في مؤشر على قرب تفكيك قاعدة (التنف) الأميركية، عند المثلث الحدودي السوري – الأردني – العراقي، بدأ مسلحو لواء (شهداء القريتين) في مخيم الركبان تسجيل أسمائهم للخروج إلى الشمال السوري. وبدأ عشرات من مقاتلي (اللواء)، الأحد الماضي، الاستعداد للخروج من مخيم الركبان في اتجاه منطقة (درع الفرات) شمالي سورية، بعد اتفاق مصالحة توصلوا إليه مع روسيا.
وأوضحت مصادر في (اللواء) أن عدد المقاتلين الذين سيخرجون، بموجب هذا الاتفاق، يُقدر بنحو 150 مقاتلًا، إضافة إلى ما لا يقل عن خمسة آلاف من المدنيين، سيتوجهون بداية من المخيم نحو مدينة الضمير، ومنها في اتجاه الشمال السوري.
يقضي الاتفاق مع روسيا بتسليم السلاح الثقيل لقوات النظام، بينما يصطحب مقاتلو اللواء سلاحهم الخفيف فقط، ليبقى الوضع في مخيم الركبان على حاله، إذ يعتبر اللواء أصغر فصيل في المنطقة، ولا يلعب أي دور فيها منذ أوقفت قوات التحالف دعمه، بعد خلافات بين الجانبين.
وتستقر فصائل عدة من (الجيش السوري الحر) في مخيم الركبان (237 كم جنوب شرقي حمص)، أبرزها (جيش أحرار العشائر)، و(جيش مغاوير الثورة)، وهما المسؤولان عن حماية مخيم الركبان، إضافة إلى كل من (أسود الشرقية)، و(قوات الشهيد أحمد العبدو).
وكان (شهداء القريتين) قد أعلنوا، منذ أكثر من عام، أن قوات التحالف الدولي أبلغتهم بإيقاف الدعم المالي والعسكري عنهم، وقطعت كافة الإمدادات، بسبب رفضهم شروط التحالف بعدم الاشتباك مع قوات النظام “نهائيًا”، إلا في حال مهاجمة الأخيرة لمقار (اللواء).
يُذكر أن مقاتلي الفصيل كانوا يتواجدون في مناطق اللجاة في درعا، والبتراء في القلمون الشرقي، كما أنهم ينتشرون، من منطقة (الزقف) شرقًا إلى (بئر محروثة) غربًا في البادية السورية، أي أن تواجدهم في مخيم الركبان سيكون آخر نقطة لهم في جنوب وشرق سورية، بعد التهجير الذي تعرضوا له في القلمون ودرعا.
هذه الأنباء تتقاطع مع نيّات واشنطن بمغادرة سورية، وإيقافها الدعم للفصائل المعارضة، فـ (جيش مغاوير الثورة) المتمركز في معبر التنف، أعلن في نهاية أيار/ مايو الماضي أن قوات التحالف الدولي تهمل طلباتهم للسلاح، إذا كان الهدف منها محاربة النظام.
وسيطرت قوات النظام، في 26 من أيار/ مايو الماضي، على بلدتي خنيفيس والصوانة (70 كم جنوب غرب مدينة تدمر)، وعلى مناجم فوسفات الشرقية في البلدتين، بعد انسحاب (داعش) منهما، إضافة إلى السيطرة على بلدة العليانية (60 كم جنوب تدمر).
أما السلطات الأردنية فأغلقت النقطة الطبية الوحيدة في المخيم، بعد أن أوقفت دخول السيارات إلى النقطة الطبية الموجودة داخل الساتر الأردني منذ أيام.
وقال رئيس المكتب الإعلامي للإدارة المدنية في المخيم محمود قاسم الهميلي، لوسائل لإعلام: إن النقطة الطبية كانت الوحيدة التي تعالج النازحين، فيما يوجد بعض النقاط الأخرى داخل المخيم، يقتصر عملها على تقديم الإسعافات الأولية فقط.
وكانت عشرات العائلات في مخيم الركبان قد غادرت في اتجاه مناطق سيطرة النظام السوري، في شهر تموز/ يوليو الماضي، بسبب تردي الوضع الصحي والمعيشي والخدمي وانعدام الأمن.