الصورة: الرئيس ترامب يحمل رسمًا يسلّط الضوء على مبيعات الأسلحة للسعودية خلال اجتماع مع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في المكتب البيضاوي يوم 20 آذار/ مارس. (إيفان فوكتي/ أسوشيتد برس)
يجب أن يكون الهدف المركزي لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو تعزيز التوازن بين القوى المتنافسة التي تخدم المصالح الأساسية للولايات المتحدة: السلام، بما في ذلك مع إسرائيل، والتحديث الاقتصادي والتسامح الديني وحقوق الإنسان. الرئيس باراك أوباما تبنى تلك الأجندة حتى لو ارتكب أخطاء فادحة في الممارسة. على النقيض من ذلك، اختار الرئيس ترامب أن ينحاز، بشكل لا لبس فيه وبطريقة غير نزيهة، إلى أحد محاور المنطقة، بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها السنّة والمدعومين ضمنيًا من إسرائيل. وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الكوارث، منها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في اليمن، وقتل الصحافي جمال خاشقجي، وقد يكون الأسوأ لم يأت بعد.
إن المنطقة الأكثر اضطرابًا في العالم يُحركها -جزئيًا- صراعٌ طائفي بين الشيعة والسنة، يمتد من العراق إلى لبنان ومن سورية إلى اليمن. تحاول إيران، زعيمة الجبهة الشيعية، أن ترسّخ نفسها كقوة مهيمنة إقليمية، من خلال شنّ الحرب عبر وكلاء، وسعيها للحصول على الأسلحة النووية. يجب مقاومة عدوانها، لكن ليس من خلال اصطفاف الولايات المتحدة مع الجهاد الطائفي السني ضد الشيعة.
السنّة، من جانبهم، منقسمون بين المستبدين الوطنيين، مثل عبد الفتاح السيسي المصري ومحمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وهؤلاء المتعاطفون مع الإسلام السياسي، بما في ذلك قطر وتركيا رجب طيب أردوغان. هنا أيضًا، تميل إدارة ترامب بشكل غير حكيم نحو جانب واحد -أي إلى جانب السعوديين- حيث يُفضل أن تكون السياسة الأميركية السليمة هي أن تدفع كلا المعسكرين لتبني التسامح والخطوات نحو الديمقراطية.
التوازن أمرٌ يصعب التوصل إليه، وكثيرًا ما أخطأت إدارة أوباما. الذي سمح بأن يهيمن على جدول أعماله السعي وراء الاتفاق المعيب، وهو الحدّ مؤقتًا من برنامج إيران النووي. لتحقيق ذلك، تراجعت الإدارة عن مقاومة العدوان الإيراني في سورية. كما أنها أقنعت نفسها، بشكل خاطئ، بأن من الممكن إقناع إيران بالتخلي عن طموحاتها الإمبراطورية. كان أوباما في كثير من الأحيان على خلاف مع الحكومتين السعودية والإسرائيلية، ولكنه، في مسعًى أخرق لتحقيق التوازن في الاتفاق الإيراني، دعَم في البداية حملة قصفٍ سعودية مأسوية في اليمن، ووافق على بيع المملكة أسلحة بأكثر من 100 مليار دولار.
وصل السيد ترامب إلى السلطة متلهفًا على نقض إرث السيد أوباما، وسرعان ما تم إغراؤه بحملة ضغط سعودية ذكية. احتضن محمد بن سلمان بطريقة شجّعته على الاعتقاد بأنه سيحصل على دعم واشنطن في مغامرات متهورة، مثل مقاطعته لقطر وتصعيد حرب اليمن. وأفادت الأنباء أن وليّ العهد صُدم وغضب، عندما أدى اعتراف النظام الآن بالتخطيط لقتل للسيد خاشقجي عمدًا، إلى توبيخ من البيت الأبيض.
إن قرار السيد ترامب، التخلي عن الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات على إيران في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، سيصعد التوترات في المنطقة من دون هدف واضح. لا يبدو من المرجح أن يحدث تغيير للنظام في طهران، على المدى القريب، كما لا يبدو أن القضاء على إيران كقوة إقليمية سيتم، حيث إن الهدف السعودي والإسرائيلي يتطلب من الولايات المتحدة الذهاب إلى الحرب.
إن أفضل سياسة أميركية هي صدّ العدوان الإيراني في المكان الأكثر أهمية، في سورية، وفي الوقت نفسه تسعى أيضًا لاحتواء تجاوزات الدول السنّية. يمكن أن يبدأ ذلك في اليمن، حيث يمكن أن يساعد إنهاء الدعم العسكري الأميركي للتحالف السعودي، في تحريك محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. يجب على السيد ترامب أن يقبل أن سياسة الولايات المتحدة الفعالة في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتكون من تشويه صورة إيران واحتضان أعداء إيران بشكل عشوائي.
اسم المقالة الأصلي | The worst may be yet to come in the Middle East |
الكاتب | هيئة التحرير، Editorial Board |
مكان النشر وتاريخه | واشنطن بوست، The Washington Post، 26/10 |
رابط المقالة | https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/the-worst-may-be-yet-to-come-in-the-middle-east/2018/10/26/b6789274-d93d-11e8-a10f-b51546b10756_story.html?utm_term=.af737cb32001 |
عدد الكلمات | 558 |
ترجمة | وحدة الترجمة والتعريب |