تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

اتفاق إدلب.. المعارضة متفائلة وسط شكوك حول نجاحه

ترامب: الفضل في التوصل إلى اتفاق إدلب يعود لي

يثير اتفاق سوتشي حول إدلب، بين الجانبين التركي والروسي، الذي تم التوصل إليه في 17 أيلول/سبتمبر الجاري، شكوكًا حول إمكانية الالتزام به، وسط وجود (جبهة النصرة) من جهة، وترجيحات بعدم التزام النظام بالاتفاق -حيث تم استهداف مناطق أمس في إدلب- بدعم من إيران، في الوقت الذي تعلو فيه أصوات معارضة تفاؤلًا بالاتفاق ومستقبله.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال أمس الأربعاء: إن “المجموعات الراديكالية بدأت الخروج من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب”، مضيفًا في تصريحات لوكالة (رويترز) أن “استمرار مساعي السلام في سورية غير ممكن، مع بقاء نظام بشار الأسد”.

كما ذكر مسؤول كبير في المعارضة السورية، اليوم الخميس، أن الأخيرة “لديها ثقة متزايدة في أن خصومها من الجهاديين سيلتزمون، بشرط مغادرة المنطقة منزوعة السلاح التي أنشأتها تركيا وروسيا”، بحسب ما ذكرت وكالة (رويترز).

المسؤول أشار إلى أن “(هيئة تحرير الشام) بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي، من خلال أطراف ثالثة في الأيام القليلة الماضية، لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق.. الأمور تسير بشكل جيد و(هيئة تحرير الشام) وعدت مبدئيًا بتنفيذ الاتفاق دون إعلان الموافقة”.

علمت (جيرون)، من مصدر معارض، أن الاتفاق الروسي التركي حظي بمباركة أميركية عشية توقيعه، موضحًا أن (جبهة النصرة) التي يجري الحديث عنها لا تشكل كثير أهمية في المعادلة، خصوصًا إذا ما نظرنا إلى تغير المزاج الشعبي داخل إدلب، من حيث استعدادهم لمواجهتها في حال شكلت ذريعة للنظام من أجل قتل المدنيين.

ويرى المصدر أن النظام خسر الجولة، على الرغم من أنه أظهر نفسه منتصرًا، لأن الأخير لم يكن ينوي أن يتيح للمعارضة المجال في البقاء، كان يود إنهاء المعارضة هناك “بذريعة الإرهاب والنصرة”.

كما لفت المصدر الانتباه إلى أن استهداف الطائرة الروسية، بعد ساعات من الاتفاق، هو رسالة إسرائيلية-أميركية للروس، تقول لهم إنه يمكن في أي لحظة قطع الصلات بين الجيش الروسي في المتوسط، والدماغ (غرفة عمليات الجيش الروسي في سورية)، وقال إن “الطائرة التي تم اسقاطها هي طائرة إنذار وتجسس واستطلاع ونقل بيانات”.

في السياق، نشرت صحيفة (ذي ناشيونال إنتريست) تقريرًا قبل أيام، اطلعت عليه (جيرون)، أشار إلى أن الخيار المتاح اليوم أمام تركيا هو “الخيار الصعب”، في إشارة إلى انسحابها من إدلب، وذلك لأن النظام لن يصمت هو والإيرانيون أمام هذا الاتفاق طويلًا، ومن المرجح أن يشن عملية عسكرية في المنطقة مخالفًا الرغبة الروسية.

وقالت الصحيفة إنه في حال جنح النظام إلى المعركة؛ لن يكون أمام الروس إلا دعمه، خصوصًا أن مصلحتهم في بقائه، وهذا يعني -وفق الصحيفة- أن تركيا ستكون في مواجهة روسيا، أبرز حلفائها في ظل الخلافات القائمة مع واشنطن، في حال الهجوم على إدلب، وتركيا ليس من مصلحتها خسارة روسيا أيضًا.

في ذلك أيضًا، رأى رئيس “الحزب الاشتراكي اللبناني” وليد جنبلاط أن النظام سيُفشل اتفاق إدلب، وكتب عبر حسابه في (تويتر) أمس الأربعاء: إن النظام نقل مئات المقاتلين من (داعش) من منطقة البوكمال إلى إدلب، عادًا أن ذلك يأتي بغرض “تفجير الاتفاق الروسي التركي”.

من جهة أخرى، عدّ رئيس وفد المعارضة لاجتماعات (أستانا) أحمد طعمة، أن اتفاق إدلب “هو تتويج لاتفاق أستانا.. أعتقد أنه تتويج لاتفاقات أستانا، وللمسار الطويل الذي دام قرابة سنة ونصف”، مشيرًا إلى أن تركيا ستشرف على طرق تنفيذ الاتفاق الذي يقضي بوجود منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترًا، على خط التماس بين مناطق المعارضة والنظام السوري، ويقضي بفتح طريقي حلب – اللاذقية، وحلب – حماة.

ويرى طعمة، في مقابلة مع (جيرون) نُشرت أمس، أن الروس “سيلتزمون بالاتفاق، نظرًا إلى حساسية الموقف الدولي والمحلي الحالي في المنطقة”، مرجحًا أن التزام الروس ونجاح اتفاق المنطقة المنزوعة السلاح إلى خمسة عوامل: الأول هو إصرار الجانب التركي الشديد على عدم السماح لأي طرف بالاقتراب من مناطق (غصن الزيتون) من جهة، ومن جهة أخرى خوفًا من تدفق اللاجئين، العامل الثاني هو الاستعداد العسكري لفصائل المعارضة، العامل الثالث يتجسد بقرب بدء العقوبات الأميركية الصارمة على إيران، العامل الرابع أن موقف الأميركيين واضح، فهم مدركون تمامًا أنه في حال سقوط إدلب في يد النظام السوري، فإن الأخير سيتعنت في إحلال عملية السلام، والعامل الخامس يتمثل بتخوّف الروس من عودة الخلاف مع تركيا من جديد.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدّ أن الاتفاق الذي تم بين تركيا وروسيا هو ثمرة مواقفه الرادعة، وقال خلال مؤتمر صحفي في نيويورك أمس: إن امتناع روسيا وإيران والنظام عن تنفيذ الهجوم جاء عقب تغريدة له عبر حسابه في (تويتر) قال فيها إن هذه القوى “سترتكب خطأً إنسانيًا فادحًا بالمشاركة في هذه المسأة الإنسانية المحتملة”.

وأضاف ترامب: “سورية في حالة فوضى، وأنا كنت مسؤولًا (عن وقف الهجوم)، وآمل أن يظل الوضع كما هو عليه… حين كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي قبل بضعة أسابيع عن محافظة إدلب، قلت: (لا تُقدموا على ذلك)”، وفق ما نقلت وكالة (رويترز). وتابع: “لن يُرجع أحد الفضل لي في ذلك، لكن لا بأس لأن الناس يعلمون. لكن المزيد من السوريين شكروني على ذلك… كان هذا قبل أربعة أسابيع تقريبًا، أوقفت ذلك”.

على الصعيد الميداني، ذكرت وكالة (الأناضول) التركية، أمس الأربعاء، أن “قوات النظام السوري والجماعات الأجنبية الداعمة لها، نفذت قصفًا مدفعيًا منخفض الوتيرة، استهدف منطقة إدلب المصنفة ضمن مناطق (خفض التصعيد) شمالي سورية”. ووفق الوكالة، فإن “القرى المستهدفة هي بلدة اللطامنة، وقرية أبوعبيدة بريف حماة، وحي الراشدين، وكفرحمرة بريف حلب، وبلدة التمانعة، وقرية تل مرق في إدلب، ومنطقة جبل الأكراد في اللاذقية”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق