت (إسرائيل) الشهر الماضي أنها “شنت 200 غارة جوية في سورية خلال الـ 18 شهرًا الماضية، ضد أهداف إيرانية أو تابعة لميليشيا (حزب الله)”.
المحلل العسكري العقيد أحمد مرهف حمادة قال، في حديث إلى (جيرون): “(إسرائيل) قصفت مواقع عسكرية وتقنية، وهي لم تخفِ ذلك، ومستمرة فيه، وبخاصة المنشآت التي تسيطر عليها إيران، لمنعها من إنتاج صواريخ وتطويرها، وقد استهدفت أمس مصنعًا للصواريخ ومستودعات في محيط اللاذقية”. وأضاف: “(إسرائيل) تستكمل الأهداف التي وضعتها، كمطار المزة والدولي وغيرها، وقد اعترفت بشن 200 عملية قصف، خلال السنة ونصف السنة الماضية، وهي مستمرة في سعيها لتقويض الوجود الإيراني”.
عن تأثير تكرار هذه الضربات على الوضع في سورية، قال حمادة: “لن تؤثر في مسرح الأحداث، طالما أن النظام وداعميه يتخذون الشعب السوري عدوًا، بينما (إسرائيل) تسرح وتمرح دون أي رادع”، مضيفًا: “(إسرائيل)، وكذلك الولايات المتحدة، مصرة على استهداف الوجود الإيراني، وخاصة بعد توقيع الاتفاق العسكري مع نظام الأسد، خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني مؤخرًا إلى دمشق، ولا أستبعد أن يتخذ الروس موقفًا متشددًا مع الأسد، لأنهم يؤمنون بالمصالح”.
يذكر أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت عدة مرات مواقع للنظام قبل اندلاع الثورة، كان أهمها موقع مفاعل (الكبر) النووي في دير الزور، كما كررت استهداف مواقع عسكرية ومستودعات صواريخ قرب دمشق، منذ عام 2012 عدة مرات، وكان النظام دائمًا يكتفي ببيانات تندد بهذه الضربات، ويقول إنه يحتفظ بـ “حق الرد”. بحسب وصفه.