كشف المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أنه سيجري مشاورات قريبة مع الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا، تركيا، وإيران) وذلك بعد المشاورات التي أجراها مع المجموعة المصغرة من أجل سورية في لندن، في الوقت الذي تعود فيه موسكو إلى الحديث عن “استفزاز كيمياوي” مرجح في سورية.
وقال دي ميستورا، في بيان له أمس الاثنين، إنه يتطلع في إطار عملية جنيف إلى “عقد مشاورات قريبًا مع كبار المسؤولين في تركيا وروسيا وإيران، ضامني مسار أستانا”، موضحًا أنه “كان حاضرًا” في اجتماع القمة الرباعية حول سورية، في إسطنبول السبت الفائت، و”أحيط علمًا بشكل خاص بالدعوة الواضحة على أعلى المستويات من هذه البلدان الأربعة، لتأسيس وانعقاد اللجنة الدستورية، مع مراعاة الظروف، في جنيف، قبل نهاية العام”.
كما أعلن دي ميستورا أنه “استضاف في لندن، في وقت سابق، مشاورات في إطار عملية جنيف مع كبار المسؤولين في المجموعة المصغرة (التي تضم مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة) كما التقى نصر الحريري، المنسق العام للجنة التفاوض السورية”، بحسب ما ذكرت وكالة (الأناضول).
من جانب آخر، قال نصر الحريري إن اللقاء الذي جمع وفد الهيئة مع دي ميستورا في لندن تخلله بحثٌ لآخر “التطورات ميدانيًا وسياسيًا”، إضافة إلى الحديث عن “نتائج القمة الرباعية في إسطنبول”، و”العراقيل التي تمنع التقدم في العملية السياسية وضرورة إحياء العملية السياسية بفاعلية”.
وأضاف الحريري، في تغريدات له عبر حسابه في (تويتر) اليوم الثلاثاء، أن هيئة التفاوض قدّمت خلال اجتماع المجموعة المصغرة “أهمّ النقاط الحيوية في الملف السوري حاليًا: إدلب، اللجنة الدستورية، العملية السياسية الشاملة، إيران، الانتهاكات المرتكبة من قبل النظام وحلفائه، المعتقلين والمختطفين، إعادة الإعمار، عودة اللاجئين، ومحاكمة مجرمي الحرب”.
في السياق، قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن بلاده “تساعد في تشكيل اللجنة الدستورية السورية”، وذلك تعليقًا على تصريحات عضو الهيئة العليا للمفاوضات صفوان عكاش، الذي أكد أن روسيا وإيران تقومان “بعرقلة مشاركة ممثلي المجتمع المدني في اللجنة الدستورية”.
إلى ذلك، تحاول روسيا إعادة عجلة الادعاءات، حول استفزاز كيمياوي جديد في سورية لاتهام موسكو والنظام به، إذ قال رئيس المركز الروسي للمصالحة فلاديمير سافتشينكو: إن المركز “تلقى معلومات من سكان محافظة حلب، حول التحضير لهذا الاستفزاز من قبل المسلحين، بهدف اتهام القوات الحكومية السورية باستخدام الكيمياوي ضد المدنيين”.
أضاف المسؤول الروسي أنه “بهدف تنفيذ الاستفزاز، وصل عشرات من عناصر (الخوذ البيضاء) إلى مدن إعزاز ومارع والراعي في محافظة حلب، وقبل ذلك نقل مسلحون حاويات بمواد سامة، من مدينة جسر الشغور في ريف إدلب إلى المدن المذكورة. ومن المفترض أن الحاويات كانت تحتوي على مادة الكلور”، على حد قوله.
تابع سافتشينكو: “حسب المعلومات التي تلقاها المركز الروسي، ينوي المسلحون استدراج النيران الجوابية من قبل القوات الحكومية السورية في مدينة مارع عند خط التماس، وبعد ذلك سيتم على أراضي تحت سيطرة المسلحين تنظيم تمثيلية لقصف مدفعي بقذائف محشوة بمواد سامة، بزعم أنه قصف من قبل الجيش السوري”، بحسب ما نقلت عنه قناة (روسيا اليوم )مساء أمس.