تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

المصير المجهول لأسرى (داعش) لدى “قوات سوريا الديمقراطية”

أعلنت (هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية) التابعة لـ (قوات سوريا الديمقراطية/ قسد) في مدينة القامشلي، عبر مؤتمر صحفي حضره عشرات من وسائل الإعلام، تسليمَها لامرأة سودانية لحكومة بلادها، ومعها طفلها الرضيع البالغ من العمر شهرًا واحدًا، كانت منتسبة إلى صفوف (تنظيم الدولية الإسلامية/ داعش)، وحضر عملية التسليم كل من مسؤول العلاقات الخارجية لـ (الإدارة الذاتية) عبد الكريم عمر، ومستشار السفير السوداني في العاصمة السورية دمشق هشام علي.

نقلت وكالة (رويترز)، عن مسؤول العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في قوات (قسد)، أنه “يوجد ألف أسير محتجز لديهم (500 مقاتل أجنبي و500 غير مقاتلين) ينحدرون من نحو 40 دولة، وأن القوات ستحاول، عن طريق الحوار، وعن طريق المفاوضات، تسليمهم إلى دولهم، وقد تمت إعادة 50 أو 60 شخصًا آخرين إلى دول كروسيا وإندونيسيا، من بينهم نساء وأطفال، وتم مؤخرًا بتسليم محتجزة سودانية إلى بلادها”.

وأفاد بأن “(قوات سوريا الديمقراطية) تُحارب الآن، لاستعادة آخر القرى التي لا تزال تحت سيطرة (داعش)، على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق، واحتجزت مزيدًا من المسلحين الأجانب”، مؤكدًا أن “الإدارة تفتقر إلى الموارد لتعيد تأهيل كثير من السجناء بشكل ملائم”، وأنها “ستقدّم المقاتلين السوريين إلى المحاكمة، لكنها لن تُحاكم الأجانب، كما أنها لن تُعدم أحدًا، لأنها لا تطبق عقوبة الإعدام”.

من جانب آخر،  أكد مصدر أمني، في جهاز المخابرات الوطني السوداني، أن “جهاز الأمن وقياداته استطاع، بفضل الجهود والعلاقات التي يتميز بها، أن يحقق نصرًا جديدًا، بتخليص الطبيبة ندى سامي سعد التي كانت رهن الاعتقال في سورية، وسوف تعود الطبيبة لحضن أسرتها قريبًا”. بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية.

تتجه ميليشيا (قوات سوريا الديمقراطية) إلى التخلص من ملف أسرى (داعش)، وقامت في 2 حزيران/ يونيو، بإطلاق سراح تسعة من مقاتلي التنظيم في مدينة الطبقة، كانوا في سجن (عايد)، بعد اعتقالهم مدة سبعة أشهر. إضافة إلى عقدها عدة صفقات تبادل للأسرى، بينها وبين التنظيم، كان آخرها في شهر نيسان/ أبريل، إذ جرت مفاوضات بين ممثلين عن القوات ووسطاء ووجهاء من ريف دير الزور، أفضت إلى عقد اتفاق لتبادل الأسرى، تم في حقل العمر النفطي بدير الزور.

وفي السادس من الشهر الماضي، أعلنت قوات (قسد)، في بيان لها، أنها “مستعدة بشكل تام لأي عملية تبادل بين أسرى (داعش) لديها، والمختطفين من مدينة السويداء”، بعد هجوم التنظيم على المدينة، وتمكنه من خطف أكثر من 30 شخصًا بينهم نساء وأطفال.

من جهة أخرى، تحاول هذه الميليشيا الكردية الابتعاد عن خيار أسر مقاتلي (داعش)، في المعارك التي يخوضونها ضدهم، للتخلص من تبعات أسرهم، وبهذا الخصوص، أوضح لـ (جيرون) الخبير العسكري منذر الديواني أن من المحتمل “أنه تم إعدام عدد قليل من الأسرى الأجانب، لكن غالبيتهم ما زالوا على قيد الحياة، لا سيما النساء والأطفال. وقد أشارت معلومات إلى أن عددًا من مقاتلي (داعش) تم نقلهم إلى خارج سورية، وتحديدًا إلى شبه جزيرة سيناء، وليس من المستبعد أن يكون النظام السوري قد ساهم في ذلك، للتخلص من أسرى (داعش) الأجانب الموجودين لديه”.

ما تحدث عنه الديواني، أكدته معلومات أدلى بها الناطق الرسمي لـ (قسد) طلال سلو، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، وهو الذي انشق عنها ولجأ إلى تركيا، وكشف بحسب (رويترز) أن “القوات عقدت صفقة مع من تبقى من مقاتلي (داعش) الذين حوصروا في الرقة، تم بموجبها نقل 4000 شخص من (داعش) 500 منهم مقاتلون، والآخرون من عوائلهم، إلى خارج مدينة الرقة، وأن ما رُوي عن معركة أخيرة كان محض خيال، بهدف إبعاد الصحفيين حتى إتمام عملية الإجلاء”.

وأضافت (رويترز) في ذات الوقت، نقلًا عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن “قافلة يصل طولها إلى 7 كيلومترات، مكونة من 50 شاحنة و13 حافلة و100 سيارة تابعة للتنظيم، محملة بالمقاتلات والذخيرة، خرجت من الرقة”.

بالعودة إلى ملف أسرى (داعش)، وحول الخيارات المحتملة لمصيرهم، أوضح الخبير العسكري، منذر الديواني أن “ليس لدى (قوات سوريا الديمقراطية) أسرى من (داعش) فحسب، بل كذلك النظام السوري يمتلك أعدادًا غير معروفة منهم، ويُتوقع أن تكون كبيرة، ولذلك فإن ملف معتقلي (داعش) لن تتمكن (قوات سوريا الديمقراطية) من إنهائه بشكل منفرد، وبناء عليه قد تتدخل الولايات المتحدة وروسيا، وتجريان تنسيقًا أمنيًا عالي المستوى، يفضي إلى تسليم أولئك الأسرى إلى دولهم، عبر التواصل مع الجانب الروسي أو الأميركي، من دون الحاجة إلى التواصل بشكل مباشر مع النظام السوري أو القوات”.

لكن الباحث في (مركز جسور للدراسات) أيهم مقدسي، اعتبر في تصريح لـ (جيرون)، أن “الدول التي تقود العمليات العسكرية ضد التنظيم، وهي الولايات المتحدة وروسيا، ستعمل على تطبيق نموذج أفغانستان في التخلص من مقاتلي القاعدة، حيث عملت واشنطن حينذاك على تسهيل حركة مرور الجهاديين إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية، ومن المحتمل أن تقوم الولايات المتحدة بنقل أسرى (داعش) إلى سجون أميركية خاصة، كما فعلت في سجن (أبو غريب) في العراق، للاستفادة منهم ككيانات وظيفية في أماكن أخرى”.

من الجدير بالذكر أن (قوات سوريا الديمقراطية) قامت، في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، بتسليم 13 امرأة و29 طفلًا، من أصول روسية وشيشانية وداغستانية وكازاخية، كانت قد اعتقلتهم في مدينة الرقة، إلى وفد عسكري روسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة القامشلي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق